حكاية ودق قلبي
ولو مش عاجبها حاجة تغيرها انا تحت أمركم فى كل حاجة .
فتنهدت انهار بإرتياح مرددة...الحمد لله .
ربنا عالم بالحال .
ثم نظرت الى ابنتها فوجدتها تبتسم ففرح
قلبها لفرحتها .
ثم حدودوا موعد الخطوبة أما الزواج فسوف يكون بعد انتهاء الدراسة بإذن الله .
مرت الايام ببطىء شديد على زين الذى كان ينتظر بفارغ الصبر مضى الامتحانات ليحين موعد زفاف الفتاتين .
لتأتى اللحظة الموعودة .
ليرى فيها زين أميرته التى شغلت فكره وعقله فى حفل الزفاف تقف شامخة بجانب ابنتها .
ترتدى فستانا من اللون الذهبى مع حجابا من نفس اللون .
فكانت كالشمس المضيئة .
ولم يفتر زين عن النظر إليها ولكنها كانت تتجاهله وتخشى النظر إليه .
والله صعبان عليه وبعد ما كنت مش عايزة الجوازة دى .
بقيت فعلا بتمنى توافق عشان ترجع زى ما كنت .
ده الضحكة مكنتش بتفارق وشك .
بس النصيب والقدر وربنا يجعلها عوض ليك .
أما سالم الصغير عندما رأى انهار اسرع إليها وقام بجذبها من فستانها لتنبه لمن يجذبها قائلا ...ماما انهار وحشتينى كتير .
وانت عامل ايه وسليم عامل ايه
هو كمان وحشنى اوى .
سالم ...انا وسليم بنحبك كتير .
ونفسى تيجى عندنا .
انهار ...ان شاء الله يا حبيبى .
زين مراقبا الموقف فحدث نفسه ...هو انا حبيتك من شوية .
بس الا عليه انا امتى بس تحنى على قلبى اللى محتاجك .
اقترب زين من والدته وهمس فى أذنها ...ارجوكى يا امى عشان خاطرى روحى وكلميها يمكن لما تكلميها تقدر فعلا انى عايزها فتوافق.
سهير ...على عينى والله يا ابنى حاضر .
هروح اكلمها .
فذهبت سهير بخطوات بطيئة بسبب ضعف جسدها واستقبلتها انهار بابتسامة .
سهير ...اهلا بيكى يا بنتى .
بصى انا هدخل فى الموضوع على طول .
ما تيجى يا بنتى نخلى الفرحة فرحتين .
وتقبلى تجوزى زين ابنى ده بيتمناكى من اول يوم شافك فيه .
وادى بنتك الحمد لله اتجوزت يعنى خلاص مبقاش فيه حاجة تقدر تمنعك من شرع ربنا .
أنت لسه يا بنتى صغيرة ومحتاجة حد يقف معاكى ويحرك ويراعيكى سند يعنى بعد ربنا .
اخفضت أنهار عينيها خجلا فهى تريده بالفعل زوجا محبا يعوضها عن سنين عمرها الضائعة ولكن مازال فى قلبها غصة أنه لم يكن لها من البداية وجاء خاطبا لابنتها وهذا وإن تزوجت ابنتها فربما تظن أنه تركها من أجلها فيحدث فجوة فى علاقتهما وهذا ما لن تتحمله ابدا .
فقد تتحمل فراق الحبيب عن فراق فلذة كبدها .
لأنها أم ولا شىء يعادل تضحيتها ومحبتها لأولادها مهما كان .
فرددت بخجل ....صدقينى يا امى انا فعلا شايفه استاذ زين زى ما حضرتك قولتى .
لكن للأسف صعب عليا اتقبل انه طلب بنتى فى الاول .
فمعلش سامحونى وان شاء الله ربنا يكرمه بأحسن منى .
تبدلت ملامح سهير بحزن مرددة ...يعنى مفيش فايدة يا بنتى .
انهار ...اسفة والله يا امى سامحينى .
ثم قالت والدموع بدئت تلمع فى عينيها ..بعد اذنك هشوف تقى عشان خلاص الفرح قرب ينتهى .
وحضرتك برده شوفى زينب .
سهير ...اه طبعا اتفضلى وربنا يسعدهم ويهنيهم .
وعندما غادرتها اسرع لها زين بقلب ينبض مشتاق لخبر موافقتها بفارغ الصبر ولكن عندما اقترب من والدته ورأى فى عينيها نظرة حزن علم ما فى الأمر .
فتراجع من غير أن يسئلها وشعر بضيق فى صدره وكان الهواء قد نفذ من رئتيه فخرج مسرعا من القاعة يلتقط أنفاسه وأخذ يجوب فى الطرقات لا يعلم أين يتجه ولكنه يمشى فحسب .
واخذ يحدث نفسه ...ليه مصممة تبعدينى عنك ليه عايزة تموتينى ده جزاء حبى ليكى .
حرام والله ده اعمل ايه تانى عشان تقبلينى
وخرج من شروده على رنين الهاتف .
سهير ...انت فين يا ابنى الفرح خلص
وانا مستنياك نوصل العروسة ونتطمن عليها .
تنهد زين پألم....حاضر جى .
ثم عاد إلى القاعة مرة أخرى فتقابلت عينيه معها فى نظرة عتاب طويلة .
فوجدها تتمتم بكلمة ...اسفة ڠصبة عنى .
ثم فرت من أمامه هاربة واستقلت سيارة عرس ابنتها تقى .
أما هو فكتم صړاخ قلبه حتى لا يشعر به أحد ورسم
على وجهه ابتسامة ....مبروك يا زوز وهتوحشينى وتوحشنى لمضتك .
زينب...الله يبارك فيك وعقبالك يارب .
فنظر لها بإنكسار قائلا ....خلاص يا زينب إظاهر مش مكتوبلى افرح .
ويلا يا عرسان اركبوا اوصلكم
وبالفعل ذهبوا
معها لشقتها .
وهمست سهير فى إذن ابنتها ....ربنا يهنيكى يا ضنايا وخلى بالك من نفسك وجوزك .
وخليه فى عينيكى هيخليكى فوق رأسه .
زينب