الأحد 24 نوفمبر 2024

بعد غياب

انت في الصفحة 2 من صفحتين

موقع أيام نيوز

الأمور بسيطة لكنها جعلتني أشعر بالاهتمام بشأني . 
بعد شهور تقدم لي عريس تزوج من قبل لكن لم ينجب هو الآخر وكان الأمر يحتاج لرحلة علاج لكن زوجته لم تتقبل وطلبت الطلاق حين أخبرتني أمي بشأنه أتبعت كلامها قائلة 
مارأيك بالأمر 
أجبتها 
لا أعلم أمي ... مارأيك أنت  
قاطعتني بحدة 
لا هذه حياتك وأنت صاحبة القرار .
ثم أردفت مبتسمة 
اسمعي سنقوم بتحديد موعد للجلوس معه وتحكمين بنفسك عليه حتى وان تطلب الأمر جلسة واثنتين وثلاث المهم أن تقتنعي حد الموافقة او حتى الرفض . 
بالفعل جلست معه وكان حديثه لبقا كهيئته النظيفة وكان هذا مافتقدته في زوجي السابق فلم يكن يهتم كثيرا لمظهره او حتى نظافته المهم أني وافقت على هذا الرجل لأبدأ حياة جديدة تماما رجل يشاركني في كل شيء يأخذ رأيي في كل أمور حياتنا حتى البسيط جدا يصر كل الإصرار أن اختار لنفسي ولو شيء بسيط يأتي لي به أيقنت أن بداخلي شخصية أخرى لدي رأي وكيان وشعور بالذات حتى لاحظت أني بدأت اتغير أهتم أكثر لمظهري أزداد إشراقا يوما عن يوم باهتمامه قضاؤه معي أغلب الوقت جعلني أتفنن في كل شيء الترتيب والطبخ أشعرني بأنوثتي حقا واهتمامه لاحتياجاتي قبل احتياجاته فكنت له خليطا بين الأنثى المطيعة العاقلة التي لا تحمله الكثير وبين الأنثى ذات الرأي الحكيم المتأدبة في الحديث التي تود دائما إرضاءه لما قدمه لها من حياة .
ذات يوم سألني 
لم أسألك من قبل بشأن طلاقك فهلا سمحت لي بذلك !
قلت بحزن 
كنت ضحېة .
قال 
كيف 
تنهدت وقلت 
قدمت له كل الحب والرضا والهدوء ولم أطلب منه شيئ وكنت أتركه على راحته لكنه في المقابل طلقني للزواج من اخرى وتخلى عني لكي ينجب . 
سردت له الأمر كله لكن رده كان غريبا فقد قال 
لست ضحېة أنت من تسببت بذلك وهو لم يكلف نفسه تغييرك للأفضل فلم يجد منك اهتمام بكونه يغيب خارج المنزل او حتى يبيت خارجه لا تسألي عن حياته ولا عن شيء أصلا كان الصمت والبعد قائما دائما وفكرة أنه عاش معك لفترة فمعناه أنه صبر وقدم لك فرصة أن يرى منك مايبقيه لكن لم تفعلي وكنت دائما تتقمصين دور الضحېة .
قلت بتعجب 
أشعر بصدق حديثك الذي صدمني بالفعل كنت كذلك تفسيرك المختلف جعلني أفكر فقط الآن أني بالفعل كنت أتقمص هذا الدور .
قال مؤكدا 
التأثير السلبي الذي تسببت أمك به تعيش به الكثيرات لكن ما أن يتزوجن يرتدين شخصيتهن الداخلية التي أرغموا على إخفائها لطوال عمرهم لكنك استسهلت ولم تكلفي نفسك البحث حتى في داخلك.
حين فكرت في الأمر وجدته محقا جدا الاهتمام يجب أن يكون متبادل الرأي يكون مشترك الاحتياجات أيضا يجب أن نقدمها لبعضنا تجديد العلاقة باستمرار فلا التفاني في الانصياع وتقديم كل شيء دون مقابل نافع ولا التمرد وطلب الكثير نافع كانت دائما خير الأمور أوسطها . 
الآن فقط أعيش سعادة لم أعشها من قبل وخاصة أن الله رزقني بشخص يعوضني عما أريده فقد أخرج من مكنوني شخص ضائع لم أكن لأجده فالرجل أيضا غير معصوم من الخطأ له دور في إخراج أفضل مايمكن من أنثاه بالاهتمام والحب والكلم الطيب وقد بدأنا رحلة العلاج سويا وتحملنا في سبيلها الكثير وصبرنا أكثر وكان وقودنا الحب فرزقنا الله بعد ثلاثة أعوام بفتاة زرعت فيها الحب والدعم وبنيت بداخلها شخصية هادئة حكيمة توازن الأمور كي تقبل على الحياة وتجد من تقدره ويقدرها . الخلاصه 
نحن من نجعل من أنفسنا ضحاېا بتساهلنا في اعتياد الحياة كما هي دون محاولة البحث عن الأفضل والاهتمام بأرواحنا . ولابد نثق ان الله خلقنا لنعمر الأرض ونفكر كيف نعمر الأرض بالموده والرحمه بين الأزواج وليس نعيش دور الضحيه

انت في الصفحة 2 من صفحتين