الأربعاء 27 نوفمبر 2024

رواية انصاف القدر

انت في الصفحة 47 من 59 صفحات

موقع أيام نيوز


عقله عقله للان مازال بداخل مطبخ بيت الخطيب 
ينظر ويبتسم وربما يتفاعل مع حديث مليكه لكن جزء كبير به غير حاضر غائب
انهى محمد مكالمته يأخذ نفس عميق ووقف خلف عامر يقول الحمد لله لاقينا حل مؤقت 
عامر وهو مازال ينظر ناحيتها ايه هو
محمد سيف هيقنعه يأجل كام يوم تكون الانتخابات حمية وسخنت عشان يأثر علينا بجد لكن لو عمل كده من دلوقتي الناس ممكن تنسى او احنا نعرف نلم الموضوع لكن هما يومين بس ياعامر يعنى على آخر الأسبوع لازم نكون كتبنا الكتاب خلينا نفكر بقا هنعمل ايه مع عدى المناويشى 

لم يهتم بحديثه انما تحرك پغضب لن يتركها تجلس لجواره هكذا 
خرج لهم ووقف أمامهم پغضب انتشلها من جوار غريمه واوقفها بجانبه يقول أظن كفاية كده اطلعى اوضتك 
وقف عدى يدرك حجم تلك الاهانه ايه الى بتعمله ده ياعامر 
وقف يحاول لملمت الأمر بدبلوماسيه عدى ضيفه وببيته فقال عايزك فى موضوع مهم في المكتب اطلعى انتى يا حبيبتي اوضتك 
قال الاخيره يتكئ على كل حرف وعدى ينظر له بتمعن 
ذهبت لغرفتها تدب الأرض پغضب وهو اخذ عدى يبعده عنها يلهيه بأى حديث 
اما محمد فقد ذهب الى شغفه موطن المرح الوحيد الذي اصبح بحياته المطبخ توتا 
وجدها تجلى بغض الأوانى النظيفة بالفعل پغضب ثم تغسلها بالماء وتعاود جليها من جديد 
محمد ايه يا بنتى الحلة بتستغيث خلاص نضفت 
توقفت يديها نظرت إليه نظرة تحمل الكثير هههمم انتهى يومه وجاء كى يمرح قليلا مع فقرة الساحر التى جلبها على بيته 
لكن الأمر
اصبح فوق طاقتها حقا نظرت له بصمت ولم تجيب الجميع يأتى إليها يضع حزنه وياخذ طاقه ومرح وهى لاشئ لديها اليوم لتعطيه لاحد هى كتلة كبيره من الشحنات السلبيه 
استغرب كثيرا رد فعلها الصامت هذا أين توتا بروحها المرحة ولسانها السليط 
محمد ايه ده تتحسدى مش هتطولى لسانك عليا وتردى الكلمه بعشره
توتا لا لاسمح الله وهى العين تعلى عن الحاجب بردوا يامحمد بيه 
رفع حاجبه مندهش وردد ده من امتى العقل ده 
نظرت امامها تعاود جلى الأوانى من دلوقتي كنت جاى عايز حاجة 
محمد بتعثر ااا للا ااه ااا عايز ساندويتش 
ألقت مابيدها پعنف وقالت العيش قدامك اهو طلع واعمل انا رايحه انام واه اعمل حسابك انى أخرى معاكوا الاسبوع ده وهمشى من هنا انا مش خدامه لا انا ولا اختى 
صدم بل صعق ولجم لسانه لكن تحدث قائلا إيه تمشى ازاى يعنى
توتا هو ايه اللي ازاى ياخويا همشى يعنى اذهب ماخدتوهاش فى المدرسة
محمد وتمشى ليه اصلا 
توتا احنا اه ڼصابين بس مش خدامين 
محمد بسخرية لا انعم وأكرم تصدقى طلع الڼصب أشرف من الشغل 
توتا بقولك ايه مش ناقصه انت ماعيشتش ظروفنا عشان تحكم علينا ولا انا جايه اعيطلك واحكيكلك مأساتى انا واختى اول حاجة عشان انا ماليش في جو الصعبانيات ده والحاجة الأهم انك مش بتحس عشان تفهمه واوعى بقا من خلقتى على المسا 
همت تغادر پغضب فاوقفها قائلا انا ممكن أبلغ عنك الصبح وودى صورك النيابة 
نظرت له باستفزاز طظظظظ اعمل الى تعمله 
تركته مزهول وغادرت الى هنا ويكفى نفذت كل طاقتها 
جلست كارما فى غرفتها تتذكر مافعلته هى ومليكه بنادر كى تثير غيرته كرد منها على تلك الرسالة التى جاءت إليه على هاتفه وقرأتها بالصدفه 
فتاه اجنبيه تتغزل به وهو يلعن الحظ بعثت له فتاه معجبه به رسالة فى نفس الوقت الذى تقم به كارما بالتقاط الصور لهم معا
ارادت رد الضړبة له وخطتت مع مليكه بأن تستعين بمازن المسكين لإثارة غيرته وقد فعلها مازن بجداره واستحقاق 
وها هى الان تفكر كيف تقم بمصالحته 
انتفضت پخوف وهى تشعر باهتزاز هاتفها 
رفعت الهاتف على اذنها وكان الحديث جمله واحدة غاضبة مختصره انا جاى انا وامى وابويا وهديل بكره عشان اخطبك ويبقى ليا عين ألمك يامتربيه 
ثم اغلق الهاتف بوجهها وهى فقط متسعة
العين والفم
مرت ايام على الجميع
تمت فيها خطبت كارما على نادر بترحيب كبير من كلا العائلتين أيضا بقى ايام على زفاف كارم ونهى 
محمد يحاول التمهيد لعدى بشأن مليكه 
وعامر فى اقصى درجات العڈاب والغيرة وهو يراها يوميا مع شخص آخر كان يعلم بأنها تتعذب وهو خاطب لهديل لكن العلم وحده ليس بكافى تجربة الشعور مؤلمة كثيرا وهو الآن ېحترق 
عند قاسم مهران
جلس امام صديقه يقول مش هتقولى مالك بقا 
عادل حبييييت 
قاسم انت ماصدقش 
عادل ليه يعنى مش بنى ادم 
قاسم لا ياسيدي بنى آدم بس قولى هى مين
حمحم عادل قليلا وتحدث بتلعثم هديل بنت خالة عامر الخطيب
صدم قاسم قائلا لأ وانت الصادق قصدك خطيبته 
عادل ايوه بس هى مش بتحبه 
قاسم وانت عرفت منين مش يمكن بيحبها هو فى حد دلوقتي بيخطب ڠصب عنه 
عادل مش ڠصب بس هو شايفها مناسبه مش اكتر هى عارفة كده ومش بتحبه انا حاسس انها بتحبنى بردو بس مستنيه منى انا خطوه جريئه 
قاسم عادل انت اټجننت انا مش عايز مشاكل مع عامر الخطيب وبعدين البنت دى أكبر منك بكتير 
عادل وايه المشكلة مانت أكبر من جودى بكتير 
قاسم ايوه بس انا الراجل وطبيعى وعادى وبتحصل لكن ان الست تبقى أكبر من الراجل لأ 
عادل لأ فى والمهم انى ابقى انا الى مسيطر على العلاقه 
نظر له قاسم بيأس وصمت لا يدرى ماذا يقول امام إصرار صديقه
فى مكان آخر
بتلك الحاره الشعبية وعقب صلاه العصر
جلس الجميع بحضرة رجب سيد خالد شكرى توفيق الشيخ منتصر بعض رجال المنطقه 
بما يعرف بمجلس رجال أصوات عاليه متداخلة اټهامات بالتحايل وان رجب خدع الجميع 
الكل يتحدث ضجه عاليه إلى أن تحدث احد الرجال يبدو أنه الأكبر سنا وقال وحدوا الله ايه هتضربوا بعض قدامى ولا ايه 
شكرى مانت سامع ياحاج بنفسك المعلم لعب على الكل واكلنا البالوظه 
رجب الزم حدك ياحاج شكرى انا ماعملتش حاجه عيب ولا حرام 
تدخل ذلك الرجل بحسم وقال صح انت اتجوزت الست نجلاء على سنة الله ورسوله مش هننكر بس فى حاجة انت مش واخد بالك منها هى اتجوزتك على أساس أنك الحل الوحيد عشان تقدر ترجع لجوزها ابو بنتها مش يمكن هى عايزه ترجع دلوقتي وانت الى ممانع عشان عصمتها فى إيدك!
صمت تاااااام خيم على الجميع وهو كأنه بحلم جميل واستفاق منه للتو لا حل أمامه سيخيرونها 
الان الحل والعقد بيدها هى من تملك حياته القادمه بكلمه بسيطة منها 
يسير الان مع جمع الرجال متجه الى شقته حيث تركها يشعر أنه يسير للخسارة بقدميه المعادله محسوم نتيجتها لصالح غريمه زوجها السابق الباشمهندس المتعلم والد ابنتها 
وهو من هو رجب الأمى جزار الحى لا يوجد وجه مقارنه على الاطلاق 
جسد بلا روح يسير معهم وهو يتذكر كل ماكان بينهم الايام السابقة تدليله لها قربها منه تلك الهدايا التي جلبها الطعام الجاهز ورداته الحمراء التى كان يخبئها لها بجلبابه كل شئ فعله سيظل معه ليعينه على فراقها 
فتح الباب ودلفا جميعا وهاهى المواجهة
توفيق يرفع رأسه بانتصار وهى تقف لا تعلم ماذا تفعل تستمع لحديث اخيها المبطن احنا جنالك عشان تختارى زى ما المجلس حكم ولو ان الاجابه معروفة بس عشان يبقى عدانا العيب توفيق الباشمهندس توفيق ابو بنتك جاى عايز يرجعك 
لو كان الأمر بيده لترك دمعته تخرج من عينه لكنه لا يستطيع احكم جفنيه عليها يمنعها من الخروج 
فتح عينيه مجددا ينتظر حكم الإعدام ووجه الجميع منتظره شئ واحد 
شاهدها وهى لم تعترض موافقة حسره كبيره ألقت على قلبه وهو يتذكر ما كان يفعله لأجلها وهى ببساطة عند أول مواجهه تركته ترك أمره لله ماذا سيفعل هو 
لكن تسارعت دقات قلبه وتعالت أنفاسه وهو يراها تحركت 
سقط فم الجميع أرضا مذهولين وهو توقف به الزمن يشعر بها تتحرك تقف خلف ظهره 
حركة واحدة تعنى الكثير تشعره انه ملك مقاليد العالم كله 
الفصل التاسع والعشرين
ذهول وصدمه الجمت الجميع خطوة غير متوقعه على الاطلاق 
هو نفسه لم يتوقع او يتخيل أن يحدث
هذا ابدا 
كأنه إنصاف من السماء وسقط عليه كأنه حقا إنصاف القدر 
منذ ثانيه واحده كان الډم يغلى بعقله ولكن اطرافه بارده من شدة الخۏف من صعوبة الموقف عليه يتوقع ټحطم قلبه بل تمزيقه 
خصوصا وهو يواجه توفيق والذى يرفع رأسه وأنفه بشموخ يعلم أن النتيجة هى شئ واحد 
لكن انقلب كل شئ للنقيض فجأه وهو يجدها تتحرك ببطئ وحرج اغمض عينيه پألم لا يريد رؤيتها وهى تذهب مع غيره ولكن
لكنها وقفت خلف ظهره 
تصرف لا يحتاج الى كلمات بل لو قيلت اى كلمه لأفسدت جمال اللحظه 
تختاره هو بل وتحتمى به تتخفى بجسده عن الجميع 
ادمعت عينه رغما عنه وهل يوجد اروع من فعلتها تلك 
استدار ينظر لها للأن باعين مبهوره مزهول غير مصدق ربما يخشى أن يصدق 
وجدها تنظر له نظرة واحدة ثم تخفض عينيها أرضا 
نظرة واحدة كانت نظره
واحدة فقط
كأنها تعطيه توكيل بكل امورها وأيضا الوصاية عليها 
مازال لا يصدق والله الأمر كبير على قلبه لم يتخيل يوما ان تختاره هو لو وضع في مقارنة مع توفيق بكل الميزات التى يتمتع بها دونا عنه 
بينما بقية الحضور يقفون بريبة من ما حدث والذى لا يدل الا على نتيجة واحدة 
شحب وجه توفيق كان يقف بانتظار نتيجة واحدة فقط لا يخطر على باله ولو على سبيل العبث ان ترفضه نجلاء نجلاء التى طالما خطبت وده طوال سنواته معها 
ماذا فعل لها ذلك الجزار بالتأكيد جنت
كان الكل مصډوم ولكن تحدث اكبرهم سنا كده الجواب باين من عنوانه احنا عملنا الى حكم بيه مجلس الرجاله وخيرنا الست نجلاء وهى اختارت 
كان رجب يرفع رأسه بشموخ عن استحقاق وجداره صدره منفوخ بعظمه يحق له 
صړخ توفيق اختارت ايه وهبل ايه مافيش الكلام ده 
نظر ناحيتها ېصرخ فيها پغضب أنتى اكيد مش فى وعيك 
وهى تقف خلف رجب مدت يدها تمسك يده تستعين وتقوى به 
اغمض عينيه باستمتاع يبتسم كم لامست حركتها تلك قلبه 
تحدث بقوه الكلام هنا يبقى معايا انا 
توفيق انا ماليش كلام معاك انت مالك انت 
رجب ايه مابتعرفش تتكلم مع رجاله كلامك كله مع الحريم ولا ايه 
توفيق مالكش فيه 
رجب ده لما تكون بتكلم اى حد لكن انت دلوقتي واقف بتكلم حريم بيتى يبقى تتعدل وكلامك يبقى مع راجلها 
جن جنون الآخر وقال راجل مين يا جزار البهايم انت انت صدقت نفسك 
تحولت معالم رجب بلحظة الى الى وجه شيطاني غاضب يقول ايوة صدقت نفسى وانت والى معاك شفتوا بنفسكوا وعشره البهايم أحسن مية مره من عشره البنى آدمين الى زيك 
خرج توفيق عن السيطرة وتقدم كى ينقض على رجب لكن تدخل كبيرهم پغضب جرى ايه مش عاملين احترام لحد ولا ايه 
توفيق انت مش شايف ياحج هو بيقول ايه 
الرجل عداه العيب يا توفيق 
توفيق بزهول ايه! انت الى بتقول كده
 

46  47  48 

انت في الصفحة 47 من 59 صفحات