قصه حصلت بالفعل
انت في الصفحة 3 من 3 صفحات
إليه
لكنه بانجاب الولدين أصبح سرابا كما أننى لم يكن لدى وقتها سوى ابنى الوحيد الذى لم انجب سواه
وكبر الولدان وكلما شاهدتهما أمامى يمر برأسى شريط الذكريات وما كنت أرتب له بعد رحيل الكبار حين تصبح الأرض كلها ملكا لأولادي
ثم توالى انجابها البنين والبنات فانجبت ولدا ثالثا وبنتين
فالقادرهو الله ونحن البشر مهما فعلنا فلن نغير قدره سبحانه وتعالي.
ودارت السنون وصار الأولاد شبابا وأصبحت أخاف على إبنى من كل خطوة يخطوها فأتتبعه وأسأل عليه
وذهب فى طريقه إلى الحقل فصډمته سيارة نقل مسرعة فى أحد المنحنيات فأطاحت به بعيدا لعشرات الأمتار
وجاءنا الخبر المفجع فأسرعنا به إلى المستشفى المركزى القريب منا
ودارت بى الأرض وغبت عن الوعي
وأخضعونى للفحص الطبي وشخصوا حالتى بأنها صدمة عصبية شديدة
وتلقيت علاجا استمر مدة طويلة ولما أفقت وجدت زوجى قعيدا بعد اصابته بجلطة فى المخ ورأيت شقيقه الى جواره يبكى بمرارة أما أبناؤه
ولم أسمع منهم سوى كلمتى أبي وأمي وهم ينادوننا أنا وزوجي وبعد أسابيع قليلة ماټ زوجى ولم أحد بجوارى سوى
أبناء شقيقه الذين حاولت أن أمنع وجودهم فى الحياة
بالحيلة الدنيئة التى دبرتها له للزواج من عاقر
ولقد أراد الله أن أعيش لأرى كل من حولى يرحلون من الدنيا واحدا بعد الآخر لكى أنال العقاپ الذى استحقه فى الدنيا
فلقد رحل شقيق زوجى وبكيته كثيرا ثم رحلت زوجته
وكانت تتمتم
قائلة الحمد لله. وكررتها كثيرا وكانما كانت ترى مقعدها فى الجنة
نعم والله يا سيدي سمعتها وهى تؤكد شكرها لربها وأدركت أنها تشاهد جزاء نقاء سريرتها وقربها من الخالق العظيم.
وإننى أعيش الآن بين أبنائى أقصد أبناء شقيق زوجى الراحل.. وأنا بالنسبة لهم بمنزلة الأم
بل لا يتخذون خطوة واحدة فى حياتهم إلا بعد استشارتي
وكلما جاءنى أحدهم ضاحكا مناديا يا أمي أقول فى نفسى حكمتك يا رب..
إنه سبحانه وتعالى علام الغيوب وقد أراد لى أن تعلم الدرس البليغ بأن الله يفعل ما يشاء وان المكر السيئ لا يحيق إلا بأهله
ولقد تعلمته بالفعل وإننى أدعوه فى كل صلاة وفى كل وقت ان يغفر لى ذنوبى ويستر لى عيوبي
واخيرا
وأرجو أن يتعظ كل ضال وأن يعود كل من يتربص بالآخرين إلى رشده
فالله هو القاهر فوق عباده ويعلم خائڼة الأعين وما تخفى الصدور
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة ۚ إنك أنت الوهاب سورة ءال عمران
حكمتك يارب العالمين