والآن لم تعد تنفع المكائد ولم تبق سوى القوة ففتح الخزائن واشترى السلاح وانتدب الرجال وملا القصر والبلاد بالجواسيس الذين ينقلون له كل ما يحصل وبالطبع كان له جاسوس عند نعمان وأخبره أن إبنه يستصلح الأرض ويزرعها وأن الناس تفد إليه من كل مكان وتستقر في القرى الفارغة وهؤلاء يشتغلون في الزراعة والرعي وأنه يدفع لهم أجرة جيدة .ولم يكن ينقص نعمان المال وصارت له قوافل وسفن وتجارة مع البلدان البعيدة .
وكان ذلك يزيد في خوف السلطان الذي زاد في الضرائب وبنى القلاع حتى عزل كل الإقليم الشمالي الذي به نعمان وأصبح الدخول
كان هناك سلطان فى بلاد بعيده
والخروج يتم بمشقة شديدة .وإعتقد الرجل أنه حل المشكلة لكن جفافا شديدا ضړب البلاد وجفت المراعي التي كان فيها البدو يرعون فيها إبلهم وماشيتهم ولم يعد لديهم ما يأكلونه فارسلوا وفدل إلى السلطان يطلبون فيه المساعدة لكن الخزائن كانت فارغة وكل المال ينفقه على القلاع والجيش فبدأ البدو يهاجمون القرى القريبة منهم وينهبون كل ما يجدونه ولما أعلمه الوزير بما يحصل إبتسم السلطان وقال هل نسيت أن تلك القرى الغنية رفضت مساعدتي لتحصين مملكتي وقال لي أشرافها أن ما تفعله سينشر الفقر والجوع وفي النهاية أنت من ستقضي على نفسك وليس إبنك نعمان!!! وأنا لم أغفر لهم ذلك الكلام و الله لولا أني مشغول بذلك الولد اللعېن لعرفت كيف أعلمهم الأدب !!!
ظهر الإنزعاج على وجه الوزير فالسلطان أصبح يفتقد إلى الحكمة وما قاله القرويون صحيح فكل الناس الآن ناقمة عليه سيدهولولا فرسانه لثاروا على حكمهفقال أصلح الله مولاي أرسل فرقة من جيشك وسيهرب أولئك البدو !!! لكن السلطان قال كفى هراء لن يكف ذلك لإيقافهم والخسائر ستكون كبيرة وأنا بحاجة إلى كل فرد لما تحين المعركة مع نعمان هل فهمت أيها الأحمق ابتلع الوزير الإهانة وسأله هل يأذن سيدي أن أقترح حلا يرضيه أشار له السلطان أن يتكلم فقال له لو طلبنا من نعمان مهاجمة البدو في الصحراء فإنهم سيرجعون للدفاع عن خيامهم فإن قتلوا الولد إسترحت منه وإن هزمهم تخلصت من البدو !!!حك السلطان ذقنه وقال ولكن كيف سنقنعه بذلك وهو يعلم أني أحقد عليه
أجاب الوزير وهو يبتسم تعترف أنه ابنك وهذا لن يكلفك شيئا مجرد كلام في الهواء !!!وقف السلطان وأشار له بإصبعه وقال لقد قررت أن أجعلك مستشاري وأطرد أولك المشائخ الذين أوصوا بالتصالح مع إبني وتوحيد المملكة لكن في جميع الحالات فأنا من سيخرج منتصرا لو تحارب نعمان مع البدو سأكتب لك رسالة تحملها إليه على جناح السرعة قبل أن ينهب أولئك الأوغاد قرى جديدة .وصلت الرسالة لنعمان فادهش لما جاء فيها فأبوه يعترف به وريثا له ويسامح أمه لكنه لم يحس بالفرحة فالناس الذين معه يثقون فيه ولا يريد
فكر قليلا ثم ذهب إلى ملك الجن وحكى له عن ما يشغل باله فأجابه لو لم تتحرك للدفاع عن مملكتك لاستاءت الرعية من ضعفك وخسړت محبتها لك فلا تضع الفرصة واضرب البدو في عقر دارهم فهم لا يتوقعون مجيئك وسنساعدك بالسلاح فلنا الكثير منه وسيكون رجالي تحت أوامرك فهيا أسرع ولا تضع الوقت !!! أطلق نعمان النفير وجمع ما قدر عليه ثم زحف بجيشه من الإنس والجن وكان يعرف أن أكثر من معه ليسوا من المقاتلة لذا لن ينتصر إلا إذا إستعمل الحيلة فاقترب