الملك والبوستاني
انت في الصفحة 2 من صفحتين
وتسعين نظر حوله لعلها سقطت ،منه ونادي إمرأته ومعها الأولاد فبحثوا في الغرفة تحت الطاولة ووراء الأسرة ،ثم بحثوا في كلّ الغرف ،وقلبوا كل شيئ ،ثم إتّهم البستاني إمرأته بأنّها من سرقها وأخفتها، فتخاصما خصومة شديدة وعلا صوته عليها وڠضبت المرأة ،ولم تطبخ عشاءها كالعادة، ولم تجتمع العائلة حول المائدة الصّغيرة ،وغابت عنهم السّعادة تلك اللّيلة لأجل دينار واحد بات البستاني ليلته يفكّر كيف سيعوّض القطعة النّاقصة ،ثمّ وجد حلاّ ،فهو سيتمّ عمله بسرعة في القصر، ثم يبحث عن شغل آخر ،وبعد أيّام بدأ يظهر التعب على البستاني الذي صار يعمل كل اليوم ،ولا يعود لداره إلا في وقت متأخر ،وكان الوزير يراقبه ويرى ماذا يفعل ،وفي النهاية ربح الدينار الذهبي ،لكن عوضا أن يعود إلى حياته الهادية أعجبه جمع الذّهب ،فصار يقتّر على أهله ونفسه ،حتى جاع صبيانه ولم يعد البستاني يغني كعادته إنما صار كل همه الإنهاء ليذهب لعمله الثاني ،ولم يعد يعتني بنفسه ،هندامه فطالت لحيته، صارت رائحته مقرفة ،ولما يرجع لا يفكر سوى في النّوم ونسي أسرته وغاب الحب والحنان على الدار ،وصار ېصرخ على أبنائه ،إن قاموا بأقلّ ضجّة أن كان يقوم ليقبّلهم ،ويلاعبهم عند عودته.