الأربعاء 27 نوفمبر 2024

قصه وعبرة

انت في الصفحة 5 من 7 صفحات

موقع أيام نيوز


مرضك وسأعطيك مشروبا ينفعك ثم خلط قطرة من دموع الأميرة مع ماء الزهر وفي الغد شفيت الجارة وحملت له سلة فيها دجاحة وعشرة بيضات
تسامع الجيران بحسن وصاروا يجيئون لبيتهم واحد يعطيه تمرا والآخر قمحا وكل إنسان وهمته وأصبحت أم حسن تبيع ما زاد عن حاجتها وأصلحت الدار وفرشتها بالزرابي

ولم يمض وقت طويل حتى ذاع صيت حسن إبن سالم الطبيب الذي يداوي والڤرج على الله
في أحد الأيام مرض السلطان من كثرة الحزن على إبنته وجاء الأطباء ووصفوا له الأدوية والأعشاب لكن حالته لم تتحسن وخاڤت عليه زوجته وقالت له 
هناك ولد إسمه حسن يقول الناس إنه بارع في الطب رغم صغر سنه وكل فقراء المدينة يقصدونه لأنه لا يطلب مالا سنذهب إليه فلن نخسر شيئا lehcen Tetouani 
أجاب السلطان لن ينفع شيء فلن أشفى إلا عندما أرى عشبة خضراء لكن لا مانع أن أرى ذلك الولد وأشكره على فضله
تنكر السلطان وزوجته لكي لا يعرفهما أحد ثم ذهبا إلى منزل حسن ولم يكن من الصعب الوصول إليه فلقد سمع به أكثر أهل المدينة كان هناك حشد من المرضى أمام الباب
فلم يجد السلطان بدا من الجلوس والإنتظار في الحر لكنه صبر وأخذ يستمع إلى ما يقوله الجالسون إلى جواره
قال أحدهم للآخرلما نمرض لا نجد علاجا ولا أحد يهتم بنا
لكن الحمد لله جاء هذا الولد وعالج الفقراء ولولاه لماټ الكثيرون منهم وقد عظم أمره وأحبه الناس زاد فضول السلطان لرؤية حسن وقال في نفسهلقد أحسنت زوجتي صنعا لما دعتني للقدوم إلى هنا
وبعد ساعة جاء دوره فدخل إلى غرفة نظيفة وتعجب لما وجد أمامه فتى صغير السن جميل الملامح فسأله عن مرضه فأخبره أنه فقد إبنته الوحيدة ويشعر بالحزن من أجلها
كان من عادة عشبة خضراء أن تطل على حسن من فتحة صغيرة في الحائط وتتسلى بحديث المرضى الذين يقصون حكاياتهم ولما نظرت لأبيها عرفته رغم تنكره وأرادت أن تجري وتدخل إليه لكنها تريثت قليلا
أما حسن فقد إحتار وسأل السلطان كيف يمكنني مساعدتك
بكى الرجل وقال أنت يأتيك كثير من الناس وهم يثقون فيك
كل ما أريده إن تخبرني إن رأوا فتاة صغيرة زرقاء العينين تهيم على نفسها في الأزقة سآتي إليك كل أسبوع وإذا أخبرتني بشيء عنها سأكافأك بسخاء
لما خرج السلطان أتت عشبة خضراء لحسن وسألته هل عرفت ذلك الرجل
أجابها لا فلم أره من قبل
أجابت عشبة خضراء إنه أبي سلطان هذه البلاد
قال بدهشة ولماذا لم ترجعي معه فقلبه حزين عليك
تنهدت الفتاة ثم ردت بحسرة بنات عمي لن يتركنني أنعم بالهدوء وهن بارعات في حياكة الدسائس لا شك أنك تعلم هذا ولا بد أن ندبر مع أبي
خطة للإيقاع بهن
لكن البنات كل مرة يكتشفن حيلة حسن وقالو لها جواسيسها أن السلطان يذهب إلى ولد لحسن التطواني يقال أنه ماهر في الطب وهو نفسه الذي كان مع عشبة خضراء فأرسلن عبيدهن في الليل لحړق المنزل ولما خرج حسن وأمه وعشبة خضراء قبضوا عليهم وجروهم لكن الجيران تجمعوا وطاردهم في الأزقة
وحين أدركوهم سحب العبيد سيوفهم فخاف الناس و لكن في تلك اللحظة خرج من بينهم فتى ضخم الخلقة يرتدي عباءة تغطي رأسه ثم انضم إليه واحد آخر يشبهه وانتزعا غصنين كبيرين من الشجرة ثم هجموا عليهم
وتشجع الناس وأخذوا الأحجار والعصير وأيقن العبيد أنهم في ورطة فهددوا پقتل الأميرة وفجأة إمتلأت السماء بالغربان
 

انت في الصفحة 5 من 7 صفحات