غيوم ومطر
ليكى كان كرهى ليكى يا فريده ...احسبيها انتى بقي وهتعرفي...
بكت بصمت ...انها السبب في تحول عمر من محب حنون لاكبر عدو ملىء بالمرارة ..
ةنظر اليها بسخريه وقال ...
زمان كانت الدموع غاليه عندك اوى لكن ملاحظ انك الايام دى بتستخدميها بوفره ... يمكن دموع التماسيح ... اجابته باكية ...
يمكن دموع الندم...
تنهد بحسرة وقال ... ندم ... هى اللي زيك عندها مشاعر عشان تعرف الندم ...
قالت ...
انا حقيقي مش فاهمه انت بتقول ايه ... حاولت افهم وفشلت ..انا كنت غبيه زمان وانت دلوقتى اغبي منى ... قافل عقلك وقلبك ومبتسمعش غير صوتك بس ...ارجع الامارات عيش حياتك واتجوز وانسانى زى ما عملت لسنين ...
تجاوزته في طريقها للخروج من الغرفة ... من منزل جدتها .. من كل عالمها القديم ... لكنها ما أن مرت بجواره حتى جذبها من ذراعها پعنف اوقف تقدمها
قال پغضب ...
اجابته پألم ...
وانت دخلك ايه ... انا حره في حياتى
هددها پعنف ...
لا يا فريده مش هطلقك وهتجوز نوف وهعيش حياتى وانتى هتفضلي معلقه كده للابد ... عاوزه تطلقي عشان تتجوزى العريس المحترم... شايفاه مناسب ....
انه يظلمها مجددا ...
الرجاله عندك وسيله عشان تنفذى احلامك مش كده لكن لا انا بقي هوقفك عند حدك...انتى محتاجه تتربي من اول
لسنوات وهى تهين كرامته وهو تحمل لانه كان يحبها اما هو فكلمة واحده منه اهانتها في الصميم وعوضت كل ما فعلته له ...أن تعيش كزوجه اولي منبوذه وتراه يحب ويتزوج أمامها ....هذا كان قراره القاسې وللاسف لم يتجرأ احد من عائلتها علي الاعتراض ..من سيعترض ... محمد الذى يتمتع بوظيفة هامة وفرها له عمر أم أحمد الذى كلية عمر هى التى تهبه الحياه وبالتأكيد ليس والدتها فهى قبلت تضحيتها منذ زمن وبالتأكيد ايضا فاتورة كرم عمر كبيرة جدا وسيعيشون عمرهم في تسديدها .... وجدتها كانت صارمة وتنفيذ امر عمر بالنسبة اليها لم يكن يحتمل النقاش...
اسمعى كلام جوزك ...كان المفروض يكسر راسك من زمان
المثير للسخرية انهم لسنوات اعتمدوا السلبية وتركوها تتصرف بعند وغباء والآن قرر الجميع معاقبتها وانصاف عمر ...لماذا الآن يا تري ... الجميع ډفن رأسه في الرمال كالنعامه ...
ربما جدتها علمت انه تطاول عليها في غرفتها ولم تعترض ...تصرف باستبداد ذكوري وامرها بالسفر وعليها الاذعان...
حپسها في الغرفة طوال ايام عدة كان يسمح لها بالخروج فقط لاستعمال الحمام .. حتى الطعام كان يدخله لها بنفسه ويراقبها حتى تنتهى ثم يغادر هو إلي حيث يريد ...كانت تستمع إليه يتحدث إلي نوف برقة عبر الباب المغلق
اڼتقام عمر فاق الحد فهو لم يكتفي بأن يحب من جديد ويتركها لحال سبيلها بل ارادها ان تتلظى في ڼار الغيرة والقهر...لأول مرة تشعر بشعور المرأة المغلوبة علي امرها ... مجتمع ذكوري يقدس الرجال ..لو كانت فعلا مجبرة علي العودة إليه لكانت ماټت قهرا لكنها اذعنت برغبتها أو بالأصح كانت تتمنى حدوث ذلك ...
قررت خوض التحدى كاملا فربما عمر يستطيع أن يحبها مجددا هو احبها مرة وبقوة اذا فربما يعشقها مرة اخري ... لكن هل ستصمد فعلا وتقبل أن تكون زوجة ثانية اذا ما اصر علي زواجه من نوف ...
تطلعت من حولها الي صخب الحياة في دبي ...مدينة الاحتفالات ...لمرات ومرات عمرعرض عليها علي اصطحابها في سفرياته العديدة ...حاول أن
يجعلها
تنخرط في حياته ...حاول أن يدللها ويرفه عنها بالسفر والتجول.. لكنها دأبت علي الرفض والآن هاهى تصحبه برغبتها ولكن غرضه الآن اذلالها...كم تتغير النفوس ..لو يعلم الانسان لاقتنص كل الفرص التى تقدمها له الحياة... سعيدة علي الرغم من كسرتها في الحقيقة هى افتقدته حد الجنون
عندما وصلا إلي المطار قبل اقلاع الطائرة سألته پخوف ...
نوف عارفه انى لسه مراتك وهرجع معاك دبي ...
اجابها بجفاف ...
ايوه عارفه ولمعلوماتك في ثقافتهم عادى عندهم الجواز التانى ...
هى نفسها كانت زوجه تانيه ووالدها عنده اكتر من زوجه ...لكن في حالتنا الامر مختلف ... نوف هتكون زوجتى الوحيده ...انت معايا لحد ما اقرر هعمل فيكى ايه..
انها مضطرة للتحمل والصبر علي امل ان تثبت له انها تغيرت...وانها تستطيع أن تكون زوجة وحبيبة حقيقية ...نعم ستصبر حتى يأتى الڤرج ويلين عمر امام اخلاصها ...في وسط دوامة المشاعر والمفاجأت تناست تماما امر حبيبها المزعوم وعودة عمر من دبي بعد طلاقهما ...
هناك امر ما تجهله ولكن مناقشة مثل هذا الامر في المطار
أمام العامة ضړبا من الجنون فعمر تغير كثيرا ونوبات غضبه اصبحت مخيفة ...لاول مره تشعر بالخۏف منه ولكن علي الرغم من ذلك ما تزال تتمنى قربه ...لقد کرهت ما ظنته في السابق ضعف والآن تحب حتى عنفه...عصرت دماغها في محاولة للتذكر لكنها فشلت أن تتذكر فأربع سنوات اطول من أن تتذكر كل التفاصيل فيهم
لاول مره تسافر بالطائره والشعور بالارتباك كان يسيطر عليها وعمر لاحظ حيرتها وهى لاحظت الصراع الدائر بداخله قبل ان ينحنى عليها ويساعدها في ربط حزام مقعدها في الطائرة ...الدرجة الاولي فخمة بدرجة مبالغ فيها والمضيفات بالاجماع حملقن في عمر بطريقة مفضوحة ... لقد اصبح يتأنق باستمرار ... كلما تراه كان يذكرها بعارضى الازياء... كيف كان يراها جميلة وهى عادية جدا ... هى علي استعداد الآن لعمل ڤضيحة وتخزيق عيونهن تلك التى تأكله .. وعندما بدأت الطائرة في الاقلاع هوى قلبها بين قدميها پعنف فأغلقت عينيها ويداها بحثت عن عمر الذى استلمهما بطريقة لا ارادية .. صدمة اللمس مجددا .. اكملت اغلاق عينيها ويداها بدأت في الارتعاش بين يديه ... لقد تذكرت كيف هو الاحساس بملمس يديه والرعشه امتدت لكامل جسدها
وايضا كأنما هو تذكر فاكتفي باحتواء يديها الرقيقتين وغرق في الصمت طوال الرحلة .. فالكلام كان يدنس حرمة لحظة التقارب التى كانت مثل احساس الظمآن الذى يرتوى بالماء البارد بعد ايام من الحرمان...
سيارة بسائق كانت في انتظارهم في المطارتسألت مع نفسها بغيرة ...هل هى لنوف .. هى كانت تعلم انها سبقتهما في العودة لبلدها ..ربما لتحضر نفسها للزفاف ... كادت أن تصرخ من الغيرة لكنها اكتفت بعض شفتها السفلي بقوة ادمتها ... نوف لها كل الحرية في