الأحد 24 نوفمبر 2024

الملك والبوستاني

انت في الصفحة 1 من صفحتين

موقع أيام نيوز

حكاية ملك الملوك والبستاني

من قصص العبرة والفلسفة

حبّ المال يدلّ على ما  بأنفسنا

في قديم الزّمان وسالف العصر والأوان عاش ملك في أحد البلدان البعيدة ،ولقد رزقه الله من خيره فكان عنده المال وقطعان الماشية التي تملأ المراعي، ولكنه كان غير راض عن نفسه ،وعما هو فيه من رغد العيش، ويريد أكثر ،وصار يمضي وقته يفكّر كيف يزيد في ثروته ، أمّا الرّعية فكانت تعاني من الفقر الشّديد ولم يكن الملك يهتمّ بمباني المدينة التي صارت آيلة للسّقوط ما يعنيه سوى ملأ خزائنه ، فهي ملاذه الآمن إن قسى عليه الزّمن ،تغير الأعوان .وعاب عليه النّصحاء بعدم عنايته بالمدينة فردّ بانّ المال في الصّناديق أفضل  منه في الجدران و  الحجارة

وذات صباح استيقظ هذا الملك على صوت جميل يأسر القلوب يغنّي بهدوء وسعادة،فأطلّ من الشرفة على مصدر هذا الغناء، ورأى بستانيّا يعمل في الحديقة وكان وجهه ينم على الطّيبة والقناعة ،فاستدعاه الملك إلى مجلسه وسأله:لما أنت سعيد هكذا ،مع أنك مجرد عامل ودخلك قليل؟ فردّ عليه :أنا أعمل عند الملك ،وهذا أعظم شرف وأحصل على ما يكفيني ولا أعرف الترف ، ولي سقف أنام تحته، وخبز يوضع للأكل على طاولتي ،وعائلته سعيدة وفلا يهمّني أي شئ آخر،فالله أعطاه كل ما يريده ، فتعجب الملك لأمر هذا البستاني الذي يعيش على  الكفاف في حياته ومع ذلك فهو قانع وأيضا سعيد بما هو فيه!!!فنادى الملك على وزيره وأخبره من حكاية هذا الرجل..
.فاستمع له وزيره بإهتمام شديد ثم أخبره أن المال هو ما يفسد النفس وسيريه كيف ثم أخذ صرة فيها تسع وتسعون دينارا ذهبيا وكتب على الصرة مائة دينار وانتظر أمام دار البستاني،ولما رآه قادما وضعها أمام بابه ثم رجع إلى القصر ،وقال للملك سترى أن الرجل عوضا أن يفرح ستسوء حله ،فضحك الملك، وقال له إذن موعدنا في الصباح  لما هم البستاني بالدخول لداره رأى الصّرة فالټفت يمينا وشمالا ،فلم ير أحدا فطار من الفرح ودخل بها إلى داره ،وهو يهلّل ويكبر وفرحت إمرأته وصغاره ثم أفرغها على الطاولة وبدأ يعد القطع فوجدها تسع وتسعون قطعة فاستغرب ،وقال في نفسه مكتوب على الصرة أن فيها مائة فأين ذهبت القطعة الأخيرة  ثم فكّر أنه ربما أخطأ في الحساب أعاد عدها من جديد ،وكل مرّة  يجد نفس المقدار تسعة 

انت في الصفحة 1 من صفحتين