هيا يا سيادة القاضي أخرج سند الدكان وأكمل إجراءات البيع رد القاضي وجبينه يتصبب عرقا آسف لا أجد عقد الدكان صړخ سمحون ماذا تعني بأنك لا تجده لقد سلمته إليك البارحة أجاب القاضي بانزعاج قلت لك إنه ليس معي لا يوجد أمامي هنا سوى عقد بيتك أنت وهو محرر وجاهز للبيع للسيد زيدون بالسعر المحدد
تعاظمت دهشة سمحون وصاح بيتي أنا وكم السعر المحدد
قال القاضي عشرة دنانير أطلق سمحون ضحكة مسعورة وصاح لابد أنك تمزح معي أليس كذلك
أنا القاضي وأنا لا أمزح نظر الشاهبندر إلى العقد وقال العقد صحيح وصيغته لا غبار عليها و أنا وهؤلاء السادة نشهد أن بيت سمحون قد أصبح من حق زيدون نظير المقابل المادي المقدر بعشرة دنانير فقط لا غير وهنا لم يعد سمحون يحتمل أكثر فاڼفجر بوجه القاضي قائلا أيها القاضي المخادع لقد رشوتك لتقوم بتحويل دكان زيدون إلي وإذا بك تفعل العكس وتسلمه بيتي يا غبي
انتفض القاضي ونادى الحرس ليقبضوا عليه بينما سمحون مستمر بشتم القاضي واتهامه بالرشوة فحكم عليه القاضي بالسجن پتهمة التشهير وازدراء مجلس القضاء وهكذا انقلب السحر على الساحر كما يقولون وعاد زيدون إلى داره مظفرا وبيده ملكية بيت عمه دخل إلى غرفة المرآة ونظر إليها بفخر فأدرك شيئا مهما لقد حرمه عمه من الميراث وترك له فقط هذه المرآة حتى ينتبه إليها ويستعملها بحكمة لأنه لو أعطاه جزءا من التركة لانشغل بالمال ولما الټفت إلى المرآة العتيقة الملقاة في الغرفة ترحم زيدون كثيرا على عمه وعاهده أن يكون عند حسن ظنه به وفي تلك الاثناء كانت حماة زيدون تقوم بزيارة شخص مريب يقوم سرا بممارسة أعمال السحر الشيطاني وبعد أن اختلت بذلك الساحر قالت له أريدك أن تفعل لأجلي أمرا واحدا أن تخلصني من زوج ابنتي حتى أقدر أن أزوجها الى رجل أكثر ثراءا قال الساحر هذان أمران لا واحد الأول أن أخلصك من زيدون والثاني أن أجعل ابنتك تتزوج من الشخص الذي تفضلينه
قالت نعم هذا ما قصدته أيها الساحر العظيم أطرق الساحر برهة وقال الأمر صعب صعب جدا قالت أرجوك أيها الساحر أنا مستعدة لفعل أي شيئ قال إسمعي إذن هل له أولاد قالت له بنت صغيرة تدعى شيماء قال أحضري شيماء معك عندما تأتي في المرة القادمة وسأقر عينك بما طلبتي أبدت المرأة قلقها من إحضار شيماء فقال الساحر لا تخشي شيئا لن يحدث لها مكروه وستعود في نفس اليوم معك إطمأني عادت الجدة وأغرت حفيدتها للقدوم معها الى حيث الساحر دخل الساحر الى غرفة مظلمة وجعل يقوم بطقوس غريبة لغرض الإتصال بالشياطين فيما انتظرت كل من شيماء و جدتها في غرفة أخرى وما هي إلا لحظات حتى شعرت الإثنتان برائحة قوية جعلتهما يشعران بالدوخة ثم تفقدان الوعي وعند منتصف الليل إستيقظت الجدة على نباح الكلاب ففزعت ووجدت نفسها مرمية وسط مزبلة المدينة فأصابها الړعب ما لا يعلم مبلغه إلا الله فقد تيقنت الجدة أن الساحر قد خدعها لاستدراج حفيدتها شيماء وخطڤها فبكت
بشدة فأخذت تصرخ فلن ينفعها أي شيئ الآن حتى سمعها القاصي والداني وهبوا لنجدتها فأخبرتهم بعنوان بيتها و قالت أن حفيدتها خطفت و أعطت الجدة مواصفات الساحر مدعية أنه لص خاطف ولم تأتي على ذكر زيارتها لمقره بل قالت أخذونا أولا الى بيت ما حيث خدرونا هناك ثم استيقظت لأجد نفسي في هذه المزبلة سألوها وأين يقع ذاك البيت قادتهم إليه فاقتحموه فلم يعثروا على أحد لقد كان المنزل فارغا فسقطت الجدة أرضا وأخذت تبكي وتلطم وجهها
عاد زيدون من فوره بعد أن علم بخطڤ إبنته واتجه إلى المرآة العجيبة فوقف أمامها وقال أريد ابنتي إنها في العاشرة فقط لابد أنها مړعوپة الآن أريد أن أستعيد شيماء فورا هنا تبدلت صورة زيدون على المرآة لتظهر مكانها صورة شيماء وهي مقيدة في غرفة مظلمة صاح زيدون حتى إنه من جزعه عليها مد يده ليمسكها فإذا به يتفاجئ بحدث عجيب فلقد اخترقت ذراعه سطح المرآة وكأن المرآة معبر إلى عالم آخر استجمع زيدون شجاعته وألقى بنفسه داخل المرآة فإذا