فمن يعمل مثقال ذرة
انت في الصفحة 1 من صفحتين
مرضت ابنتي مرضا شديدا فنصحني الأطباء
بنقلها إلى مستشفى العاصمة
توكلت على الله وسافرت إلى العاصمة من اجل علاجها وعندما وصلت الى المستشفى
سألت عن الجناح المقصود فوجدته بعيدا
ولم أكن أعلم أن المستشفى كبير لهذه الدرجة.!!!
فبحثت حتى تعبت فجلست لأستريح في مكان مخصص لركن السيارات...
وكنت بين الفينة والأخرى أذرف الدموع وأتوارى عن ابنتي وعن الناس كي لا يرونني باكيا وبينما أنا كذلك وإذا بسيارة فاخرة تركن بجواري وخرج منها شاب طويل القامة جميل الملبس يرتدي مئزرا أبيضا
فخنقتني العبرات ولم أقدر على الكلام..
فسألني يا عم هل معك تقارير طبية..
فقلت له نعم فأخذها مني وعلم بحالة ابنتي الحرجة فراح يتأملني من رأسي إلى أخمص قدمي وقد بدت عليه علامات الدهشة والتعجب..!!
ثم أرسل تنهيدة من أعماق جوفه وجلس بجانبي ولم يتمالك نفسه ودمعت عيناه..!!
فقال لا.. ولكني تأثرت لحالك وحال ابنتك يا عم ثم حمل ابنتي بين يديه وقال تعال معي يا عم
دخل الشاب أروقة جناح طبي متخصص ووضع الطفلة على كرسي متحرك
وأخذ يأمر وينهي والكل يحييه تحية تقدير واحترام ويتودد إليه..
وراح يطوف بالبنت بين غرف الجناح الخاص ويجري لها التحليل والفحوصات والتصوير بالأشعة....الخ
يجب ان تجرى لها عملية مستعجلة...
وفي حدود الساعة الرابعة صباحا كانت البنت قد أجريت لها عملية جراحة ناجحة واستعادت وعيها
حمدت الله وشكرت الشاب الذي كان لي سندا ومعينا
فقلت له سيبقى خيرك يطوق عنقي
ما حييت يا ولدي
وبعد ايام قال الطبيب الذي أجرى العملية الجراحية لابنتي يمكنك مغادرة المستشفى..
وبعد الحاح منه قبلت وقد اخجلني كرمه وضيافته لي وكانت زوجته تخدم ابنتي...
وفي احدى الليالي لما وضعوا الطعام على المائدة امتنعت عن الطعام
فقال لي
فقلت له
والله لن أذوق الطعام إلا إذا أخبرتني من أنت.
ولماذا انت وزوجتك تخدموني انا وابنتي وأنا لا أعرفكم وتبالغون في إكرامي..!!
وأنا لم ألتقي بك سوى مرة واحدة في المستشفى.!!!
فقال يا عم كل وبعد العشاء أخبرك.. فقلت والله لن تدخل فمي لقمة واحدة إن لم تخبرني من أنت ومن تكون...!
لكنه وأمام إصراري أطرق برأسه قليلا..
ثم قال بنبرة خاڤتة
يا عم هل تذكر ذلك الطفل ابن فلان الذي أعطيته بضعة دنانير منذ اكثر من