على اوتار الفؤاد (كامله جميع الاجزاء) بقلم منال سالم
مبتعدا عنها لينظر من الڤرجة الصغيرة في باب الغرفة الموارب ل هالة الغائبة عن عالمها المحيط بقيت عيناه على وجهها الشاحب التعيس لبعض الوقت. تألم قلبه لما تمر به اشتدت قبضته على هاتفه المحمول حتى ابيضت مفاصله وتعهد لها بنظراته الصامتة أن يكون طوق النجاة لإنقاذها من هنا مهما كلفه الأمر.
أخذت تمشط خصلات شعرها المبتلة في تمهل ناظرة لإنعكاس وجهها النضر في المرآة اعتلى ثغرها ابتسامة خجلة وهي تتذكر لحظاتها الحالمة مع زوجها المتيم في تلك الغرفة التي شهدت على توثيق عشقهما بين أمواج البحر الهادئة التفتت تقى برأسها لتنظر إلى باب اليخت الصغير مترقبة عودته من الأعلى تنفست ببطء وانخفضت يدها لتتلمس بطنها في حنان وحب. عادت لترفع رأسها للأعلى في اتجاه الباب وهي تسمع تلك الصافرة المدندنة تقترب أطل أوس برأسه وابتسامة ساحرة تعلو شفتيه. استطرد يناديها بعذوبة
توردت بشرتها أكثر واكتست تعابيرها بالإشراق بدا كمن يخبئ شيئا وراء ظهره وهو يدنو منها. حاولت اختلاس النظرات نحوه متسائلة بفضول
إنت معاك إيه
سار أوس حتى توقف أمامها فارتفعت عيناها نحوه مسح بنعومة على بشرتها فأغمضت عينيها لتتمتع بالإحساس الدافئ للمساته الرقيقة ثم جثا على ركبته ليبدو أقرب طولا إليها استمر كلاهما في التحديق لثوان قبل أن يقطع صمتهما الهادئ قائلا
عقدت حاجبيها في استغراب متعجب فتابع مفسرا وبسمته العذبة تكاد تضيء جميع ملامحه
خفق قلبها بقوة فتابع بنفس النبرة السلسة الناعمة
مكانش ينفع أعدي اليوم ده من غير ما نحتفل سوا بيه
ترقبت تقى بتلهف ما هو قادم وقد ظهر ذلك الوميض المتحمس في حدقتيها. أظهر أوس ذراعه المخبأة ليتجلى أمام ناظريها باقة من الورود الحمراء ذات رائحة طيبة زكمت أنفها على الفور قدمها لها في لحظة حالمة لم تخطر ببالها مطلقا فقط كانت تتابعها عبر الأفلام التي تبث في التلفاز. انفلتت منها شهقة فرحة وقد تضاعف وهج عيناها كما ازداد خفقان قلبها النابض بحبه تحركت يده لتحتضن جانب عنقها داعبه ببطء وعيناه تنطقان بأسمى معاني الحب همس لها بتنهيدة العاشقين دون أن تبتعد عيناه عنها
لم تجد تقى ما تعبر به عن شعورها في تلك اللحظة تحديدا تداخلت أحاسيسها وتعاظمت عجزت عن النطق وبقيت في حيرتها لكن سعادتها غمرت كيانها. أحنى أوس رأسه أكثر عليها لتتلامس الشفاه وهو يهمس لها
إنتي اللي روضتي الذئب وخلتيه يركع عند رجليكي!
ارتفع ضجيج أنفاسها المتأثر بكلماته المنتقاة ترك أوس بقية الحديث لمشاعره الحسية لتنطق بما يؤجج الوجدان ويدمج الأرواح ويزيد من اشتعال المشاعر وتعميق آثارها تجاوبت معه تقى ومنحته عاطفتها التي نضجت على يديه ابتعدت عنه لترد بأنفاس متقطعة وقد التصق جبينها بمقدمة رأسه
رد هامسا
وأنا مش عاوز غير كده.
مش هنرجع احنا اتأخرنا وكمان مسألناش على حياة و...
قاطعها مؤكدا بصوته الرخيم
حبيبتي اطمني حياة مابتغبش عن بالي للحظة وأنا كلمت عفاف من شوية واطمنت عليها
ثم وضع يده على بطنها متحسسا ذلك الجنين الكائن بداخل رحمها مستأنفا
وعقبال ما أطمن على اللي جاي
سألته على استحياء
إنت نفسك في إيه
اللي يجيبه ربنا كويس.
سألته في لؤم ممتزج بالخجل
يعني مش عاوز ولد
قال مبتسما بعد صمت دام للحظات
أنا مش عاوز غير إنك تقوميلي بالسلامة وعيلتي تكبر معاكي.
داعبت تقى ذقنه وهي تسأله
خاېف عليا
ده سؤال جوابه معروف من غير ما أقوله!
ترددت وهي تكمل
طب افرض جرالي حاجة و...
يأمرها في لين
تقى! بلاش!
أومأت برأسها في خنوع دون أن تجادله مكتفية بالشرود في نظراته العميقة حافظت على بسمتها الرقيقة وهي ترد
هتفضلي كده كتير
تساءل أكرم بتلك العبارة بصوت جاف وبارد عكس حنقه من تصرفات زوجته غير الطبيعية للإيقاع بابن عمها وتدميره لسبب لا يعلمه غير ذاك المشاع في العلن. نظرت له من طرف عينها باستعلاء وكأنها غير راضية عن تدخله في شئونها فمنذ وصوله وهو لا يكف عن الإلحاح عليها لتتراجع عما تفعله وتعود معه
إلى الخارج. تنهدت رغد متسائلة بامتعاض
هيفرق معاك
أجابها بلهجة شبه حادة
أيوه
حاول أن يضبط إيقاع تنفسه ليخرج صوته هادئا وهو يتابع بتمهل علها تتخلى عن عنادها الأهوج
احنا عايزين نرجع نعيش حياتنا طبيعي ونركز مع أولادنا مش معقول التشتت اللي هما فيه ده إنتي نسياهم ومركزة مع أوس! وفي النهاية معركتك خسرانة معاه و...
قاطعته منفعلة
أنا حرة في اللي بأعمله!!!
نظر لها في يأس قبل أن يرد بعقلانية محذرا إياها
أوكي بس خليكي فاكرة مش هتوصلي لحاجة بعد كل اللي بتعمليه غير إنك هتخسريني وتضيعي حياتك وولادك
ابتسمت له قائلة عن ثقة عجيبة
متقلقش أنا عاملة حساب كل خطوة وأوس هيجي زاحف ونادم عشان يطلب مني السماح وإني أرحمه
ردد ساخرا وهو يبادلها ابتسامة متهكمة
إنتي بتكلمي عن ابن عمك!
هاجمته مزمجرة
أيوه وهاتشوف!
نهض عن الأريكة ليقترب منها ممددا ذراعه نحوها وهو ممسك بهاتفه المحمول وضعه ڼصب عينيها معلقا بغموض
تمام بس أعتقد إن ثقتك دي هتغير لما تشوفي البوست ده
انعقد ما بين حاجبيها متسائلة
بوست إيه
لم يجب عليها وأعطاها هاتفه لتحدق فيه پصدمة ظهرت على عينيها وعلى تعبيرات وجهها المشدودة صړخت غير مصدقة وقد هبت واقفة
مش ممكن هو والبيئة دي!!!
تأمل ردة فعلها ببرود تام ثم قال بلهجة ساخرة
واضح كده إنه مجهودك طار في الهواء وال love story العظيمة دي هتبقى تريند الفترة الجاية
صاحت فيه بعصبية وهي تشير بيدها
اسكت يا أكرم بلاش تستفزني
سحب هاتفه من بين أصابعها ليقول
عيشي براحتك مع اڼتقامك أنا نازل
بدت رغد كمن ېحترق على موقد ساخن. فتحت هاتفها المحمول باحثة عن ذلك الموقع الذي نشر تلك اللقطات الرومانسية لم تبذل مجهودا فقد ضجت عشرات المواقع بأخباره لتزيد من اشتعال ڠضبها احتدت نظراتها وتوحشت عيناها مرددة مع نفسها في غيظ مضاعف وهي بالكاد لا تصدق المشاهد العاطفية للزوجين
إزاي كده ده إنت أكتر حاجة بتكرهها الصور يا أوس!!!
تأملت صورة أخرى بعينين ضيقتين وهو يتلمس فيها بطن زوجته بحنو أبوي يناقض شخصيته القديمة لتقول في سخط
لأ وكمان مبسوط إنها حامل!
ألقت بهاتفها المحمول ضاربة قبضتها المكورة في راحتها الأخرى تتوعده بحنق
ماشي هاتشوف هاعمل إيه يا أوس!
كزت على أسنانها متابعة وقد توقفت عن الدوران حول نفسها في الغرفة بعصبية زائدة
مش هاسيبك تتهنى بحياتك هاحرمك من فرحتك دي بس أخلص من أختك وقريب هتحصلها اللي فرحان بيها!
عادت رغد لتمسك بهاتفها المحمول بحثت عن الإيميل الخاص بذلك الصحفي المأجور الذي تمده بالمعلومات التي تخصها لترسل له نسخة ضوئية من الوثائق التي تثبت تزوير مهاب الجندي في إدعاء نسب ابنته ليان بدت ملامحها كأفعى خبيثة تلذذت ببث سمها القاټل في ضحيتها وهي تضغط على زر الإرسال التوى فمها ببسمة وضيعة محدثة نفسها
وريني هتتصرف في ده إزاي!
كركرت ضاحكة بهيسترية مريضة ملقية بثقل جسدها على الأريكة فردت ذراعيها إلى جوارها تاركة هاتفها المحمول. أخرجت رغد تنهيدات عميقة من صدرها وهي تضع ساقها فوق الأخرى لتهزها بعدها بحركة ثابتة بدت متشوقة لرؤية وجهه بعد انتشار تلك الأخبار الڤاضحة وغير مكترثة بالمرة بتبعات تهورها الخطېر.
باتت خاصته هكذا عهد لنفسه مهمة إنقاذها من المستنقع الذي تعيش فيه والذي حتما سيقضي عليها يوما إن لم يؤدي واجبه ويخرجها منه بأقل الخسائر أدخلها إلى المشفى الخاص بعد التوصيات الجادة من الطبيب بضرورة وجودها به كان يخشى عليها من إلحاق الأڈى بنفسها خاصة في وجود أم ناقمة ومتسلطة كأمها. كانت هالة مستلقية على الفراش في حالة سكون تام خاضعة لتأثير المواد المهدئة. رسغها موصول بإبرة طبية يمتد منها وصلة رفيعة تغزي عرقها بسائل ما. تابع يامن بعينين قلقتين اهتمام الممرضات بها وقف على رأسهن يراقبهن ويستفسر منهن عما يقمن به من أجلها. انتظر حتى خرجن من الغرفة ليسحب المقعد ويجلس على مقربة من وجهها الشاحب مخرجا تنهيدة مزعوجة من صدره ارتفعت عيناه نحو شعرها المخبأ بغطاء بلاستيكي إلا من بعض الخصلات المتمردة التي التصقت بجبينها المتعرق. كان يعلم حرصها على تغطيته لذا أدار رأسه للجانب واستل منشفة ورقية ليجفف عرقها ويعيد تخبئة المتنافر من خصلاتها. تحرك حدقتاه لعنقها وشردت تتأمل ندوبه الظاهرة. تألم قلبه وغص صدره مع انخفاض نظراته نحو تشوهات ذراعها وما هي إلا لحظات وغلت دمائه لتخيله للعڼف المرعب الذي عاشته مع خسيس ك منسي ردد مع نفسه وقد احتد غضبه
حقك هيرجع وأنا هاجيبهولك منه!
تمنى لو شعرت بحميته لأجلها وأحست بالثورة الهائجة التي تنتفض للاقتصاص من عدوها لكنه كان متوقعا رفضها لتقديم المساعدة لها مهما كانت ظروفها القاسېة بدا الحل الأنسب حاليا والذي سيلائم الطرفين هو الاختفاء مؤقتا عن المشهد وتحقيق العدالة على طريقته هو..
............................................................
انتفض من مكانه مذعورا فور أن قرأ ما نشر كسرعة البرق على أغلب المواقع الإخبارية عن معلومات تمسها تحديدا تطلع عدي إلى زوجته في خوف وتوتر ازدرد ريقه في حلقه الجاف وهو بالكاد يسيطر على انفعالاته التي اضطربت فجأة. لحظه السعيد
كانت ليان شبه غافلة على مقعدها المقابل للمسبح فلم تلاحظ التبدل المريب الذي طرأ على ملامحه. نهض من مكانه ليسير مبتعدا عنها مسافة كافية بقيت أنظاره عليها وهو يحاول الاتصال ب أوس فعلى الأغلب لم تصل إليه تلك المستجدات وإلا لكان هاتفه ليطمئن على شقيقته لم يحد بعينيه عنها وهو يستطرد بخفوت وفي ربكة عظيمة
أوس شوفت الکاړثة الجديدة!!
سأله بصوته الأجش
في ايه تاني
أجابه على الفور
بيتكلموا عن ليان!
بدا صوته متصلبا وهو يأمره
مش فاهمك وضح!
سرد له عدي بإيجاز ما يتم تداوله حاليا في وسائل الإعلام وصعوبة الموقف بالنسبة له تحولت نبرة أوس للخشونة حينما أمره
خد ليان وارجع الفيلا فورا وعلى أد ما تقدر ماتخليهاش تمسك موبايلها من الآخر اتصرف يا عدي وابعدها عنه وأنا جاي عندكم على طول!
رد دون تفكير
تمام.
اتجه عائدا إليها بعد أن أنهى المكالمة معه جلس قبالتها وكل عينيه مركزة عليها بدا حائرا في كيفية تنفيذ أوامره هب واقفا ليتأملها في حذر شديد تأكد عدي من غفوتها وبحثت عيناه عن هاتفها لمحه موضوعا أسفل ذراعها فرك طرف ذقنه يفكر جديا في سحبه منها دون أن تعي. لحظات وجلس إلى جوارها متلمسا بشرتها في رقة كانت مستسلمة لما يفعله مما شجعه على الاستمرار داعب خصلات شعرها المتناثرة على جبينها أبعدها وقد مال برأسه على أذنها ليهمس لها
أجيبلك حاجة تشربيها ولا حابة تنزلي البيسين تاني
ردت بعينين مغمضتين وصوت شبه ناعس
No لا ماليش مزاج.
منحته فرصة ذهبية حينما رفعت ذراعها لتضعه خلف مؤخرة رأسها كانت مغمضة لعينيها مما شجعه على المضي قدما في خطته غير المعقدة التقط سريعا الهاتف ودسه في جيب سرواله