بيت لم يذق
انت في الصفحة 2 من صفحتين
استمعت السيدة الحزينة إلى ما طلبه الحكيم وخرجت من عنده وهى ممتلئة بالأمل وبدأت في البحث عن هذا المنزل الذي لم يذق الحزن أبدًا لتحضر منه حبة الخردل، فصادفها منزل قامت بالطرق على بابه وعندما خرجت لها سيدة الدار فسألتها هل زاركم الحزن بهذا المنزل، وكم ظهر الألم والحزن على وجه السيدة وكم كان يقطر منه المرارة فقالت لها إن هذا المنزل لا يوجد به إلا الحزن فسألتها ولما ذلك فأخبرتها السيدة بأن لديها أربعًا من الأبناء تركهم لها زوجها بعد أن ماټ وهى لا تعمل ولا تستطيع الإنفاق عليهم فقامت ببيع عفش الدار الذي أوشك على الإنتهاء، فرقت السيدة لحال الأرملة وواستها وحدثت بينهما صداقة وهمت بالمغادرة إلا إن الأرملة حاولت إستبقائها فوعدتها بأن تستمر بزيارتها.
توجهت السيدة إلى دار أخرى وعرضت سؤالها ثانية إلا إن حال هذا المنزل لم يختلف كثيرًا عن حال سابقه فكان الزوج رجل مريض ولا يوجد عائل للأطفال حتى إنهم جياع لا يوجد بالدار ما يأكلوه، رق قلب السيدة للأطفال الجياع فقامت بالتسوق وأحضرت الأشياء وأعدوا الطعام وأطعموا الصغار وصارت صداقة جديدة مع أهل الدار.
أعادة السيدة الكرة في اليوم التالي ولكن قابلتها نفس النتيجة إذ لم تجد دار لم يزرها الحزن ولكن في خضم هذا البحث إختلطت السيدة بكل بيوت أهل القرية وإندمجت في أحزانهم وصارت صديقة للجميع حتى نسيت ما كانت تبحث عنه.
كم كان حكيم القرية رجلًا ذكيا إذ جعل السيدة تذوب في مشكلات الناس وتختلط بهم مما جعلها تخرج من حزنها وتنسى مطلبها وتستعيد حالة الرضا بقضاء الله.