هانز
انت في الصفحة 4 من 4 صفحات
ببطئ على جسد الرضيع النائم ...
اړتعب الأب وحاول التدخل لكن هانز منعه وقال
ستقضي على صغيرك بهذه الطريقة .. لذا دعني أتصرف .. أرجوك ..
مد هانز بهدوء عصاه قريبا من العقربة .. فأخذت العقربة تتحسسها وقد بلغ التوتر أقصاه لدى ساشا ..
وهنا صعدت الأم فمنعها ساشا من الدخول وغطى فمها بكفه وطلب منها الهدوء التام ..
فتنفس الوالدان الصعداء وفرحا كثيرا بنجاة ولدهما فتشكرا طويلا من هانز عمدة القرية ..
خرج هانز من البيت والټفت الى العصافير التي عادت تزقزق بصورة طبيعية فابتسم وأكمل طريقه ..
بعد بضعة سنوات ...
كان هانز مع زوجته يتنزهان في المزرعة على ظهر جوادين ..
ما لي أراك اليوم بطيئ الحركة .. هل تقدم بك العمر
أجاب جواد ماريشكا
كلا ... بل السبب هو الحمل ..
الحمل
نعم الحمل ... ألا ترى
صفحة عقاپ محمد للقصص وروايات كاملة
إنك تحمل على ظهرك غزالا رشيقا .. بينما أحمل أنا هذه البقرة السمينة ..
فتعجبت ماريشكا منه غاية العجب وسألته
على ماذا ضحكت هيا اخبرني فورا ...
نهض هانز وقال وهو مازال مستغرقا في الضحك
لا شيئ يا عزيزتي .. لا شيئ ..
لكن ماريشكا لم تقتنع بهذا الجواب فنزلت من جوادها وكررت عليه السؤال بإصرار أكبر .. فمسح هانز الدموع التي تطافرت من عينيه بسبب الضحك واعتذر من زوجته وطلب منها العودة الى البيت ..
أريد أن أعلم السر الذي أوصلك الى ما أنت عليه الآن .. ولا تخبرني أنه الذكاء والفطنة .. أي ذكاء هذا الذي هبط عليك فجأة ثم أين كان هذا الذكاء عندما تزوجت واحدة مثلي
لكن عناد ماريشكا كان شديدا فأصرت بقوة على موقفها حتى أخذت تزعق وټضرب الأرض بقدميها ..
وأمام كل هذا رضخ هانز أخيرا ووافق على كشف السر لكنه قبل ذلك طلب من زوجته أن تمنحه بعض الوقت ليحفر قپره ..
وبعد فراغه .. إستلقى هانز داخل القپر وقال
أنا الآن مستعد للمۏت بعد أن أخبرك بالسر .
قالت ماريشكا باستهزاء
لا تظن إنك بهذا ستثنيني عن قراري .. فقراري نهائي لا رجعة فيه ..
وبينما كان هانز على وشك البوح بالسر وإذا به يشاهد ديكا ودجاجة قرب القپر ..
كان الديك منشغلا بالتقاط الحبوب من الأرض بينما تنظر الدجاجة بشفقة الى هانز .. ثم التفتت الدجاحة الى الديك وقالت له معاتبة
كيف تفكر بالطعام في هذا الوقت الذي فيه سيدنا هانز على وشك المۏت ..
استمر الديك بالأكل وهو يقول
عن أي سيد تتحدثين في الحقيقة ان الذي يستلقي في القپر ليس سوى جبان رعديد .. لو كان رجل حقا لكبح جماح زوجته ...
بعد سماعه لهذا الكلام .. أحمرت عينا هانز من الڠضب فنهض من قپره ونظر الى زوجته نظرة أرعبتها ..
ثم حمل هانز عصاه وأراد ضړب ماريشكا ففرت من أمامه مذعورة وهي تصيح
سامحني ... لن أكررها مجددا ... التوبة ...
بعد تلك الحاډثة .. لم تتجرأ ماريشكا وتسأل زوجها عن هذا الموضوع أبدا ... أو عن أي حاجة تغضبه ..
فعاش هانز ما تبقى من حياته في خدمة الناس مستفيدا مما يفهمه من لغة الحيوانات ...
صفحة عقاپ محمد للقصص وروايات كاملة ليصلك كل جديد وحصري سجل متابعة