الخميس 28 نوفمبر 2024

قصة يوسف

انت في الصفحة 2 من 4 صفحات

موقع أيام نيوز

من صخور الشاطئ ومر شيخ البحر بقاربه الصغير ووجه ضوء فانوسه نحو الشاطئ فرأى سليم غارقا في نومه فرق لحاله وتقدم منه و حمله بين يديه بلطف وخفة ووضعه في قاربه.  من نومه فوجد نفسه في القارب ورأى أمامه شيخا جليلا يمسك بيديه مجدافين طويلين يسير بهما القارب نحو جزيرة صغيرة كل ما فيها أخضر جميل لم يخف سليم ولم يجزع بل تذكر قصص أبيه وحكاياته وعرف أنه مع شيخ البحر وأنهما سيصلان بعد قليل إلى الجزيرة المقدسة. ثم تقدم سليم من الشيخ وحياه بجرأة واحترام فتعجب من جرأة هذا الولد وأدبه ورد عليه التحية بأجمل منها وسأله عن حاله فقص سليم قصته من أولها إلى آخرها ثم أجهش بالبكاء لأنه تذكر أمه الحنون وما تعانيه من أوجاع وآلام فلما رأى شيخ البحر يبكي سأله عن سبب بكائه فقال له سليم لقد تذكرت يا سيدي الشيخ أمي المړيضة وما تعانيه وتذكرت أبي الوفي الذي ترك عمله وتفرغ لخدمتها والسهر عليها وتذكرت أخوي الصغيرين اللذين تركا المدرسة ليبقيا قريبين من أمهما الحنون لقد تذكرت كل ذلك فبكيت والآن لا أدري ماذا حل بهم بعد فراقي لهم وغيابي عنهم ولا أعلم ما فعل أبي وما أصاب أمي وأخوي وهل ظنوا أن  وهنا قطع شيخ البحر سليم كلامه وسأله وهل يعرف أهلك شيخ البحر أيها الإبن البار فأجابه سليم والدموع تترقرق في عينيه نعم يا سيدي الشيخ فإن أبي هو صياد السمك يوسف وهو  التائهين وتنقذ الغرقى وتشفي المرضى وكنا أنا وأمي وإخوتي نتشوق لرؤياك وإني قصدت أمس شاطئ البحر لألتقي بك وأطلب منك أن تشفي لي أمي فتعود إلى مزاولة عملها في البيت. ويرجع أبي إلى عمله الذي يدر علينا الكساء والغذاء ونذهب أنا وإخوتي إلى المدرسة وتعود لبيتنا بهجته ويعود لعائلتنا سرورها ثم تذكر سليم مرة ثانية حيرة أبيه عليه وقلق إخوته وسقم أمه فاڼفجر بالبكاء وعلا نحيبه فأمسكه شيخ البحر بيده وقال له بعطف وحنان كف عن البكاء أيها الابن البار وامسح دموعك وتخلص من جميع همومك وأحزانك لأنك وصلت إلى  على الشاطئ ونزل معه سليم ثم سارا حتى وصلا إلى قصر عظيم. علم سليم أنه قصر شيخ البحر ودخل الشيخ إلى بهو القصر الفسيح وتبعه سليم. ثم صعدوا إلى الطابق العلوي وصعد وراءه سليم حتى انتهى بهما المطاف إلى شرفة واسعة تطل على مرج أخضر فيه من كل شيء بهيج أشجار باسقة وأزهار عطرة وأثمار يانعة عدا النور والقصور التي تحيط به من كل جانب والتي يسكنها الأبيض والأصفر والأحمر والأسود ولما سأل سليم الشيخ عن سر ما يري قال له بصراحة واختصار أنت الآن يا بني في الجزيرة المقدسة وسكان الجزيرة المقدسة من مختلف الأجناس فيهم الأبيض والأصفر والأحمر والأسود. كانوا غرقى فأنقذتهم وكانوا ضالين فأنجدتهم وكانوا مرضى فشفيتهم ثم اصطحبتهم إلى جزيرتي هذه ليسكنوا في قصورها الجميلة ويأكلوا من خيراتها الوفيرة. وهم كما تراهم يعيشون فيها بأمان ولا يعرفون الهموم  والآن هذه غرفتك فيها كل ما تطلب وتتمنى ثم مضى شيخ البحر إلى جناحه في القصر من عناء السفر. وبقي سليم وحده الشام ليستريح على الشرفة حائر الفكر شارد الذهن وبعد مدة قصيرة من الزمن أحس بتعب شديد فدخل إلى غرفته واستلقى على سريره وراح يغط في نوم عميق. أما الصياد المسكين يوسف فعندما غابت الشمس ولم يحضر ابنه سليم إلى البيت فإنه ترك زوجته المړيضة وولديه الصغيرين وخرج من

انت في الصفحة 2 من 4 صفحات