المراه العجيبه
سطحها الصقيل
كانت المرآة هي القطعة الوحيدة السالمة من الضرر فحملها زيدون ونزل فاستقبله أخواه بالسخرية قائلين نعم هذا هو الشيئ الوحيد الذي تركه لك عمك لتنظر فيها طوال الوقت إلى أفشل فاشل وهو أنت هههههه
أوصل زيدون المرآة الى داره فتلقته حماته بالتقريع والكلام المسمۏم وهي تخبره أنه رجل لا خير فيه ولا نفع ولا جدوى إلى درجة أن عمه إستخسر فيه حتى العظام التي يرميها لكلابه وترك له فقط نفايات منزله ...
طويلة ثم تركها وخرج وهنا لمع في وسط المرآة وهج غريب لم ينتبه إليه زيدون سرعان ما خبت
كان لزيدون دكان لبيع الخضار يسترزق منه
في احد الأيام زاره سمحون في محل عمله دخل وجلس داخل المحل فقال له زيدون ما الذي جاء بك
أخرج سمحون من صرة نقوده عدة دنانير دفعها لأخيه ثم أخذ يتخير من الفواكه المعروضة أمامه
إستمر سمحون بزياراته تلك إلى دكان زيدون لعدة أيام يشتري ويدفع ثم يرحل
لكن زيدونا لم يكن ليثق بسمحون فكان كلما جاء وجلس في دكانه يشرع زيدون بمراقبته لعلمه أنه خبيث السريرة يلدغ وينسل كالأفعى
ذهل زيدون لما سمع وسألهم عن السبب فأجابوه أن عقد ملكية الدكان بحوزة القاضي الآن ومثبت فيه تنازل زيدون عن الدكان لمصلحة سمحون
اسرع زيدون يريد استخراج عقد الملكية من خزانة الدكان فلم يعثر عليه
أخذ زيدون يلوم بنفسه بسبب طيبته الزائدة وعدم قدرته على طرد سمحون منذ أول زيارة له لدكانه
فعاد الى منزله واتجه مباشرة الى غرفة المرآة دون أن يكلم أحدا جلس هناك والألم يعتصر قلبه فكيف سيخبرهم أنه سيخسر غدا مصدر رزقه الوحيد
وهنا وأمام ذهول زيدون سطع ذلك الوهج الغامض مجددا في المرآة
ثم ظهرت صورة لوجه فتاة في المرآة
ذعر زيدون وتراجع خطوتين الى الوراء فناداه الوجه قائلا لا تخاف مني أيها الأنسي الطيب
قال زيدون والخۏف يكاد يعقد لسانه ممضمممم من أنتي
ارتاح زيدون لكلامها وانبسط وقال هل فعلا تحققين الرغبات
بلى لكني لا أحقق سوى ثلاث رغبات من أشد رغباتك إلحاحا