رواية بين الحقيقة والسراب(كامله جميع الاجزاء) بقلم فاطيما يوسف
أشار بعينيه للسكرتيرة أن تتركها وتغادر
وقام علي من مقعده وهو يلملم أشياؤه قائلا باستعجال
طيب أنا همشي أنا بقي ورايا مقابلات كتير اشوفك في الميتنج بالليل متنساش سلام .
لأ مش هنسي مع السلامة
رددها مالك بهدوء ثم نظر إلي الجالسة تنظر له بتبجح وقال ببرود
خير إن شاء الله إللي جايب نهال هانم لحد عندي وبدون ميعاد سابق
كدة يامالك دي مقابلة تقابلها لي بعد المدة الطويلة إللي مشفتكش فيها
مكانش العشم برده .
دق بقلمه على مكتبه ليبين لها عدم اهتمامه لثرثرتها وأوضح بسخرية
عشم إيه إللي بينا يانهال إللي بتتكلمي عليه
استمعت لحديثه وقالت بحزن مصطنع
للدرجة دي هنت عليك تقول لي كدة
للدرجة دي هانت عليك عشرة ٨ سنين جواز واتنين خطوبة !
ضحك بصوت عالي دليلا على الاستهزاء بكلامها وأكمل وهو يحك ذقنه بتساؤل
إنتي مصدقة نفسك والكلام العبيط إللي إنتي جاية تقوليه ده
واسترسل بسخرية
يابنت الأصول .
قامت من مكانها واتجهت إلى مقعده واقتربت منه وهي تنظر داخل عيناه قائلة بندم صادق
كنت لسة صغيرة وڠصب عني ضعفت من ضغط ماما وإللي حواليا ورجعت لك دلوقتى ندمانة ومشتاقة ومن الآخر عايزاك يامالك قلبي
انتفض من أمامها كمن لدغه عقرب وبسرعة ابتعد عنها فمالك يخشي الله ولا يقبل بأي شئ محرم يفعله وعنفها قائلا بشدة
إنتي إزاي يابني آدمة إنتي تسمحي لنفسك تقربي مني بالمنظر ده يامحترمة !
عيب علي الحجاب إللي لايمت بالحجاب بصلة اصلا إللي إنتي لابساه
ودلوقتي حالا إتفضلي اطلعي برة معنديش وقت أضيعه معاكي
ثم اتسعت عينيه بحدة كحدة عيون الصقر مردفا بصوت عالي
إتفضلي وياريت مشفش وشك هنا تاني .
قامت وهي تحمل حقيبتها پعنف وأردفت بتوعد جراء كرامتها المهدورة وهي تقف أمامه مرددة
هتندم يامالك وهتدفع تمن طردك ليا من هنا واستهزائك بيا
أما هو بعد خروجها حدث حاله وهو يضرب بكف علي كف
قال ياقاعدين يكفيكوا شړ الجايين
وذهب إلى مكتبه وطلب فنجانا من القهوة كي ينزع عنه صداع الرأس من تلك الشمطاء التي كانت تجلس معه الآن .
أما هي بعد خروجها ركبت سيارتها وجلست بها وأمسكت هاتفها وهاتفت شخص ما مرددة بعصبية
أيوة ياست هانم هو ده اللي قلتي لي ده الوقت الصحيح إللي هترجعي له وهيقابلك
أجابها الطرف الآخر
اهدي بس إيه إللي حصل لعصبيتك دي
جزت علي أسنانها پغضب ونطقت بسخرية
البيه طردني طردة الكلاب من مكتبه وكأني حشرة وعاملني بمنتهي البرود
أنا نهال الدين يتعمل فيا كده
واسترسلت بتوعد
والله لا أندمه علي إللي عمله معايا وهدفعه التمن غالي
وظلا يتحدثان بتخطيط كل منهم علي هواه
البارت الثاني
في منزل باهر الجمال زوج ريم عصرا
عاد باهر من عمله فهو يدير مع أخيه سلسلة المطاعم المشهورة في الإسكندرية بالأسماك البحرية ذات النكهة المميزة بمطاعهم
ليتناول وجبة الغداء مع زوجته وأبنائه فهو عكس أخيه يحب التجمع مع أبنائه علي طاولة
الطعام
دلف إلي داخل المنزل وصعد إلي الطابق الثاني لكي يسلم على والدته ويطمئن عليها أولا
إزيك ياماما عاملة إيه يابرنسيسة اسكندرية بحالها .
واسترسل وهو يغمز لها بمداعبة
إللي يشوفك كدة ميقولش عندك شابين طوال عراض زيي أنا وزاهر .
الله أكبر عليكوا ياحبايبي ربنا يحرسكم ويحميكم من العين يااارب .... قالتها والدته بصدق
وأكملت بنبرة متهكمة
بردوا جاي علي ملى وشك علشان تتغدي مع البرنسيسة ريم هانم
ماكنت اتغديت مع أخوك ماهو مبيجيش زيك كدة كل يوم ويتعب نفسه
ولا الست ريم هانم تزعل وتعلق لك المشنقة.
استوعب سؤالها وأردف
بنبرة عتاب محاولا تجنب سخريتها
ليه ياماما ديما مش مت ريم وديما شايفاها زوجة الإبن المتسلطة والمتحكمة
واسترسل بعتاب
علي فكرة بقي إنتي مربية رجالة مفيش حريم بتحكم هم كل الحكاية إني بحب أتجمع مع ولادي ومراتي علي سفرة واحدة
وكمان بابا الله يرحمه معودنا علي كدة كان يسيب شغله ويجي يتغدي معانا.
لوت فمها بامتعاض وأردفت بنفس سخريتها
ولما إنت راجل كدة زي ما بتقول سايب البرنسيسة تشتغل رسامة وخياطة ليه !
هي محتاجة فلوس علشان تجرسنا وسط الناس بشغلها علي النت
انتصب قائما كي ينهي الجدال العقيم الذي لايسمن ولا يغني من جوع مع والدته وأردف وهو ينظر إليها باستعطاف
ياماما قلت لك مېت مرة ريم مبتشتغلش علشان الفلوس
ولا علشان محتاجة
وبعدين ليه مسمية شغلها ده خياطة أو رسامة مع إن دي مهنة عظيمة لكل ست بتشتغلها علشان تحسن من مستوي حياتها وتقف جنب جوزها
واستطرد بتفهم
ريم مصممة ياماما ومصممة شاطرة جدآ وموهوبة وبتشتغل بهدف تضييع الوقت علشان متحسش بملل
ولا إنتي عايزاها تبقي زي هند قاعدة مع دي شوية ودي شوية وجايبة لجوزها مشاكل .
اقتنعت بحديثه لكن عن هند فقط وأكملت بتشبس
وليه متكونش زي اختك ماهي ولا بتقعد مع دي ولا دي ولا بتجيب مشاكل وبردوا حافظة قيمة جوزها ومركزه وسط الناس .
تأفف بضيق وتحدث بحدة
لو سمحتي ياماما ياريت متتكلميش معايا في الموضوع ده تاني ريم شخصية وأختي شخصية وطالما مراتي في حالها ومبتجبليش مشاكل خلاص .
أمسكته من يده وأجلسته كي تراضيه لأنها رأت علامات الضيق ارتسمت علي وجهه
ياحبيبي أنا بقعد باليومين هي فوقي وأنا تحتها ومبشفهاش
وأكملت وهي بحزن مصطنع
والعيال ولادك بيوحشوني وببقي نفسي أشوفهم وهي مبترضاش تنزلهم إلا ورجلها علي رجلهم .
ربت علي ظهرها مرددا بحنان
خلاص ياماما هتكلم معاها في موضوع النزول والولاد ده أما موضوع التصميم والهواية إللي هي بتحبها معلش ياأمي اعذريني .
إبتسمت بانتصار لاعتقادها أنها مغصت اليوم علي ريم ورددت بخبث
لأ ياحبيبي متتكلمش معاها أنا مش عايزة أعمل لك مشاكل مع مراتك وتقول لك أمك ومش أمك آه .
ولا مشاكل ولا حاجة ياحبيبتي ريم عاقلة ودماغها كبيرة ...قالها باهر وهو منتوي الخروج مودعا والدته وصعد إلى شقته في الطابق الرابع وهو ينفض جميع ما قالته له والدته عن باله .
دلف المنزل وما أن استمع ولده الصغير مجيئه هرول إليه مسرعا بسعادة عارمة
وأخذه بين ه مرددا بإبتسامة
حبيب بابي إللي واحشني قد الدنيا بحالها
ونظر يمينا ويسارا متسائلا بلهفة
آمال فين مامي
خطت إليه تحتضنه كعادتها عند عودته من الخارج
حبيبتي الجميلة إللي واحشاني جدا .
قبلته من وجهه وأردفت بإبتسامة عذبة
حمد لله على السلامه ياقلبي إنت كمان واحشني جدا
واسترسلت وهي تشير إلى الطاولة
يالا ياحبيبي اقلع الجاكت واغسل ايديك أنا جهزت الأكل علي السفرة
بسرعة بقي علشان احنا جعانين جدا ومستنينك ومرضيناش ناكل حاجة خالص إلا لما تيجي .
ذهب إلي المرحاض كي يطهر يداه وتحدث
حالا أهو هغسل إيدي وأجي لكم يا حبايب بابا
وجلست العائلة الصغيرة مجتمعين علي طاولة الطعام بكل حب وألفة متسامرين بضحكات ومشاغبات باهر مع أطفاله وزوجته ريم
وقرر أن يقضي باقي يومه معهم
ريم لها ولدان من باهر عمر في سن الخامسة من العمر وياسين عمره شهرين فقط .
في منزل جميل المالكي
تقف راندا ووالدتها فريدة في المطبخ يجهزون الطعام
فراندا أتت لتقضي اليوم هي وأبنائها مع والدها ووالدتها وأخيها لأنها ستسافر إلي زوجها في نهاية الأسبوع
فريدة بحزن
يعني خلاص يا راندا هتاخدي الولاد وتسافري آخر الأسبوع
واسترسلت بوحشة وهي تنظر إلى احفادها
أنا متعودة علي وجود الولاد حواليا بجد هفتقدهم اوي ومش عارفة هستحمل بعادك وبعادهم إزاي
احتضنتها راندا وقبلتها من وجهها وأردفت بحب
ياحبيبتي إنتوا كمان هتوحشوني أوي متتصوروش ببقي متضايقة علشان خاطر هبعد عنكم التلت شهور دول كلهم
واسترسلت وهي ترفع يداها الاثنتان
ولكن ما باليد حيلة يا أمي للأسف ظروف الشغل
هنا في البلد صعبة جدا ولو إيهاب فكر يرجع مش هيلاقي مكتب يعيشنا المستوى الاجتماعي والمادي إللي إحنا