مدينة العميان
انت في الصفحة 4 من 4 صفحات
الفتى سعيد إلى قصري وتعلقت إبنتي به وعظم أمره دون أن أعرف شيئا عنه ثم بدأ يسأل عنه لكن لا أحد يعلم عنه شيئا
إستدعى الباي وزيره وقال له ستذهب للسؤال عن سعيد في المدينة ولو لزم تطرق أبواب جميع البيوت !!! بدأ الوزير يدور ويسأل حتى تعب فجاء تحت شجرة وجلس وهو يمسح عرقه وقال لقد سألت جميع الناس الذين أعرفهم من الشيوخ ولا أحد منه سمع عنه أو عائلته من المؤكد أنه ليس من هنا وللحق في الباي أن يقلق !!! بينما هو يفكر جاءه رجل رث الثياب وقال له سمعت أنك تسأل
حك الوزير لحيته وقال أعترف أني لم أفهم شيئا فما علاقة ذلك بسعيد قال الرجل إبني عاش في بلدة بعيدة ولانغلاقها الشديد أطلق عليها الناس قرية العميان وأحد الأيام ذهب للمدينة وأصبح من حرس الباي ونسيني أنا وأمه وصار يخجل منا وفي أحد الأيام رآني أمام القصر فأطردني كالكلب لكي لا يراه أحد معي !!!لقد إنفتحت عينيه ولن يملئهما اليوم شيئ لا مال ولا جاه !!! فهم الوزير الحكاية وأسرع للبايوقص علىه ما سمعه فلم يصدق أذنيه وأمر أن يسجلوا كل ما يملكه رئيس الحرس وحين رأى ما في الورقة قال بدهشة والله أبوه معه حق فليس أشد جشعا من عين تبصر بعدما كانت في عماء .
وأشاحت عنه بوجهها أ درك الفتى أن كل شيئ قد انتهى فخرج يجر أذيال الخيبة كما جاء أول مرة لكن وجد أباه في انتظاره وقال له هيا نرجع يا إبني إلى قريتنا أليس هناك أفضل على الأقل لا نرى ولا نطمع في رزق غيرنا كما فعلت !!! واعلم أن الإنسان سيئ بطبعه ونفسه أمارة بالسوء لقد عشت حياتي ولم أسمع أحدا يسب أو يسرق أو ېكذب لأن العمى علمنا القناعة
سألها لم تعودي ترتدين أثوابك الغالية وبلغني أنك تصدقت بالكثير من المال
أجابته قد يكون العمى أرحم من البصر وقد
نجد في الظلام قناعة أنفسنا قال الباي بدهشة من علمك هذه الحكمة أجابته قرية العميان ...
النهاية