رواية غرام (كاملة جميع الفصول) بقلم ولاء رفعت
يوسف ممكن حضرتك تمضي علي الأوراق دي
صدح رنين هاتفه ويزيل اسمه في أسفل كل ورقة أجاب والسماعة اللاسلكية في أذنه
ألو
هاي چو أنا ميري
أزيك يا ميري أخبارك إيه
طبعا مش بخير و أنت بقي لك شهر مش معبرني و لا بتخرج معايا و نسهر زي كل مرة
انتهي من التوقيع وأومأ إلي الموظفة لتأخذ الأوراق وتذهب ثم مضي نحو الدرج يصعد إلي الأعلى
صاحت بتعجب
شغل! Oh my God معقول چو الشريف بقي بيشتغل!
ابتسم وعقب بمرح كالعادة
شوفتي بقي ربك قادر علي كل شئ
ربنا يوفقك أنا كنت بكلمك عشان أعزمك علي ال party عيد ميلادي ال week end الجاي
هحاول إن شاء الله
ضحك قائلا
خلاص هاجي أطمني
هستناك أسيبك بقي عشان ما أعطلكش باي
باي
أنهي المكالمة و مازال في طريقه إلي غرفة مكتبه الخاص توقف أمام مكتب شقيقه فوجده مشغولا بالحاسوب طرق الباب لتنبيهه
ممكن أدخل
رفع عينيه عن الحاسوب وخلع عويناته تركها علي سطح المكتب وقال
جلس يوسف أمام مكتب شقيقه يخبره معتذرا
أنا آسف علي الكلام اللي طلع مني الصبح أنت عارف لما بتعصب ما بشوفش قدامي و بيخرج مني كلام أندم عليه
طب خلي بالك لأن غضبك ممكن يخسرك أقرب الناس ليك
نهض واقترب من شقيقه ثم دنا منه رأسه
و أدي راسك أبوسها لسه زعلان مني
ابتسم نور وأخبره
و أنا قبلت أسفك بس خد بالك أنت المسئول قدام بابا أنك تعرف مين اللي بيقلد شغلنا
ما أنت شاطر و ذكي في الشغل أهو أومال بقي لك شهر مدبسني في شغلك ليه
صاح يوسف متباهيا
لاء أنا أعجبك أوي بس لما تكون دماغي رايقة
رفع شقيقه يديه داعيا
ربنا يزيدك روقان كمان و كمان
أخذ الآخر يضحك و علي بعد أمتار حيث مكتب رأفت الشريف يقوم بالتوقيع علي عدة أوراق و تقف بجواره سوزي المساعدة الخاصة به ذات الشعر الأشقر البلاتيني و العدسات اللاصقة ذات اللون الفيروزي ترتدي كنزة وأسفلها تنورة كلاهما يكاد ېتمزق من فرط الضيق رائحة عطرها الفواح يضرب أنفه فعندما أنتهي من التوقيع رفع رأسه إليها وأخذ ينظر إلي ملامح وجهها المنير سألها في هدوء يخفي نيران مشټعلة من شوق يكاد يلتهمه
ظلت تنظر بمكر ودلال وأجابت
من غير ما أفكر طبعا موافقة المهم هاكون مراتك يا فوفو يا حبيبي
ابتلع لعابه فهذه صاحبة الجمال الصارخ اختطفت لبه منذ مجيئها هنا في الشركة لم يمر سوي خمسة عشر يوما علي عملها ونجحت في السيطرة عليه.
يبقي تجهزي نفسك بالليل هاجي أخدك و نطلع علي شقتنا و هناك هايكون مستنينا المحامي و اتنين شهود
منيرة!!
الفصل الثاني
بعد عناء يوم شاق ما بين القطار والمحطة انتهت من بيع جميع قطع الثياب التي لديها وكما تفعل مثل كل يوم تعود بالمال إلي السيدة رشا والتي تعطيها مبلغ من المال كل يوم.
قررت أن تذهب إلي شقيقتها وحملت لها ما تحب من الفاكهة والحلوى وقفت تنتظر سيارة أو مركبة ثلاثية الإطارات توقفت احداها وخرج السائق رأسه
مروحة علي بيتكم و لا رايحة مشوار
ولجت إلي داخل المركبة وأخبرته
رايحة الشارع اللي ورانا عند أختي
نظر إليها عبر المرآة الجانبية وسألها
و أحلام عاملة إيه كويسة
كانت نظرة عينيه تخبرها عن ماضي ملخصه حب قد دفنه منذ أن دخول سمير في حياة شقيقتها و تزوجها رغما من اعتراض الجميع لكن سؤاله الآن مجرد الإطمئنان و ربما الفضول لديه وهو كيف تعيش أحلام الآن مع غيره!
تنهدت غرام وقامت باختصار حال شقيقتها في جملة قصيرة
الحمدلله يا عاطف أهي عايشة
هو جوزها لسه بيمد إيده عليها
ليس هو فقط من يعلم بهذا بل الحارة جميعها لم يمر أسبوع أو بضعة أيام سوي يسمع الجيران صړاخ
أحلام وزوجها يقوم بضربها و ينعتها بصفات مشينة و هو تحت تأثير المخډرات.
أدعيلها يا عاطف ربنا يهديلها جوزها يا يبعده عنها
توقف عاطف أمام
منزل سمير وكانت أحلام في الشرفة في الطابق الثاني تضع الثياب المبللة علي الحبل انتبهت إلي غرام التي تنزل من المركبة ويليها عاطف الذي رفع رأسه رغما عنه ليراها تنظر إليه دون أن يبدو عليها أي تعبيرا علي ملامح وجهها.
اتفضل يا عاطف
قالتها غرام وتعطيه الأجرة انتبه إليها ورفع يده
أقسم بالله أبدا أنتي كدة بتشتميني يا غرام
يعني أنت وجمال جايبين التوكتوك ده عشان تسترزقوا منه و لا تقضوها لله!
طب أنا راضي بذمتك عمرك شوفتي سواق ياخد من أخته الأجرة
ابتسمت وهزت رأسها
لاء
يلا أطلعي لأخدتك بقي ولو عايزة أي حاجة أتصلي عليا
تسلم يا عاطف وأبقي سلملي علي خالتي أم عنتر
ولج إلي المركبة بعد أن ألقي نظرة علي أحلام فوجدها دلفت إلي الداخل
يوصل إن شاء الله
و بالأعلى كانت أحلام تنتظر شقيقتها بعد أن فتحت الباب
إيه المفاجأة الحلوة دي
و قبل أن تتفوه غرام سمعت الصغير يناديها
أتو لام خالتو غرام
أنا أصلا مش جاية عشانك جاية عشان مداميدو حبيب قلب خالتو اللي واحشني
حملته وقامت بتقبيل وجنته المكتنزة ضحك وعانقها بذراعيه الصغيرين
ألتفت إلي أحلام و ظلت تنظر إليها بينما الأخري تحدق إلي أسفل بخجل
و جاية عشانك برضو يا بنت عبدالرحمن المصري
رفعت وجهها وابتسمت ثم احتضنت شقيقتها بقوة
حقكم عليا ديما بيشيلكم همي وبخذلكم في الأخر
لكزت غرام كتف الأخرى و عقبت
إحنا أهلك يا عبيطة لو إحنا مشيلناش همك مين غيرنا هيستحملك و يتفقع مرارته
ضحكت كلتيهما و ولجا إلي الداخل بعد أن أغلقت أحلام باب الشقة
وضعت غرام الصغير فوق الأريكة لاحظت شقيقتها ما جلبته وتركته بالقرب من الباب
إيه اللي أنتي جايباه ده هو أنتي جاية عند حد غريب
أنا جايبلك أنتي و ميدو و ياريت ما تأكليش سمير منهم
أخبرتها بمزاح فضحكت أحلام وهمت بالذهاب
أدخلي أغسلي إيديكي عقبال ما أغرف نتغدي مع بعض
أوقفتها الأخرى تمسك بيدها
تعالي هنا أنا مش جعانة أنا جاية أقعد معاكي شوية وأقولك حقك عليا ماتزعليش مني علي اللي قولتهولك بيت أبوكي مفتوحلك في أي وقت
جلست أحلام وتشعر بالحزن أكثر
أنا اللي حقكم عليا كل مرة لما باجيلكم ڠضبانة وماما تكلم سمير عشان تاخد حقي و أنا في الآخر أرجع بيتي من وراكم
نهضت الأخرى وجلست جوار شقيقتها واضعة يدها علي يد الأخرى
ماما عمرها ما زعلت منك بالعكس هي زعلانة عليكي وعلي اللي بتعمليه في نفسك أنا مش عايزة أفتح مواضيع و نقلب في المواجع أنا كل اللي يهمني أنا وماما نشوفك مبسوطة
ربنا ما يحرمني منكم
تجمعت الدموع في عينيها فأخبرتها غرام
أبوس إيدك بلاش دموع أنا معيش مناديل أديهالك
ابتسمت رغما عنها وقامت
لو مش عايزاني أعيط يبقي كولي معايا
و علي المائدة انتهت غرام للتو من تناول طعامها
الحمدلله تسلم إيدك يا حلومه نفسك في الأكل زي نفس ماما بالظبط
بالهنا والشفا أغسلي إيديكي و روحي أقعدي مع ميدو عقبال ما أعملنا كوبيتين شاي ونقعد نرغي زي زمان
عاد عاطف أمام منزله فوجد والدته ما زالت تجلس أمام الخضروات التي تقوم ببيعها نزل من المركبة ورأي القادمة علي بعد أمتار عاطف حتي وصلت أمام البناء الذي تقطن به لاحظت نظراته إليها فحدقت نحوه بنظرة ساخرة ثم ولجت إلي الفناء
هو أنت تنسي أحلام وتتعلقلي بالبت سماح بنت مليجي!
ألتفت إلي والدته يخبرها
هو أنتي شوفتيني جريت وراها و لا قولتلها بحبك
أمسكت كوب من المعدن و تقوم بسكب الماء منه ثم تنثره فوق ربطات الجرجير والبقدونس حتي تظل طازجة
أومال كل ما بتشوفها بتنح ليه
تهرب من الحديث مع والدته وولج خلف عجلة المقود دون أن يتفوه بحرف
رايح فين يا ولاه
رايح أشوف أكل عيشي
و أنطلق بالمركبة عقبت والدته بوعيد
بتتهرب مني! ماشي يا عاطف
و لدي سماح ذات القد الذي سحر عيون الرجال فهي تتعمد ارتداء عباءة تجسد منحنيات جسدها و تظهر جزء من خصلات شعرها الملونة من أسفل الحجاب تطلق الغرة تنسدل علي جانب وجهها المليء بمساحيق التجميل.
جلست داخل غرفتها علي طرف السرير تخلع حجابها
و تزفر بضيق أتاها صوت والدها بالخارج
بت يا سماح أنتي جيتي
ردت بصوت جهوري
أيوة يابا لسه راجعة من السوق
طيب أنا نازل هاروح القهوة أتفرج علي الماتش