خطايا بريئه بقلم ميرا كريم
سخطه العظيم من تصعيدها للأمر أندثر و وجد
ببواطنه ألف سبب يدفعها لذلك فهو حقا يفتقدها وبشدة رغم أنه يكابر للآن ولم يصرح بذلك ولكن عندما أبتعدت عنه وشعر أنها مقتته وتود أن تتخلص منه فقط حينها شعر كونها تمثل شيء كبير له لا يمكن الاستغناء عنه فحياته دونها خاوية لم يعد بها دفء ولا سکينة كسابق عهدها
سونة سرحت فأيه
أنا بس اللي بحبك وخاېفة عليك وعلى مصلحتك يا سونة هي عايزة تأذيك ومتستهلش تفكر فيها...
كان حديثها يطابق صوت عقله بشدة ولكن فتات ضميره حاول إقناعه أنه هو من أوصلها لذلك.
تمادت هي غير عابئة بتلك الثورة بداخله أما هو فكان يشعر بالضجر مما تفعله فليس بمزاج يسمح له أن يتودد لها حتى أنه كاد يتأفف ويبعدها عنه ولكنها كانت ماكرة تعرف كيف تسلب عقله بأفعالها وأسلحتها وحيلها وبالطبع هو كان أضعف من أن يقاوم ليندرج معها بما تريد جعلتها تظن أنها ستغنيه عن كل شيء بها غافلة كون استجابته لها بعيدة كل البعد عن أفكارها.
اجفلها صوت منه صديقتها قائلة
اخيرا شوفنا من تاني نادين الراوي فينك يا نادو مفتقدينك جدا
ردت بمجاملة و ببسمة عابرة
اهلا ازيك يا منه
تمام انت اللي أزيك دي الشلة كلها هتجن عليك من اليوم إياه
هزت رأسها وأجابتها بإقتضاب شديد
مالت عليها منه وهي تضع يدها تواري فمها الذي يهمس بأذن قائلة
ده انت فاتك كتير يا نادو واخبار الشلة كلها عندي
هزت نادين رأسها واجابتها بعدم اكتراث
ميشغلنيش ومش عايزة اعرف حاجة يا منه
زفرت منه بإستياء بعدما لاحظت ردودها المقتضبة وتغيرها الواضح كوضوح الشمس ثم قالت قبل أن تجلس بأحد المقاعد القريبة
واضح انك مش في ال ومش عايزة تتكلمي...على العموم براحتك اشوفك بعدين
تنهدت هي بإرتياح عندما جلست بعيد عنها واخذت تهدأ روعها وتطمئن ذاتها داعية الله أن يمنحها القوة اللازمة كي تتخطى ذلك الأمر وتصلح ما ارتكبته بحق ذاتها قبل الجميع.
وبالفعل بعد مرور ساعة ونصف من الوقت المقرر انتهت وغادرت ولكنه كان بالمرصاد لها حين لحق بها هاتفا بأسمها عدة مرات مما جعلها تتجمد بأرضها وكم تمنت لو انشقت الأن وابتلعتها حين استأنف
ايه يا نادو متهيئلي قولتيلي هنتكلم ولا رجعتي في كلامك
أبتلعت غصة بحلقها واجابته بثبات تحاول أن تتهرب من مواجهته
انت اټجننت يا طارق أزاي تنادي عليا كده وتلفت النظر لينا...
مبقاش يهمني وبعدين اعملك ايه مش عارف أوصلك وعايز اتكلم معاك
مش وقته يا طارق
لأ وقته انا هتجن وأنت ولا على بالك ولازم نتكلم ودلوقتي
زاغت نظراتها ومررت يدها في خصلاتها تحاول أن تجد حيلة مناسبة لتمهد له الأمر ولكنه لم يمهلها وقت لذلك بل هدر بنبرة نافذة
بتدوري على حجه مش كده علشان تضحكي عليا بيها
نفت برأسها وقالت أول شيء جاء برأسها
حجه ايه! لأ كل الحكاية أن يامن بعد اليوم إياه وهو علطول معايا ومش بيفارقني ده غير انه بقى يشك في كل تصرفاتي علشان كده مش بعرف أكلمك
علقت سوداويتاه بها لثوان معدودة يحاول أن يستشف صدق حديثها وبالفعل فعل و فطن لألعيبها...أما هي فكانت رغم كم التوتر التي تشعر به لكنها تماسكت وقالت بتمهيد حثيث
طارق عايزاك تعقل وتبطل تراقبني أنت بقيت بتوترني
ارتفع جانب فمه ساخرا وصرح بتلك الاستنتاجات التى توصل لها
أنا مش مرتحلك على فكرة وحاسس أنك متغيرة صوتك ونظرة عينيك وحتى لبسك وتسريحة شعرك مش شبه نادو اللي أنا اعرفها اكيد في سبب قوي للتغير الجذري ده...غير شك الغبي ده فيك
اغمضت عيناها بقوة تستجمع شجاعتها وتستعيد قوة شخصيتها قائلة
اسمع مفيش أسباب بس الوضع كله مبقاش عاجبني أنت تصرفاتك كلها غبية و انا مش ناسية جرأتك يوم Nightclub... وبصراحة أنت مچنون وبقيت أخاف منك
تخوفت أن تخبره بعد أن رأت بأم عينيها توابع غضبه حين باغتها سابقا داخل السيارة وارعبها بوعيده فلم تملك تلك الشجاعة كي تخبره أن كافة قناعاتها وأفكارها السابقة كانت واهية وبالطبع لن تتجرأ بتاتا أن تخبره أنها تعشق الآخر وستتمم زواجها منه بعد عدة ايام فهي لا تضمن ردة فعله ولذلك كانت تحاول أن تستخدم ذكاءها كي تحاول إقناعه بكل الاسباب الآخرى كي تحيد عن السبب الحقيقي ولكن بالطبع الأمر لم يعجبه بتاتا لذلك جز على نواجذه وهدر بنبرة غاضبة تقطر بغيرته
ايه المشكلة