الجمعة 20 سبتمبر 2024
تم تسجيل طلبك بنجاح

قصه طويله السرد

انت في الصفحة 1 من صفحتين

موقع أيام نيوز

- قصة طويلة السرد..لمن يرغب.!!
.أبي ورمضان ودمعة..

.. أهدي قصتي لأولادي...ولكل أب ...
 ....كنا صغاراََ  نتحلق حول طاولة قصيرة القوائم تكاد تلتصق بالأرض. ارض غرفة المعيشة التي تكون بيتنا...وأبي يتوسط المائدة  وأنا بقربه واختي الكبرى وامي بيننا وتلتصق بها اختي الصغرى..التي كنت اغار منها وأشاكسها بطفولة بريئة ...كنا في شهر رمضان... ولرمضان وذكرياته عندي  حزينة تكاد الدموع تسيل للأيام التي خلت ...وقت الافطار نتحلق حول هذه السفرة العظيمة التي عليها اشهى الطعام بالنسبة لمتوسطي الحال كان ابي موظف بسيط   إلا انه كان أباً بكل معنى الكلمة نهابه  عند النظر لوجهه...وننظر اليه بلهف حتى يبدأ الافطار  وهو ينتظر سماع الآذان ...كان يصوم رمضان   وأمرنا ان نصوم معه..  اختي الأكبر مني كانت تصوم بجدية...انا..  وآه من انا ..امام الناس صائم  وبيني وبين نفسي اقضم لقمة  او شربة ماء وامسح فمي... رأتني اختي.... رمقتني بنظرة لوم... وسترت عليي وقت الافطار.... وابتسمت   اما امي كانت تلقم اختي الصغرى لقيمات أكثر مني  لذلك أغار وافتح فمي قائلاً ماما .. واشير إلى فمي تسكتني بلقمة تعاود الكرة اختي الصغرى ونتسابق بلقيمات أُمِنا  ونتسابق للفوز من يأكل اكثر....آه لقد نسيت  امي لم تكن تاكل كفايتها  تضع قطعة لحم في صحن ابي... وفي صحننا  الكثير من الرز والممرق... ولا أراها تأكل ....فقط اتسابق انا والصغرى بالأكل فقد كان والدي يحبها  ويدللها  كونها صغيرة ....انا اشعر بدلاله وحنانه  عندما اكون في السرير  اتظاهر بالنوم  ويأتي هو ويطبع قبلة على جبيني... ويغطيني  واسمع تتمة الدعاء بالرضى... وآه كم كانت هذه القبلة سر اطمئناني  ورحلة احلامي لأكبر  واصبح أبا ً  لأقلده....ناكل  ... وننتهي وتقوم والدتي بترتيب السفرة ونقل الصحون للمطبخ..  وكم من المرات شاهدتها تلتقط بقايا الاكل من صحوننا...آه يا امي كم ابكيتني بعد كل هذه السنوات... وتتحجج  بانها شبعانة من وقت السحور ...وتمضي الايام ... وافطارات رمضان نتسابق باللقيمات انا واختي ... ونتشاجر  بانني اليوم اكلت اكثر منك  ويعلو صراخنا...فلا يسكتنا الا صوت ابي....وآه كم كان صوته جميلا بعد ان تأكدت من ذلك بمرور السنوات.  . وبغيابه عني... كنا صغارا  لا نهتم لما حولنا  فقط بيتنا  وصراع الاخوة    واكثرت امي من الإنجاب ...ها انا  اجلس على طاولة مع كراسي عالية وخط شاربي ودخلت مرحلة الصبا  ولا تزال اختي تلقم اختى الصغيرة واخر العنقود   فلقد كنا عنقودا مؤلفا من تمانية حبات... وربانا ابي  وتعب...  وخط الشيب شعره  وامي انحنى ظهرها  وهاهنّ اخواتي يساعدنها  في الترتيب... ويأتي العيد  وننتظر صباحه.  لنقوم باكرا متسللين الى الصالون  لنرى ثيابنا الجديدة مع الأحذية والجوارب الجميلة ... ونمسك الثياب وكاننا امسكنا ايقونات ذهبية  ونحضن الاحذية... ولربما قبلناها  حبا بها لانها جديدة وستبرز جمال اقدامنا... وتمضي الايام  ويكبر ابي  ..وبقربه امي  وتكبر العائلة..  والاولاد  وتمر الايام..ولا يزال رمضان وطقوسه  وانظر الى اختي التي كانت صغرى... ونبتسم  وارى اخوتي قد كبروا.... ولا زالت امي...امي تأكل بقايا الطعام ...ليس بخلا او حرمان...

انت في الصفحة 1 من صفحتين