الجمعة 22 نوفمبر 2024

رواية المــافيـــا والحب (الفصل الرابع والعشرون) منال سالم

انت في الصفحة 5 من 5 صفحات

موقع أيام نيوز


بارتعاب فيخبرني ألا أخاف فانكمش على نفسي خيفة منه لاحظ مدى رهبتي منه لهذا كان لا ينهرني لشعوري المبرر ناحيته وفي أحيان أخرى أكون بمفردي أتصبب عرقا.
في المرة الأخيرة عندما أفقت من معايشة كابوسي المفزع لم أكن وحيدة وجدت امرأة غريبة إلى جواري تمكث معي في غرفة نومي دون أن أكون واعية لحضورها. نظرت إليها باسترابة مستنكرة وسألتها بأنفاس غير منتظمة
من أنت
أجابت ببسمة مهذبة وهي تخفض رأسها
أنا الخادمة الجديدة سيدتي.
وقبل أن أباشر بالانتقال للسؤال التالي كانت الأسبق في إضافة ردا مشبعا لحيرتي
لقد أرسلني السيد فيجو لأكون إلى جوارك وفي خدمتك طوال الوقت.

مع وصول أونصة الذهب إلى مستويات قياسية تجاوزت 2500 دولار، يجد المواطن المصري نفسه مضطراً لموازنة استثماراته بين الذهب واحتياجاته الأخرى، خاصة مع ارتفاع أسعار السيارات مثل تويوتا، هيونداي، وبي إم دبليو، مما يزيد من التحديات المالية التي يواجهها.
تحكمه الزائد في حريتي خاصة خلال غيابه طوال هذه الأيام العصيبة أزعجني بشكل كبير فأفرغت شحنتي العصبية في الخادمة وصحت بها
لا أريد أحدا بداخل غرفة نومي اذهبي من هنا.
ثم رحت أتحسس بيدي كتفي بعد أن نزعت الجبيرة عنه للغرابة أصرت الخادمة على البقاء رغما عني فقالت
ولكنه أمرني بهذا لا أقدر على عصيانه خاصة حينما لا تكونين على ما يرام.
احتدت نظراتي ناحيتها ورأيتها تبسط يدها تجاهي بعد أن التقطت شيئا من على الكومود لتأمرني رغم الأدب الظاهر في صوتها
من فضلك تناولي هذا.
ضاقت عيناي بشكل واضح وسألتها في تجهم
ما هذا
أجابت بنفس الوجه الجليدي
تتأثر أسعار السيارات من شركات مثل مرسيدس بتقلبات أسعار الذهب وسعر صرف الدولار، مما يؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج والاستيراد.
إنه الدواء الذي وصفه الطبيب لحالتك سيفيدك كثيرا ويهدئ من روعك.
نفضت يدها محتجة لأطيح بالقرص الدوائي الموضوع في الطبق الصغير في الهواء
لا أريد.
ثم أمرتها في حدة وأنا أشير بسبابتي
هيا اذهبي أريد البقاء بمفردي.
انحنت لتلتقط القرص بعد أن حددت موضعه ثم استقامت واقفة وخاطبتني في لهجة متأدبة
أعتذر منك لكنها الأوامر سأظل باقية هنا إلى أن يعود السيد فيجو
عندئذ قمت من رقدتي وأزحت الغطاء عني لأقف في مواجهتها دفعتها بقوة في جانب كتفها وصړخت في حدة
ماذا أتحاولين إغضابي اغربي عن وجهي.
لدهشتي تمسكت بجمودها وأخبرتني بهدوء شديد كأنها تمثال مصنوع من الحجر
سيدتي افعلي بي ما تشائين أنا لن أبرح مكاني.
استخدمت كلتا قبضتي رغم وخزات الألم المتفرقة المنتشرة في كتفي المصاپ لأزيح الخادمة من طريقي وأنا أهينها
أيتها اللعېنة السمجة هيا اذهبي!
كدت أنجح في إبعادها بالرغم من حدة الآلام التي تعصف بي لولا أن ولج فيجو إلى الغرفة فتوقفت عما أفعل وأنا ألهث. نظر إلي متعجبا وتساءل
لماذا صوتك مرتفعا حلوتي
تدليلي في هذا الوقت السخيف كان متناقضا في غير محله ناهيك عن كونه لا يليق مع شخص معروف بإجرامه حولت ڠضبي تجاهه وهدرت في غيظ
هل هذه مزحة سخيفة منك
وجدته يتجاهلني ليأمر الخادمة ببرود صارم
يؤدي ارتباط أسعار الذهب وسعر صرف الدولار بتكاليف المواد الخام والاستيراد إلى تأثير مباشر على أسعار السيارات في الأسواق.
اذهبي.
قالت من فورها وهي تخفض رأسها توقيرا له
سمعا وطاعة سيدي.
بمجرد أن ذهبت بعيدا واصلت صړاخي اللائم به
أتضع مراقبة علي في غرفة نومي وفي فراشي أجننت
تحرك في اتجاه غرفة تبديل الثياب نازعا عنه سترته وقال
اهدئي الأمر لا يستحق كل هذه الثورة إنها هنا لمساعدتك.
تبعته مصرة على احتجاجي
لا أريد أي مساعدة أنا لم أصل بعد للجنون لتعين من يراقبني بهذا الشكل الخانق.
استدار ليطالعني عن قرب وقال بنفس النبرة الهادئة المغيظة
عزيزتي أعصابك مرهقة و...
قاطعته في انفعال وأنا أكور قبضتي لأضربه في صدره
نعم أنا متعبة مما تفعله من القټل وتعذيب الأبرياء.
تأوهت من الألم لكوني استخدمت الكتف المصاپ فوضعت يدي على موضع الۏجع فسألني مهتما
هل أنت بخير
شعرت بيده تلمس ذراعي وصوته قريبا من أذني يسألني
ألم أقل لك أن تنتبهي أكثر
انتفضت من لمسته قائلة في نفور
ابتعد.
انقلبت ملامحه لردة فعلي فقلت وأنا أتراجع مبتعدة عنه
سأذهب للخارج.
استوقفني بالإمساك
بي من ذراعي الآخر قائلا
انتظري.
أزحت
قبضته عني مرددة في حدة
لا تلمسني.
قائلا في لهجة آمرة
متحكمة
اسمعيني جيدا...
ارتجفت وأنا أسيرته حاولت الفكاك منه لكني عجزت أمام قوته الطاغية بدا مستمتعا بمقاومتي الواهنة فأكمل 
أنا لا أتساهل مع أحدهم كائنا من كان ولهذا لا تعاندي أو تختبري صبري كثيرا مهمتك هنا هي طاعتي في أي شيء أطلبه سواء أعجبك أم لا.
حل بحلقي جفاف عجيب وزادت الرجفات الغريبة التي راحت تجتاحني كموجات متلاحقة خاصة حين قال كأنما يمهد لشيء علم جيدا درايتي به
كما أني...
شعرت بأنفاسه تلاطم بشرتي وتلهبها مع صوته الهامس
لست ماهرا في التدليل ولا أطيقه وما أرغب فيه أملكه.
أغمضت عيني بقوة وهو لا يزال يتكلم في نفس الرنة الخاڤتة
مثلك أنت.
همست في ضعف وأنا بالكاد أجاهد لصد اجتياحه الجارف
دعني.
وهو يخبرني بما لا يدع مجالا للشك أنه لا سبيل للعودة مطلقا عما انتوى فعله
ربما الوقت قد حان لتعويض ما فاتني.
تركته يفعل بي ما يريد فظفر بما ابتغى ونال مآربه مني لكن دموعي الحاړقة التي ذرفتها في صمت أفسدت عليه فرحة انتصاره الواهي. قام فيجو من السرير على مهل فسحبت الغطاء على جسدي لأغطيه قبل أن اتقلب وأنام على جانبي شعرت بخطوات أقدامه تقترب من ناحيتي رفعت بصري للأعلى قليلا فوجده يضع شيئا على الكومود الملاصق لفراشي وهو يأمرني
لا تنسي تناول هذا الدواء.
فرض أمره الصارم ولم ينبس بكلمة زائدة واستدار متجها نحو الحمام حينها أحسست بداخلي بحړقة حانقة فقد سئمت من تسلطه السافر معي مؤخرا وسعيه الدؤوب لتقييدي بشتى الطرق وكأني نكرة مسخرة لأجل أهوائه الشھوانية فقط يأمرني فأطيعه يطلبني متى شاء فاستجيب لندائه.
اعتدلت من نومتي لأجمع بيدي ما كان موجودا من أقراص دوائية مختلفة دون أن اتفقدها ثم نهضت من الفراش لأهرع بعدها تجاه الحمام حيث سبقني إلى هناك قذفت ما بيدي في ڠضب شبه متصاعد في ظهره وأنا أهدر من خلفه
اذهب أنت وأدويتك للچحيم.
الټفت ليواجهني بنظرة ڼارية متحفزة فرفعت سبابتي أهدده ببسالة غريبة وكأن ما افتقده خلال مرضي قد استعدته أخيرا
لن تجبرني على شيء.
تقلصت عضلات وجهه في انزعاج بائن وسألني كما لو كان يحذرني بصورة متوارية
كيف تجرؤين على عصياني
تغاضيت عن إنذاره المبطن وتابعت بغير احتراز
من الأفضل لك ألا تبقى معي
رأيته يطالعني بنظرة متحفزة فواصلت بنزق كأني أهينه
تقدم ناحيتي ببطء وهو يرمقني بهذه النظرة النافذة تلك التي تجعل أسفل ظهري يرتعد وفرائصي ترتجف استطرد يكلمني في هدوء يسبق العاصفة
أرى أنك عدت إلى شجاعتك القديمة.
قلت هازئة منه وعلى زاوية فمي ابتسامة سخيفة
الفضل يعود لك أنت تخرج أسوأ ما في الفرد.
حاولت دفعه وأنا أقول بيأس
ماذا تفعل اتركني.
يتبع الفصل التالي

انت في الصفحة 5 من 5 صفحات