الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

رواية بقلم سهام صادق

انت في الصفحة 44 من 62 صفحات

موقع أيام نيوز


رفضت النعمه فضاعت بسببها
دمعت عيناها تشعر به ولكن غالبت دموعها حتى لا تزيد وجعه ولكن هزمتها دموعها فبكت مقهوره على حالها... لقد تمنت ان تحمل طفلا ل ليالي طويله تدعو ان يرزقها الله وهناك من لا يرى النعمه التي بين يديه
تمالك ضعفه يبتعد عنها ليتفاجئ بدموعها التي ټغرق وجهها
شهاب انا مستعده نروح لدكتور واعمل اي عمليه لو انت عايز تخلف مني

هتفت بها بآلم يحرقها... فأصابه ذلك الآلم... يلعن زوجها الأولى عما اوصلها اليه هو يعلم تماما ان قدر لا تعاني من شئ وانجابها لم يكن الا مسأله وقت حينا يشاء الله
مش عايز اسمع منك الكلام ده تاني ياقدر... ولادي هيجوا منك ومن غير عمليات
واردف وعيناه عالقه بعينيها يمسح دموعها بأنامله
ولو اضطرينا اننا نخوض موضوع العمليه ده مش هيكون غير ف اخر المراحل...
واتبع حديثه يغمز بعينه بعبث يليق به
اما دلوقتي فأنا عايزك انتي ياقدر... مش عايز حد يشاركني فيكي
اتسعت ابتسامتها وابحرت في عينيه عشقا تلقي جسدها بين ذراعيه
وقفت جانبه ترى نظرات الرجل المكسوره نحو أرضه لولا الحاجه ما كان باع اخر شئ يملكه... انتهوا من فحص الأرض وتم الاتفاق النهائي على السعر والرجل يقبله بحسرة
اتجه نحو سيارته تتبعه هي
حرام عليك مش شايف انها مصدر رزقه الوحيد
هتفت بها ليتوقف عاصم عن السير يلتف نحوها
انا مضربتهوش على ايده هو اللي جيه يترجاني
دمعت عين ايمان تتذكر نظرات الرجل لارضه فالحاجه للمال تجبره كما اجبرتها الظروف على العمل مع رجل قاسې مثله لا يعرف الرحمه
انت الرحمه منزوعه من قلبك... الراجل الغلبان عمال يقولك لولا الحاجه لولا الحاجه وانت ولا هنا وياريتك حد عادي ميملكش حاجه ده انت اغلب اراضي البلد بتاعتكم
.
كلماتها أصابته ولكن كالعادة عاصم لا يظهر إلا قسوته وتجبره
وانتي بتحقدي علينا بقى ياست البشمهندسه ياام قلب كبير
امتعضت من حديثه
الحمدلله انا عيني مليانه... بس الرحمه مش منزوعه من قلبي
أنتي اتعديتي حدودك... نسيتي نفسك ولا ايه
احتدت نظراتها فكلماته تنغرز بقلبها كالنصل 
منستش نفسي ولا حاجه يا عاصم بيه... انا عارفه كويس انا مين وانت مين
ارتفعت زاويتي شفتيه سخرية يلقي نظراته عليها ببطئ شديد
طب كويس عشان بدأتي تنسى نفسك وانتي بتكلميني
صعد لسيارته ينتظر صعودها ولكن لن تكون ايمان إلا وعاندته... زفر أنفاسه بضيق يترجل من السياره يجذبها من مرفقها بعدما سارت لبضعة خطوات
مش قولت اركبي
دفعت ذراعه عنها حنقا مبتعده
طريقي عارفاه كويس ياعاصم بيه
ابعد عني انت مش طبيعي
قاد سيارته بسرعه چنونيه لتعود اليها ذكريات الحاډث لم تشعر بنفسها الا وهي تمسك ذراعه تلتقط أنفاسها بصعوبه تذرف دموعها وهي تترجاه
أرجوك هدي السرعه
ليستجيب لها ينظر نحوها يرى الآلم مطبوع فوق ملامحها
أوقف سيارته لتضم جسدها المرتجف بذراعيها هاتفه دون وعي
الڼار... الڼار
لم يتحمل عاصم رؤيتها هكذا رغم انه كان يتلذذ دوما بأنكسارها وضعفها ولكن اليوم كانت مشاعر أخرى تقوده... ضمھا اليه يتنفس رائحتها هامسا
اهدي ياايمان... مټخافيش
لم تكن يوما من هواة الروايات الرومانسية فحياتها لم تعطيها تلك الرفاهية ولا الاحلام.. اخبروها دوما انها ابنة راقصه منبوذة الأصل
بطلة الروايه كانت ضعيفه مثلها راضيه بذلك القدر الذي اختاره لها الناس ولكن عندما تفتح قلبها على حب ابن عمها الذي كان كغيره لا يراها الا تلك الفتاه المنطوية ذو الجسد السمين والملابس البشعه ولكنها كانت تحيا في زمن اندثر به الأخلاق فلم تعد الا المظاهر تشبع النفس والعين وما

________________________________________
كان عليها الا لتتغير
اغلقت هاتفها تزفر أنفاسها بعدما قضت ساعات بين صفحات تلك الروايه التي بعثتها لها حنين حتى يرفهوا عن أنفسهم قليلا
نهضت من فواق فراشها تقف أمام المرآة وفي لحظه كانت تحرر شعرها من تلك الضفائر التي تعطيها منظر طفوليا
أنساب شعرها بغزارته وخصلاته المموجة حولها... لتقع عيناها نحو احمر الشفاه تطلي شفتيها به.. ولم يزدها صنيعها الا فتنة.. فتنة جعلتها تنظر لهيئتها بأندهاش تتسأل هل أصبحت امرأة كامله ام مازالت تلك المراهقة
عهد
تجمدت عيناه وهو يفتح باب غرفتها دون أن يطرقها فهو يعلم تماما انها بهذا الوقت تذاكر دروسها
اتسعت عينيها وهي تراه يقف أمامها يرمقها بنظرات فاحصه.. يقترب منها
ايه اللي عملاه في نفسك ده
واجتذب رأسها واخرج منديلا ليزيل عن شفتيها احمر الشفاه
متنهدا بضيق وهو يراها تتملص من قبضته تدفعه بعيدا عنها
عجباكي المسخره ديه.. وانا اللي فاكرك قاعده بتذاكري
ابعد عني.. ملكش دعوه
ماليش دعوه.. لا انتي حالتك بقت عجيبه الفتره ديه.. شكلي دلعتك
اصابتها عبارته في الصميم لتضحك رغما عنها تتمتم پقهر
بتدلعني ولا بتعطف عليا بسبب شعورك بالذنب اتجاه خديجه
عهد
صړخ بها وهو يتذكر شقيقته يدفعها بعيدا عنه
لمي شعرك واعدلي هدومك وعشر دقايق والاقيكي بره في الصاله
ونظر نحو ساعته يزفر أنفاسه
استاذ الفيزيا نص ساعه وجاي ولا المسخره عجباكي
وكان هذا اخر مادار بينهم ذلك اليوم...
 

43  44  45 

انت في الصفحة 44 من 62 صفحات