الغابر سلطان
مرت السنوات.. وصار الأمير التنين في سن الزواج فكر السلطان بالأمر وقلبه محزونا على وجوه شتى وانتهى إلى أنه لا مناص من العثور على زوجة لإبنه الوريث وأخيرا عثر على عروس للأمير وتم العرس غير أن الأمير التنين التهم عروسه ليلة الزفاف وكان هذا هو حظ العروسة الثانية وباختصار كان مصير كل عروسة زفت إليه أن ټقتل وتلتهم…
والآن جاءت زوجة الأب إلى السلطان وهي تدمر الشړ مرة أخرى لإبنة زوجها وقالت مولاي وسلطاني الفتاة التي ساعدت الأمير في تعليمه يمكنها أيضا أن تكون زوجة مناسبة فقد كبرت وأصبحت شابة جميلة
سر السلطان للإقتراح وعلى الفور أرسل في طلب ورد الخال وقبل الإمتثال للإستدعاء الملكي ذهبت إلى قبر أمها وسكبت أحزانها فيه..
وسمع صوت المېتة في المقپرة يقول يا بنيتي خذي جلد القنفذ هذا واجعليه قناعا وحين تذهبين إلى التنين سيحاول أن يؤذيك فيجرحه الشوك عندئد سيقول لك انزعي القناع فأجيبيه سأنزع القناع إن خلعت ملابسك وعندما ينزع ملابسه خذيها
واقذفيها في الڼار حينذاك سيفقد شكله التنيني ويظهر في شكله الإنساني
قال انزعي قناعك
حين دخل العبيد إلى الجناح في صباح اليوم التالي وجدوا العريسين في غاية السعادة وكامل الصحة فسارعوا الى حمل الأخبار السارة إلى السلطان الذي أمر باحتفال عظيم وإعداد وليمة فخمة تكريما وتخليدا لهذه المناسبة
بعد وقت قصير من هذه الأحداث نشبت الحړب بين سلطاننا وسلطان البلد المجاور رغب الملك نفسه ان يشارك في الحملة الحړبية لكن ولي العهد ترجاه أن يسمح له بالذهاب بدلا منه وبعد رفض وتثبيط طويلين سمح السلطان للأمير أن يذهب إلى ميدان القتال..
ولما كان الامير غائبا في معسكره فكرت زوجة الأب القاسېة بالخطوات التي عليها ان تتبعها للقضاء على ورد الخال بعد أن علمت أنها حامل وسترزق بمولود من ولي العهد فكتبت رسالة بإسم الأمير إلى السلطان يطلب فيها أن يبعد زوجته وعندما استلم السلطان الرسالة أحضرت زوجة الأمير وما إن علمت بفحوى الرسالة حتى قالت بمعرفتي أن الأمير لم يعد يحبني فليس أمامي سوى أن اغادر القصرحاول السلطان أن يهدئها مؤكدا لها أنه يعتقد أن الرسالة هي من تدبير عدو ما لكن ذلك لم يقنعها ولم يكن هناك من شيء يمكن أن يثنيها عن عزمها
قالت سوف أذهب لأن زوجي بالتأكيد قد وجد له واحدة أخرى أجمل مني وإلا ما كان له أن يكتب رسالة كهذه قالت هذه الكلمات وانسحبت من القصر باكية متجولة في الغابات والجبال وفي السهول والوديان وعابرة البحر…
وصلت ذات يوم إلى نبع أبصرت عنده نعشا يرقد فيه مېتا فتى جميل
سألت نفسها ما معنى هذا
وبينما هي مستغرقة في التفكير وهي ترتعد من الخۏف حل الظلام بحتث حولها ووجدت مخبأ بجوار النبع وعند منتصف الليل رأت أربعين حمامة تطير نحو تلك البقعة ظلت تتأمل الحمام فرأت أن كل الحمام حط على حافة الماء ثم هززن أنفسهن وتحولن في الحال الى فتيات تقدمن صوب النعش احداهن أخذت صولجانا ولامست به الفتى المېت ثلاث مرات فنهض كأنه كان نائما ظللن يلعبن معه طوال الليل وعند الفجر رقد الفتى مرة ثاني في النعش ولمسته الفتاة بالصولجان ثلاث مرات فإذا هو مېت كما كان بعدئد ذهبت الفتيات إلى النبع وهززن أنفسهن وعدن إلى شكلهن كحمام وطرن بعيدا…
رأت ورد الخال كل ذلك في مخبئها ولما لم يكن ثمة من أحد انسلت إلى جوار النعش والتقطت الصولجان الذي تركته الجنيات خلفهن لامست به الفتى ثلاث مرات فاستيقظ في الحال حين ابصر الفتاة قال من أنت
أجابت من أنت ومن كانت الفتيات اللاتي زرنك في الليل
عندئد قال الفتى إنهن أربعون جنية سرقنني في طفولتي..
اشفقت ورد الخال عليه واقسمت هي والفتى المبعوت أن يظلا صديقين إلى الأبد..
وعاشا معا كصديقين سعيدين تماما لبعض الوقت وبعدئد بدأ الفتى يبدو شاحبا قلقا عندما علم ان الفتاة حامل.. حتى أنه قال لها ذات يوم لقد أهملتك الاربعون جنية لحد الآن لكن حين يسمعن انك هنا سوف يأتين ويقتلننا وسيكون من الأفضل لك ان ترحلي من هنا إلى أمي باستطاعتك أن تعيشي هناك بأمان وسنرى ما الذي كتبه الله لنا
وهكذا رحلت الفتاة بقلب کسير للعيش مع ام الفتى
طرقت الباب وتوسلت السماح لها بالدخول ومنحها مأوى لوجه الله وحكت قصتها وقالت أيضا انها طردت من بيتها وليس لها من صديق في هذه الدنيا.. ……. يتبع