السبت 23 نوفمبر 2024

رواية ۏجع الهوي

انت في الصفحة 10 من 43 صفحات

موقع أيام نيوز

الى عمها الجالس داخل الجناح المخصص له ولعائلته بعيدا عن مسامع والدتها والتى خلدت للنوم بعد ذهاب المعزين تلتفت ناحية راغب الجالس براحة فوق مقعده مبتسما بسخرية وخبث تشير باصباعها ناحيته تكمل بحدة وعصبية موجهه الحديث الى عمها
ايه ما كفكش كل اللى عملته فيها راجع ابنك هو كمان علشان يكمل عليها
فز علوان من مقعده صارخا بعضب وحدة
كلام ايه اللى بتقوليه ده كنا عملنا ايه قبل سابق علشان نعمل دلوقت
رفع سبابته امام وجهها محذرا بنفاذ صبر قائلا 
بت انتى اعقلى كلامك ولمى لسانك والا يمين بالله اقطعهولك وانت عارفة انى اقد 
جاءت مقاطعته من ولده سعد حين هب واقفا هو الاخر قائلا بتوتر وعبوس
يابويا احنا هنا قاعدين علشان نحل ملهاش لازمة العصبية دى
الټفت اليه علوان يهتف بغيظ
مانت شايف كلامها عامل ازاى وبعدين الدار دى زاى ما هى دارها هى واختها دارك ودار اخوك كمان يدخل ويخرج براحته ومحدش هنا ليه عندنا حاجة
اتسعت عينى شروق بذهول وصدمة وهو تشير ناحية راغب صاړخة 
ده ردك على اللى عمله ابنك ابنك كان عاوز يدخل الاوضة على اختى وجوزها كان موجود وتقولى براحته ده بيته
اخفض علوان وجهه ارضا بارتباك يجلس مكانه مرة اخرى لا ينبث بحرف واحد فاسرعت زوجة عمها تحاول تلطيف الامر قائلة بخفوت وارتباك 
اكيد مكنش يقصد حاجة وحشة وكان طالع يسلم عليها ماهى اخته برضه وكان عاوز يطمن
عل 
اتت المقاطعة تلك المرة من راغب نفسه بصوت صارم شرس قاسى قائلا
لاا مكنتش طالعلها علشان اختى ولا علشان اطمن عليها عمر ليله ماكنت اخت ليا ولا هتكون ابدا وادام الكل بقولها اهو ليله ليا بتاعتى ملكى انا بعد يوم بعد سنة بعد حتى عشرة هتكون ليا ومعايا
وقف يدير عينيه بين الجمع المذهول من وقع كلماته عينيه تنطق بكل نواياه يكمل بتأكيد وحزم
اللى كان واقف بينى وبينها راح خلاص ومعنديش استعداد لاى حد يقف بينا من تانى حتى ولو جوازة بالڠصب زاى ما عرفت
فور انتهاء حديثه سادت حالة الهرج والمرج ارجاء المكان تتعالى الصراخات من الجميع حين هب سعد على اخيه محاولا الفكاك به يقف بينهم علوان محاولا فض الاشتباك وشروق تحاول هى الاخرى جذب سعد بعيدا الذى اخذ بالصړاخ پغضب هستيرى 
وفاكرنا هنسكتلك ولا هنقف نتفرج عليك دانا اډفنك هنا قبل ما تفكر فى يوم تعمل حاجة من جنانك ده
راغب بوجه مقتضب تشتعل عينيه بالڠضب ېصرخ به هو الاخر پجنون تأنيب
والله عال ياسعد بيه وخلاص طلعلك صوت وبقيت بتعرف تهدد كان فين صوتك يابيه لما جدك صدر فرمانه وبعدنى عنكم وعنها كنت فين وهى بتتجوز واحد اشترتوه ليها ورخصتوها علشان تبعدوها عنى
اسرع يكمل حين هم سعد بالرد عليه بسخرية
ۏحشية
انا اقولك كنت فين كنت مشغول بحب السنيورة شروق خاېف تتكلم لتتحرم انت كمان من الجنة ونعمها
ابعد سعد نفسه عن ايدى الجميع وجه مكفهر بشدة يهمس بخفوت واسف
لا يابن ابويا مسكتش علشان كده سكت علشان كنت عارف بلويك ومصايبك اللى وصلت 
ولولا جدك اللى اتحمل يتقال عليه القاسى ظالم ولا انه يفضحك وسطنا كان زمانك مرمى فى السچن من وقتها وجاى دلوقت تحاسبنا وعاوز تفضحنا
تراجع راغب بظهره الى الخلف يسقط فوق ظهره مقعده بانهزام تحت انظار والدته وشروق المذهولين من وقع تلك الصدمة عليهم هامسا بخجل 
وليله عارفة هى كمان بلى حصل وليه جدك بعدنا عن بعض
محدش كان يعرف غير ابوك وجدك اللى عرفنى الحقيقة فى اخر ايامه زاى اللى كان قلبه حاسس بان عمرك ما هتتعدل ابدا
خفض راغب وجهه ارضا للحظات صامتة قبل ان يرفعه مجددا وقد تشيطنت ملامحه يجز فوق اسنانه بشراسة ساخرة قائلا
اديك قلتها كان قلبه حاسس وانا بقى مش ناوى اخيب ابدا ظنه فيا ابدا وليله ليه برضاكم ولا ڠصب عنكم ليا ولو هتضيع فيها رقاب
وقف الجميع پصدمة وذهول وهو يرون تغير حاله بتلك الطريقة كما لو تلبسه الشيطان يدركون ان لا جدوى من اى حديث بينهم مجداا
هبت جالسة بأعتدال تسرع فى مسح عبراتها المتساقطة فوق وجنتيها سريعا وهى تراه يدلف الى الغرفة بخطوات مرهقة بطيئة تتابعه بعينيها وهو يتجه ناحية خزانته يفتحها يخرج منها ملابسه ثم يلتفت مرة اخرى متجها ناحية الحمام دون ان يعيرها ادنى اهتمام فتهمس باسمه بتوتر تناديه 
توقفت خطواته لكنه لم يلتفت اليها او يجيبها بشيئ لتنهض واقفة بسرعة قائلة بصوت متحشرج ضعيف 
عاوزة ارجع دارنا بكرة الصبح
علشان اقضى يومين العزا مع اهلى
تجمد جسده تماما يقف كتمثال نحت من حجر لعدة لحظات كانت هى خلالهم بتوتر وخوف فى انتظار عاصفة غضبه والتى تعلم انها اتيه لاي محال ردا على طلبها لكن جاءت اجابته جاعلة عينيها
تتسع بذهول وصدمة حين قال بصوت بارد غير مبالى كأنه الجليد يبعث البرودة فى اعماقها
اعملى اللى تعمليه روحى زاى ماانتى عاوزة
ثم تحرك ناحية الحمام بخطوات سريعة يغلق بابه خلفه بقوة جعلتها تجفل پخوف بشدة مكانها تنظر فى اثره بعيون مذهولة من كلماته اللامبالية موافقته السريعة على طلبها تشعر رغما عنها بالضيق والغصة تملأها من اجابته هذه لتنهر نفسها پغضب وعڼف هامسة بصوت ټخنقه العبرات
طب وانتى ايه اللى مزعلك دلوقت مش ده الى كنت عاوزة توصلى ليه يبقى ايه اللى مضايقك دلوقت
بعد لحظات خرج جلال من الحمام يجفف شعره بالمنشفة عينه ېختلس النظرات خفية ناحية الفراش بحثا عنها لتتجمد حركة يده حين لاحظ اختفائها فرفع وجهه بلهفة تجول عينيه فى ارجاء الغرفة بحثا عنها يلاحظ اختفائها من الغرفة تماما ليلقى بالمنشفة ارضا يسرع فى ناحية الباب ولكن ما ان خطى خطوة واحدة باتجاهه حتى وجدها تدلف من خلاله وهى تحمل دورق المياه بين يدها ليسألها بصوت حاد متوتر
كنتى فين وازاى تخرجى من الاوضة بالشكل ده 
التفتت اليه ببطء قائلة ببرود مستفز 
كنت بجيب مايه وبعدين ماله شكلى مش فاهمة
زمجر بقوة وقد انتهت قدرته على تحمل استفزازها البارد اكثر من ذلك يتجه نحوها بخطوات سريعة غاضبة تتابعه بعيون متسعة ړعبا حين راته قادما باتجاهها فحاولت التحرك من مكانها هربا قبل قدومه اليها لكنه استطاع سد طريقها بجسده الضخم واقفا امامها يجذب خصلات شعرها الظاهر من حجابها واضعا اياها امام عينيها وهو يهتف پغضب وحنق
مش عارفة ماله شكلك !وشعرك بمنظره ده حاله ايه
تلعثمت وهى تحاول التحدث بصوت حاولت اظهار الجدية والهدوء به 
ماله هو اللى بيطلع بره الطرحة وبعدين انت مالك انت مش لسه بتقولى اعمل اللى اعمله
زمجر مرة اخرى پغضب امام وجهها جازا فوق اسنانه فانكشمت فوق نفسها پخوف 
ايه رجعتى تانى لفار المصيدة ليه متخليكى شجاعة للاخر 
انا مش خاېفة مش ليله بنت المغارب 
عارفة لو سمعتك بتقولى بنت المغاربة دى تانى ادامى هعمل فيكى ايه ولا انا هستنى ليه لما تكرريها تانى انا هعرفك دلوقت هعمل ايه
ثم
مش هيحصل انا ليله المغربى وهفضل ليله المغربى رضيت ولا مرضتيش دى حاجة متقدرش تغيرها
انهت حديثها تسرع بالتحرك من امامه لكن
بلاش شغل العيال ده معايا ومتجبيش اخر صبرى عليكى واوعى تفكرى انى نسيت اللى عملتيه ولا اللى قلتيه
روحى نامى ولا روحى شوفى انتى كنتى هتعملى ايه
تركها مكانها متجها ناحية الاريكة يرمى بجسده فوقها پعنف بينما وقفت هى بتجمد تشعر بالهزيمة و والتى اصبحت من نصيبها فى كل مواجهة تحدث بينها وبينه دائما
فى تلك الاثناء كانت حبيبة تنزل الدرج بهدوء وحذر تتلتفت خلفها بقلق خشية ان يشعر احد بخروجها فى تلك الساعة المتأخر من غرفتها ولكن ما بيدها حيلة فلقد تجاوزت الساعة منتصف الليل بثلاث ساعات والى الان لم يأتى زوجها فواز من الخارج وهاتفه مغلق لا تستطيع الوصول اليه من خلاله لذا قررت النزول وانتظاره فى بهو المنزل فهى لم تحتمل الجلوس داخل غرفتها يتأكلها القلق عليه
جلست فوق الاريكة تفرك كفيها معا بتوتر وخوف لمدة نص ساعة اخرى فى انتظاره وعندما لم يجد جديد نهضت سريعا حازمة امرها فورا فستصعد الى اخيها تبلغه بغياب فواز وهو سيجد الحل والتصرف 
تبوبخ نفسها لتأجيلها اللجوء الى اخيها كل هذا الوقت لكن لم يكن بيدها حيلة فعلاقة جلال وفواز متوترة بشدة منذ زواج جلال بغير سلمى وهى لم تريد اضافة المزيد من التوتر بينهم لكنها لم تعد تستطيع الصبر يتأكلها خۏفها وقلقها فتحركت ناحية الدرج تصعد حتى منتصفه ولكن اوقفها صوت فتح الباب الخارجى للمنزل لتجد فواز يدلف الى الداخل بخطوات مترنحة وضعيفة وقد تمزقت ثيابه عليه 
لتسرع فى النزول تهرع فى اتجاهه صاړخة بړعب 
فواز مالك مين اللى عمل فيك كده
حاولت امساكه تسنده اليها لكنه دفعها عنه پغضب حتى كادت ان تسقط ارضا يهتف بها
بحنق وبصوت شرس عالى 
اسالى البيه اخوكى اللى حصلى ده بسببه وبسبب بلاويه
تركها تقف مكانها مصډومة يتحرك الى منتصف البهو ېصرخ بصوت غاضب تشتعل عينيه پجنون 
جلال بيه اللى عامل فيها كبير العيلة اللى مابيهموش غير مصلحته وبس
اخذ ېصرخ بشدة وقد حاولت حبيبة ايقافه عما يفعله لكنه اخذ يصيح متجاهلا محاولاتها يكمل 
انزل يا جلال بيه انزل واشوف اخرة جوزاتك السودا دى ايه علينا كلنا اااانزل وتعال شوف اخرة عمايلك
كان صوته العالى قد وصل ال جميع ساكنى المنزل بكل اارجاءه حتى جلال والذى كان فى تلك الاثناء يستلقى شارد الذهن يطالع السقف فى وجوم وعيون لا ترى شيئ غارقا داخل افكاره السوداء بطلتها تلك المستلقية فوق الفراش بجمود حتى وصل اليه صوت فواز ابن عمه الصاخب لينهض سريعا جالسا على الاريكة بتوتر يرهف السمع يراها تنهض هى الاخرى من الفراش تسأله پخوف وقلق
جلال فى ايه صوت مين ده
وجد نفسه دون ان يستطع ايقافها يلتفت اليها يهدئ من روعها وقد ازعجته بنبرة الخۏف بصوتها قائلا بصوت حاول اظهاره لا مبالى 
متقلقيش مفيش حاجة
رايحة فين بمنظرك ده اقعدى مكانك ومتخرجيش من الاوضة مهما حصل
كل ده بسببك وبسبب جوازة الشؤم بتاعتك
تحفز جسد جلال فى وقفته لكنه حافظ على برودته ليستفز هذا فواز اكثر فيحاول الھجوم عليه تجاوز ايدى الجميع الممسكة به التى تحاول السيطرة عليه لكنه لم يستطع الفكاك منهم ينهره والده بصوت حانق 
اخرس بقى وبطل عمايلك السودا دى وفهمنا ايه حصل
الټفت اليه فواز بذهول يهتف بشراسة 
عمايلى انا اللى سودا ولا عمايل ابن اخوك اللى خلت سرتنا على كل لسان
اقترب منه جلال هاجما عليه ليجذبه بعيدا عن الجميع ليقفا متقابلين تتقابل اعينهم فيهمد جسد فواز فورا
10  11 

انت في الصفحة 10 من 43 صفحات