روايه من الف ليله وليله
لا ألمسك ثانية.. وها أنا أخلف بوعدي..
قالت هي مازحة
لا تكن أحمقا يا فتى.. فهذا لا يحتسب..
ثم نظرت الى يديه وقالت
يا إلهي يداك.. ما أسوء حالهما..
عندها.. قامت بلف يديه بالخرق فشكرها على ذلك..
ثم نظرت هي جهة الغول وقالت
لقد أنقذني الغول.. ربما أشفق على حالنا وسيطلق سراحنا..
قال هو
وربما لم يشأ أن تضيع إحدى وجبات طعامه هدرا في الهاوية..
أحمد.. أعتقد أنني بإمكاني مخاطبته وإقناعه بفكرة العدول عن قتلنا..
صاح احمد
أجننتي ماذا تقولين تريدين أن تحاوري وحشا بالمنطق!!!
قالت
قال
على الأقل لا تخاطبيه حتى ينهي تناول النعجة الثالثة.. لأنه سيكون حينها شبعانا وسيحجم عن أكلك..
وفي اليوم التالي وبعد أن أنهى الغول طعامه اقتربت بدور منه بوجل وتوسلت إليه أن يطلق سراحهما.. ووعدته أن تجلب له قطيعا كبيرا من الماشية إن هو فعل ذلك..
لقد فات الآوان ولا يمكن أن نغير شيئا بعد الآن...
ثم أضاف بصوت خفيض
غدا لابد أن ېموت أحدكما..
ذهلت بدور فصاحت
ماذا ماذا قلت أعد علي ما قلته ارجوك
لكن الغول تركها وانصرف تاركا إياها في حيرة شديدة..
.في تلك الليلة..أحضر إليها أحمد بعض الطعام الذي جمعه من هنا وهناك.. فتناولا عشائهما معا..
لا تبتعد عني كثيرا.. أجلس قريبا مني الليلة.. فوجودك معي يشعرني بالأمان..
فجلس هو في مكانه وقال
إذا كان هذا قرارك فسأحترمه وأنفذه بسرور..
فابتسمت هي وقالت
نعم.. هو قراري..
ثم أضافت
احمد.. أرجوك اعزف لي بمزمارك حتى أنام..
لقد... لقد ضاع مني المزمار.. أعتذر إليك بشدة..
قالت هي بحسرة
يا للخسارة.. فلقد كانت أنغامه الساحرة تنقلني الى عالم آخر..
قالت
لكن ماذا لو قرر الغول قتلنا في الغد..
فكما ترى لم يعد لدينا نعجات لنطعمه إياها..
ألقى احمد ببصره نحو السماء المرصعة بالنجوم وقال
لقد قال إن أحدنا سيموت غدا...ثم شرعت بالبكاء..
الجزء الخامس
ألقى احمد ببصره نحو السماء المرصعة بالنجوم وقال
لقد قال إن أحدنا سيموت غدا...ثم شرعت بالبكاء..
فاقترب منها احمد وقال
لا تخافي يا عزيزتي سلوى.. فلقد أبصرت اليوم قبل الغروب أعدادا كثيرة من الجنود وهم يقتربون من الجبل.. لابد أنهم قادمون في إثرنا.. وسيصلون للقمة غدا لنجدتنا..
إن خۏفي عليك لهو أكبر من خۏفي على نفسي يا احمد ثم مدت يدها فوضعتها فوق كفه.. فظل هو ممسكا بكفها الى وقت متأخر حتى رقدت..
فلما استيقظت عند الصباح.. نظرت إليه فلم تجده.. فأخذت تبحث عنه وتنادي عليه..
وبينما هي كذلك.. وإذا بها تعثر على مزمار احمد بين الحشائش.. فحملته وواصلت البحث..
فلما حضر الغول في الصباح.. حمل احمد عصا غليظة وهدد بها الۏحش.. فثار
الاخير وركض وراءه.. فلما أصبح احمد قريبا من الحفرة قفز من فوقها فتخطاها.. لكن الغول لم يفعل فسقط فيها..
فوقف احمد على حافة الحفرة وقد شعر بزهو الانتصار..
لكن الغول فاجئ احمد بأن قفز كالغزال الرشيق فخرج من الحفرة وهبط خلف احمد.. فجزع الاخير وأصابه الذهول مما حصل للتو فقال الغول
ألم تتعلم بعد بأنك في منطقتي وكل شيئ هنا خاضع لقوتي..
ثم ضړب الغول بقبضته الارض فتزلزلت تحت قدمي الفتى فسقط مغشيا عليه.. فأمسكه الغول من ساقيه وسحبه خلفه نحو القلعة..
شاهدت بدور الغول وهو يجر احمد ويدخل به القلعة.. فأصابها الجزع وقررت مساعدة رفيقها..
وصل الغول الى سرداب القلعة.. فترك احمد قليلا واتجه نحو تمثال لرأس غول ينتصب في منتصف الجدار.. أمسك الغول التمثال من قرنه وسحبه للأسفل فتزحزح التمثال نحو الاعلى وبانت خلفه كرة زجاجية مشعة..
وفي تلك الأثناء..
كان احمد قد بدأ يستعيد وعيه لكنه لم يستطع النهوض.. غير أنه استطاع أن يلمح ما كان الغول يفعله..
فلقد شاهد الغول وهو يستمد من الكرة الزجاجية شعاعا يغمر بدن الۏحش.. ففهم احمد بأن تلك الكرة ربما تكون مصدر قوة الغول ونقطة ضعفه بنفس الوقت..
فلما انتهى الغول من عمله أعاد جذب القرن فعاد التمثال لموضعه.. ثم الټفت الى احمد فأغمض الاخير عينيه بسرعة مدعيا بأنه لا يزال مغشيا عليه..
فسحبه الغول وألقاه داخل زنزانة حديدية واغلق عليه الباب وانصرف..
وعندما أراد احمد فتح عينيه والنهوض.. وإذا به يسمع وقع خطوات قادمة باتجاهه.. فأعاد تمثيل دور فاقد الوعي.. فشعر بشخص يقف على باب زنزانته.. ثم سمع صوت بدور وهي تبكي وتقول
ويحا لي ماذا