السبت 23 نوفمبر 2024

فمن يعمل مثقال ذرة

انت في الصفحة 2 من صفحتين

موقع أيام نيوز


25 سنة ليشتري مستلزمات الدراسة عندما كان يجلس خلفك في الحافلة في القرية الفلانية... 
فتذكرت ما حدث في ذلك اليوم... 
فقلت له نعم لقد كنت ذاهب من قريتنا 
الى احدى المدن القريبة وكان يجلس خلفي صبيان عمرهما لا يتجاوز السبعة أعوام 
فسمعت أحدهما يحدث الآخر قائلا له 
هذا العام شحت السماء والأرض لا تنبت شيئا وأبي فلاح فقير ليس بيده ما ينفقه علي لذلك فأنا مضطر لترك مقاعد الدراسة هذا العام..!!! 

فلما سمعت الطفلان يتحدثان عن الفقر والحرمان بهذا الوعي الذي لا يدركه إلا الكبار تأثرت وضاقت علي الأرض بما رحبت.!!!
وعلى الفور أخرجت ما في جيبي من دنانير واعطيتها للصبي وقلت له  
خذ هذه الدنانير يا بني واشتري ما تحتاج من اجل اكمال دراستك.. 
رفض الصبي أخذ الدنانير فقلت له 
ولماذا لا تأخذها يا ولدي..! 
فقال ربما يظن أبي أني سرقتها
فقلت له قل له ان فلان بن فلان أعطاني إياها لشراء الأدوات المدرسية فإن أباك يعرفني.. 
فأخذها الصبي والفرحة تغمره
عندها قال الشاب والدموع تنزل من عينيه أنا يا عم ذلك الصبي الذي اعطيته تلك الدنانير ولولاها لما أصبحت اليوم بروفيسورا في أكبر مستشفى بالجزائر.. 
وها قد التقينا بعد أن من الله علي بأعلى المراتب في أنبل وأشرف المهن 
فقد افترقنا وها نحن نلتقي بعد اكثر من 25 سنة.!!!
والحمد لله الذي قدرني لأرد لك بعض الجميل.. 
يا عم تلك الدنانير التي أعطيتها لي صنعت مني بروفيسورا في الطب.. 
يا عم والله لو أعطاني أحد اليوم كنوز الدنيا ما فرحت بها كفرحي بتلك الدنانير الزهيدة التي اعطيتني انت ايها..
يا عم أن فضلك علي كبير 
و والله مهما فعلت لن استطيع أرده لك 
فأسأل الله أن يجازيك خير الجزاء..
قال تعالى 
فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره 7 
ومن يعمل مثقال ذرة شړا يره 8

 

انت في الصفحة 2 من صفحتين