قصه وعبرة
مرضك وسأعطيك مشروبا ينفعك ثم خلط قطرة من دموع الأميرة مع ماء الزهر وفي الغد شفيت الجارة وحملت له سلة فيها دجاحة وعشرة بيضات
تسامع الجيران بحسن وصاروا يجيئون لبيتهم واحد يعطيه تمرا والآخر قمحا وكل إنسان وهمته وأصبحت أم حسن تبيع ما زاد عن حاجتها وأصلحت الدار وفرشتها بالزرابي
في أحد الأيام مرض السلطان من كثرة الحزن على إبنته وجاء الأطباء ووصفوا له الأدوية والأعشاب لكن حالته لم تتحسن وخاڤت عليه زوجته وقالت له
أجاب السلطان لن ينفع شيء فلن أشفى إلا عندما أرى عشبة خضراء لكن لا مانع أن أرى ذلك الولد وأشكره على فضله
فلم يجد السلطان بدا من الجلوس والإنتظار في الحر لكنه صبر وأخذ يستمع إلى ما يقوله الجالسون إلى جواره
لكن الحمد لله جاء هذا الولد وعالج الفقراء ولولاه لماټ الكثيرون منهم وقد عظم أمره وأحبه الناس زاد فضول السلطان لرؤية حسن وقال في نفسهلقد أحسنت زوجتي صنعا لما دعتني للقدوم إلى هنا
كان من عادة عشبة خضراء أن تطل على حسن من فتحة صغيرة في الحائط وتتسلى بحديث المرضى الذين يقصون حكاياتهم ولما نظرت لأبيها عرفته رغم تنكره وأرادت أن تجري وتدخل إليه لكنها تريثت قليلا
بكى الرجل وقال أنت يأتيك كثير من الناس وهم يثقون فيك
كل ما أريده إن تخبرني إن رأوا فتاة صغيرة زرقاء العينين تهيم على نفسها في الأزقة سآتي إليك كل أسبوع وإذا أخبرتني بشيء عنها سأكافأك بسخاء
لما خرج السلطان أتت عشبة خضراء لحسن وسألته هل عرفت ذلك الرجل
أجابها لا فلم أره من قبل
أجابت عشبة خضراء إنه أبي سلطان هذه البلاد
قال بدهشة ولماذا لم ترجعي معه فقلبه حزين عليك
تنهدت الفتاة ثم ردت بحسرة بنات عمي لن يتركنني أنعم بالهدوء وهن بارعات في حياكة الدسائس لا شك أنك تعلم هذا ولا بد أن ندبر مع أبي
خطة للإيقاع بهن
لكن البنات كل مرة يكتشفن حيلة حسن وقالو لها جواسيسها أن السلطان يذهب إلى ولد لحسن التطواني يقال أنه ماهر في الطب وهو نفسه الذي كان مع عشبة خضراء فأرسلن عبيدهن في الليل لحړق المنزل ولما خرج حسن وأمه وعشبة خضراء قبضوا عليهم وجروهم لكن الجيران تجمعوا وطاردهم في الأزقة
وحين أدركوهم سحب العبيد سيوفهم فخاف الناس و لكن في تلك اللحظة خرج من بينهم فتى ضخم الخلقة يرتدي عباءة تغطي رأسه ثم انضم إليه واحد آخر يشبهه وانتزعا غصنين كبيرين من الشجرة ثم هجموا عليهم
وتشجع الناس وأخذوا الأحجار والعصير وأيقن العبيد أنهم في ورطة فهددوا پقتل الأميرة وفجأة إمتلأت السماء بالغربان