رواية بين غياهب الاقدار (كاملة حتي الفصل الاخير) بقلم نورهان العشري
لصدرها دفعه واحده وقالت بجفاء
بص يا ياسين. انا عشت عمري كله لوحدي أنا الي بسند مبتسندش. انا اللي باخد قراراتي و قرارات الناس الي حواليا و أنا المسئوله عن كل حاجه فمش في يوم وليله عايزنى اغير الي عشته عمري كله.
كانت محقه في حديثها فهو قد بالغ في غضبه منها فتحدث بلهجة أكثر هدوء
عندك حق. انا مقصدتش اضايقك بس في الظروف دي لازم نكون ايد واحده عشان نقدر نواجه الي جاي ..
في حاجه يا ياسين قلقتني
ياسين نافيا
لا مفيش حاجه . متشغليش بالك. المهم في حاجه تانيه أنت مخبياها عني . مش ناقص قنبله من الي اسمه سالم دا في وشي
تاني.
ابتسمت بوهن قبل أن تجيبه
الحقيقه فيه.. سليم عايز يتجوز جنة.
ارتفع حاجييه باستفهام
نعم ! يعني ايه عايز يتجوزها و دا وقته اصلا يقول حاجه
هحكيلك..
في وقت سابق
دخلت إلي غرفة شقيقتها التي كانت غارقه في ثباتها و كأنها لا تريد العودة إلي عالمهم مرة أخرى فتفاجئت بذلك الذي يجلس أمامها بهدوء و يديه تداعب أصابعها الساكنه بينما عينيه بدت و كأنها في حديث خاص مع ملامحها الهادئة فاحتارت لوهله في ما تراه
و أخذت تسترجع لهفته عليها و خوفه الشديد و إنقاذه لها الذي تكرر أكثر من مرة و اخيرا ملازمته لها طوال تلك الفترة و رفضه أن يغادر المشفي بالرغم من أنها كانت ترفض رؤيته كلما أخبرتها بوجوده ولكنه لم ييأس و لم يغادر
تفاجئ بوجودها ولكنه لم يتأثر انما قال بلهجة هادئة
ماحبتش اسبها لوحدها..
صححت حديثه قائله
قصدك مبتعرفش تشوفها وهي صاحيه فبتيجي وهي نايمه صح
فاجئها حين لم بنفي حديثها انما أجاب ببساطه
صح .
لم تجد أمامها مفرا من الحديث بصراحه فقالت مستفهمه
عايز منها ايه ياسليم. مش كفايه كل الي حصلها منكوا..
عايز اتجوزها..
ايه
لفظ الهواء بقوة من رئتيه قبل أن يترك يدها ناصبا عوده وهو يتوجه الي باب الغرفة قائلا بفظاظة
لما تكون قادرة تتكلم عرفيها الي قولتهولك دا
اغتاظت من حديثه فقالت ساخرة
حتي بعد ما عرفت انها ممكن متخلفش تاني.
لم تهتم ملامحه و كذلك نبرته حين أجابها
صاحت تحذره
بس هي اكيد مش هتوافق و انت عارف كدا و انا بصراحه لو مكانها مش هوافق
بدا تصميمه جلي في نظراته و تضمن لهجته التي كانت فظه كثيرا
احتفظي برأيك لنفسك . و بعدين انا معنديش مشكله اقعد العمر كله أقنعها توافق.
عاندته كما اغضبها
بلامبالة أجابها
مش هتفرق المهم في الآخر توافق..
عودة للوقت الحالي
حاولت استفزه كتير عشان اعرف سبب رغبته في الجواز منها بس طبعا مقالش اكتر من كدا..
هكذا تحدثت فرح فأجابها ياسين ببساطة
باين اوي أنه بيحبها. و بالرغم من الي حكتيه بس سليم مش وحش. الموضوع صعب و اي حد في مكانه كان هيبقي دا موقفه..
زفرت بتعب قبل أن تقول باذعان
عندك حق. بس
جنة لا يمكن هتوافق.
سليم بتفكير
هنشوف المهم اعملي حسابك تجهزوا حاجتكوا كلها كام يوم و جنة تروح تعمل الفحوصات و هتطلعوا علي عندنا. انا لولا حالتها مكنتش سمحت بكدا أبدا..
شعرت بحزمه من الوخزات الموترة ټضرب عمودها الفقري حين سمعت كلماته عن المغادرة وقالت بتوتر
تمام .. الي . تشوفه.
ياسين بتهكم
اه مانا شايف ..
فرح باستفهام
شايف ايه
أجابها ساخرا
شايف عنين بتطق شرار وهي بتبص علينا من الشباك الي هناك دا..
أوشكت علي الالتفات فنهرها قائلا
متبصيش. خليه يطق شويه.
كانت تود الصړاخ قائله لا ولكنها تجاهلت ألمها و تقدمت تلتقط محرمه ورقيه من فوق الطاوله تجفف بها دمعه خائڼه تسللت من طرف عينيها قبل أن تقول بجفاء
كويسه.. شكرا . تقدر تنزل
اغضبته كلماتها و الاكثر أنها كانت تعطيه ظهرها تحاول وضع جدار فاصل بينهم لكي لا تتألم أكثر من ذلك.
سمعت صوت الباب يغلق فعلمت بأنه غادر فالتفتت بلهفه فإذا بها تتفاجئ به يقف ممسكا بمقبض الباب وهو يقول بعينين تكاد ټنفجر من شدة الڠضب الذي تسلل إليها جراء تهوره فقالت بجفاء
اتفضل أخرج بره
اجابها بصرامه
عايز اتكلم معاك
جهرت معانده
و أنا مش عايزة اتكلم معاك.
تحدت بفظاظة
يبقي تسمعيني.
كان الفضول بداخلها يأكلها لمعرفة ماذا يريد أو لنقل بأنها كانت ترغب بحديثه ولكنها تأبي الإفصاح عن ذلك لذا هبت أن تصيح معارضه ففاجئها حين قال بخشونة
انا طلبت ايدك من فرح. قالتلك
تسمرت للحظات في مكانها فشقيقتها لم تخبرها شيئا كهذا ولكن تلك فرصتها لتجعله يتذوق نيران أحرقها بها سابقا لذا توجهت إلي المقعد تجلس بهدوء فقد كانت ملامحها جامده تغلفها بقناع من الثلج الذي يتنافى مع تلك النيران التي تحيط بهم و بنبرة جافة أجابته
ايوا قالتلى. و اظن ان اجابتي وصلاك من زمان
كانت عينيه تطالعها بشغف و اشتهاء نابع من احتراقه بالشوق المضني الذي فاقت حرارته النيران المندلعة بالخارج و قال بهمس