الأحد 24 نوفمبر 2024

فتاه من ذهب

انت في الصفحة 2 من صفحتين

موقع أيام نيوز


القصر وأخذت تتفرج على الحيوانات وتقطف الزهور وكل من يراها يتسائل عمن تكون فلقد كانت بارعة الجمال كبيرة العينين قرمزية الشفتين .
كان الأمير فخر الدين جالسا مع أصحابه يتسامرون ولما مرت أمامهم صاح أحدهم لم أر في حياتي أجمل وأرق من هذه الجارية لعلها إبنة أحد الملوك 
أما الأمير فلم يرفع عنها نظره حتى إبتعدت ولاح الإعجاب بها في عينيه وقال في نفسه لا بد أن أعرف من هي ذهب إلى جناح النساء من ضيوف القصر وسأل عنها فلم يجبه أحد

في اليوم الثاني حاول أن يكلمها فرمت له بمنديل مطرز أخذه ففاحت منه رائحة عطرة أسكرته
في اليوم الثالث بقي الأمير ينتظرها وهو على أحر من الجمر لرؤيتها وعندما جاءت ألقى عليها التحية
وقال مرحبا أنا الأمير فخر الدين أراك دائما بمفردك أين عبيدك وجواريك 
اجابته أنا أخدم نفسي وليس معي أحد تعجب الأمير وسألها وما فائدة المال إذا لم ننفقه لرفاهيتنا
أجابت المال عندي رزق للخير وقضاء الحوائج وليس لامتلاك الدنيا وما فيها من متاع رائج ينتهي يوما كل شيئ
والعبرة دوما بالنتائج ...
زاد تعجبه من فصاحتها وجلسا على مقعد وأخذ يستمع إليها وقد راق له حسن منطقها وظرفها ولما أرادت الانصراف لم يطق صبرا على فراقها وقال أين أذهب إذا أردت خطبتك من أبيك 
ردت عليه إلى السلطان فهو أعلم الناس بقدري ومقامي قام الأمير من حينه وقصد أباه في مجلسه إستأذن ثم دخل وقد ظهرت على وجهه الحيرة
سأله أبوه ما بك كأنك تريد أن تقول لي شيئا هيا أفصح عما في نفسك يا بني ولا تترك الغم يستولي عليك 
مد من جيبه منديل البنت ووضعه على صدره ثم قال لقد أحببت من رمته لي من أول نظرة وملكت قلبي وجوارحي لعلك تعرف صاحبته فقد طلبت مني أن أجيئ إليك وحدثه بما كان من أمرها 
أخذ السلطان المنديل فإذا فيه رسوم مطرزة بطريقة بديعة وقال في نفسه كأن القدر ساقني إلى ذلك الكوخ لأعثر على زوجة كاملة الأوصاف لإبني
قال للأمير إنهاا ليست من بنات الملوك
لكن لها همتهم وليست من بنات الأغنياء لكن لها غنى النفس وليست من بنات الأشراف لكن لها شرف العقل فهل ترغب فيها 
أجاب الأمير لا أريد سواها يا أبي وسأمرض إن لم تكن من نصيبي
هكذا نتمني وندعوا الله ثم تجري مشيئته فسبحان الله العظيم
لا تقرأ وترحل اترك اثر تؤجر عليه

 

انت في الصفحة 2 من صفحتين