الأحد 24 نوفمبر 2024

غزلان الليل

انت في الصفحة 3 من 3 صفحات

موقع أيام نيوز


عن السړقة قالوا له وماذا ينفعه قتلنا فتعرف جيدا أن السړقة والإحتيال لن تنتهيان ما دام سيدك يحرم الناس من ذهبه ونحن على الأقل لم نسرق الشعب كما يفعل الحكام !!! قال لهم ألا تكفيكم أجرتكم أجابوا جرت العادة أنه كلما يصل سلطان جديد للعرش يجمعنا ويعطينا ونحن ننفذ دورنا ليبقى وتهابه الرعية فلا تثور عليه وهكذا الحال منذ أقدم الأزمان نتبادل المنافع فينستفيد كلنا لكن سيدك لا يفهم شيئا فكر الوزير ورأى صواب ما يقوله هؤلاء فلو طبق الدين والعدل والقوة في الإتجاه الصحيح لما ملأ السلاطين خزائنهم بصناديق الذهب .

فقال سأقنع سيدي أن يترك لكل واحد منهم صندوقه وترجعون فقط الصندوق الرابع قالوا له أحسنت على الأقل أنت تفهمنا ونحن في خدمة مولاي رد عليهم لا تخشوا شيئا سيكون كل شيئ على ما يرام وحين تساقون أمام الجلاد طالبوا بمحاكمة عادلة وأن تدافعوا عن أنفسكم أمام القاضي .لما دقت الساعة الموعودة وأتوا بهم في الساحة العامة لضړب أعناقهم وقفوا أمام السلطان وصاحوا نطالب بالعدالة وأنت أيها السلطان لا يمكنك أن تكون الخصم والحكم في نفس الوقت وإلا لما يصلح القضاء والشرع قال الناس المجتمعون لقد قال هؤلاء الحق فأحضر القاضي يا مولاي !!!! إنزعج السلطان فهؤلاء الثلاثة أدهى مما كان يتصور فقال حسنا يجب أن تجدوا من يدافع عنكم وإلا لن تكون هناك محاكمة هذا هو قراري .فنظر الناس إلى بعضهم وسكتوا وقبل أن يرفع السلطان يده للجلاد وقف الوزير وصاح أنا سأدافع عنهم لكي تكون عدالة في هذه المحكمة!!! ثم شرع في مرافعته وقال ليعلم مولاي أن هؤلاء الرجال من خاصة أعوانه وإن أخذوا المال من خزائنك فإنما لما فيه الخير للمملكةولهذا السبب عليك أن تصفح عنهم وتجعل لهم تدبير أمورك فإن الرعية تصغي إليهم .
أجاب السلطان إن فعلت ذلك فسيعودون لأخذ المال من مكان آخر قال الوزير ليعطهم مولاي ما أخذوه وبالتالي سيغمرهم بكرمهويشكر له الناس فضله ..
...
حكاية غزلان الليل
من الفولكلور البربري في المغرب
السلطان يخسر اللعبة الحلقة 4 والأخيرة 
إشتد حنق السلطان لما رأى أن الرعية أعجبها كلام الوزير فناداه وقال له ويحك هل أنت في صفي أم ضدي أجابه كن على ثقة أن ذلك في مصلحتك وما تعطيه لهم ستستعيد أضعافه رد السلطان لا بد من عقابهم مهما يحصل أجاب الوزير حسنا سأواصل مرافعتي !!! إعلموا أن هؤلاء الرجال الثلاثة لم يكونوا قادرين عن أخذ المال دون مساعدة من الداخل لكن من يكون يا ترى في الحديقة هناك أربعة آثار أقدام مختلفة وسنذهب الآن للقصر ونرى لمن تعود هذه الآثارولا أحد من الحاشية الحاضرين هنا يخلع نعله !!! إرتبك السلطان واحمر وجهه ثم وقف وقال لقد عفوت عن الرجال الثلاثة وقررت أن يردوا الصندوق الرابع فقط ويحتفظوا بصناديقهم التي أخذوها لأنفسهم هذا هو حكمي !!! فرح الرجال الثلاثة وقالوا للسلطان لن يندم مولاي على كرمه .
وبعد أسابيع قرر السلطان رفع الضرائب كان بحاجة إلى تزيين القصر وتوسيع الحديقة فجاء الوزير للرجال الثلاثة وقال لهم لقد جاء الوقت لتردوا الجميل لسيدكم فكما تعلمون فهو لا يسمع شيئا وعليكم أن تبرروا هذهالزيادة لكي لا يثور الناس وبعد صلاة الجمعة خطب الإمام وقال لقد أعلنت المملكة المجاورة علينا الحړب ويجب أن تدفعوا لترميم الأسوار وصنع السلاح ودار القاضي في الأسواق يشجع الناس لقسمة خبزهم مع السلطان أما الشرطي فرافق عربة الضرائب وهو يشجع الناس على الدفع وفي شهر واحد جمع السلطان من المال قدرا عظيما لم يكن يحلم به وهو عشرات اضعاف المال الذي أعطاه للرجال الثلاثة .
ورغم أن الشعب دفع من قوته إلا أنه كان مبتهجا ودعا للسلطان بطول العمر وفي المساء جاءه الوزير وقال له هل رأيت مشورتي عليك فلقد إسترجعت مالك وزيادة وربحت الرعية إلى صفك أرجوا أن تكون قد تعلمت الدرس يا مولاي أجابه هذا صحيح فلقد تعلمت الكثير ولهذا السبب أنا مصر أكثر من أي وقت مضى على معاقبتهم فأنا ليس من عادتي أن يساومني أحد وخصوصا لثلاثة محتالين وكيف أضمن أنهم لن
يحرضو لضدي العامة إن لم يعجبهم ما أدفع لهم !!! 
قال الوزير انصحك مرة ثانية أن لا تسيئ تقدير قوتهم لكن السلطان أصر على رأيه وأبلغ أحد الجنود الإمام بما يخطط له السلطان وبعد صلاة الجمعة حمد الله وأثنى عليه ثم قال اإن إبليس زين لمولاكم أخذ الأموال التي دفعتموها من أقوات صغاركم لترميم اسوار المدينة وصرفها على قصره والعدو متربص بكم فثورا وعينوا الوزير مكانه!!! وكان القاضي والشرطي يحرضان العامة في الشوارع فانتشرت نيران الثورة إلى كل المدينة وحاصر الشعب القصر وانحاز الجيش للوزير وقبضوا على السلطان وفي الغد إجتمع الناس لمحاكمته في الساحة العامة فقال أريد محاكمة عادلة !!! 
فجيئ له بالقاضي الذي سرق الذهب ولما رآه أيقن بالهلاك ثم قال أريد من يدافع عني وإلا فالمحكمة باطلة فأتوه بكلب ألبسوه عمامة وقالوا له هذا هو الدفاع والآن ستبدأ المحاكمة !!! سأله القاضي ماذا فعلت بالمال لم يجب السلطان أما الكلب فأطلق عواءا طويلا ثم جاء البنائون فقالوا أنهم زينوا القصر ووسعوا الحديقة ولم يلمسوا الأسوار فصاح الناس المۏت لك أيها السارق أقتلوا ها المحتال فهمس القاضي في أذن السلطان سأرد لك المعروف ولن أقتلك لكنك لا تصلح للحكم وسنعين الوزير مكانك فنحن نعرف كيف نتفاهم معه وهذا حال الممالك منذ قديم الزمان نأكل مع الكبار وهم يستمرون في الحكم .
...
إنتهى أتمنى أن تكون الحكاية قد أعجبتكم

انت في الصفحة 3 من 3 صفحات