الوصيه العجيبه
انت في الصفحة 1 من 6 صفحات
الوصية العجيبة
قصة كاملة
شاب متزوج له طفلة صغيرة ويعيش حياة تكاد تكون هادئة لولا تنغيص أم زوجته عليه إسمه زيدون فبعد ۏفاة زوجها وانتقالها للعيش معهم في بيتهم اصبحت حماته تتدخل في كل صغيرة وكبيرة في حياتهم
وكان زيدون يلتزم جانب الصبر وكظم الغيظ في تعامله معها إحتراما لها ومن أجل خاطر زوجته ولكنه
فبالرغم من طيبة زيدون وعطفه إلا أن شقيقيه كانا على العكس من ذلك تماما
فلقد أظهرا القسۏة والشدة إتجاهه منذ صغره دون سبب يذكر وتآمرا عليه كلاهما وكأنه عدوهما وليس أخيهما
وبالمقابل كان زيدون يدعو لهما دائما بالهداية ورقة القلب
وكان للإخوة الثلاثة عم وحيد فاحش الثراء كان الشقيقان يصلانه باستمرار طمعا في ثروته
أما زيدون فكانت زياراته لتوكيد صلة الرحم وقد استمرت تلك الزيارات حتى بعد مرض العم واشتداده عليه في الوقت الذي انقطعت عيادة الشقيقين له لأنه في آخر أيامه أصبح لا يميز أحدا
وأترك لإبن أخي العزيز على قلبي زيدون المتعلقات التي تركتها في غرفة العليا القديمة هي من حقه وأرجو منه أن يستعملها بحكمة كما فعلت أنا والسلام
بحصولهما على كل شيئ حتى أن زوجة زيدون بكت لخروجه صفر اليدين وانتقدت العم لأجل ذلك فلم يرض زيدون عن قولها
إبتسم زيدون في وجهها وقال لم أفعل ذلك لأجل ماله بل لصلة الرحم قربة الى الله تعالى
ثم من يعلم فقد يكون ماله سببا في تعاستنا والله بحكمته قد أزاحه عن طريقنا لسبب لا يعلمه إلا هو سبحانه فينبغي أن نحمد الله على كل حال وأن لا نعترض على مشيئته
لكنهما لم يعثرا على شيئ باستثناء بضعة قطع من الآثاث القديم المتهالك المغطى بالغبار ونسيج العناكب
فنزلا من الغرفة العليا وهما يسعلان من الغبار وتحسرا على ضياع وقتيهما من أجل لا شيء
وفي نهاية الغرفة وضعت هناك مرآة كبيرة مغطاة بملاية بيضاء
أزاح زيدون الملاية فظهرت المرآة العتيقة ذات الإطار المصنوع من خشب الأبنوس وقد بهتت صورتها بسبب الغبار المتجمع على سطحها الصقيل
كانت المرآة هي القطعة الوحيدة السالمة من الضرر فحملها زيدون ونزل فاستقبله أخواه بالسخرية قائلين نعم هذا هو الشيئ الوحيد الذي تركه لك عمك لتنظر فيها طوال الوقت إلى أفشل فاشل وهو أنت هههههه
أوصل زيدون المرآة الى داره فتلقته حماته بالتقريع والكلام المسمۏم وهي تخبره أنه رجل لا خير فيه ولا نفع ولا جدوى إلى درجة أن عمه إستخسر فيه حتى العظام التي يرميها لكلابه وترك له فقط نفايات منزله ...
فتجاوزها زيدون دون ان يرد عليها ووضع المرآة في غرفة معزولة في داره نظر زيدون الى المرآة بحزن نظرة طويلة ثم تركها وخرج وهنا
لمع في وسط المرآة وهج غريب
لم ينتبه