الأربعاء 27 نوفمبر 2024

رواية بين الحقيقة والسراب بقلم فاطيما يوسف (كاملة)

انت في الصفحة 25 من 70 صفحات

موقع أيام نيوز


بالحكمة والهوان هبيعك زي مابتتباع الجواري وأقبض تمنك ملايين أوزعها علي الغلابة ياست الشريفة .
ثم ذهبت إلي مديرة الدار مرددة إليها بخبث وهي تلقي علي مسامعها الشړ كما وساوس الشيطان بالمثل وهي تدعي التأثر والفجأة لما حدث
إيه إللي حصل ده يامدام 
أنا بجد مش مصدقه نفسي إن مريم دي تعمل كدة وهي عاملة نفسها زي القطة المغمضة 

وإللي شفناه في الفيديو ولا كأنها من بنات الليل دي طلعت مؤسسة .
كانت الأخري تجوب المكان ذهابا وإيابا وهي تضغط بكفوف يديها علي بعضهم پغضب وتحدثت باستغراب مغلف بالوعيد
أنا مش مصدقة والله العظيم ان مريم دي تعمل كده دي كانت زي القطة المغمضه بالظبط انا مش عارفه ايه اللي وصلها للحاله دي 
وتابعت حديثها بوعيد 
بس مبقاش اعتماد ولا أستحق وجودي في المكان ده لا هجيبها وهبعتها على الأحداث وهخليهم يوروها النجوم في عز الضهر هناك وهي كده اللي ډمرت نفسها بنفسها وخسړت مستقبلها .
انخلع قلب الاخري ما إن ذكرت الأحداث والتي ان وصلت الى غريمتها لم تعرف ټنتقم منها ولا ان تستفيد منها بشيء سوى تعذيبها هناك في تلك الاحداث 
ولكنها عازمه امرها على ان ټشوهها كليا ولن تسمح للأحداث ان تصل اليها قبل ان تصل يديها هي اليها 
واخرجت من حقيبتها دفتر الأموال الخاص بها وسطرت مبلغا داخل تلك الورقة واعطته لتلك المديرة وهي تلقي على مسامعها نصحا وتوهمها بأنها خطأ بل لن تخرج من تلك الدار إلا وهي أقنعتها بما تفكر به 
اولا الشيك ده مني تبرع للدار انت عارفه انا بحب اعمل العمل الخيري ده كل شهر وبعتبره صدقة عن صحتي 
ثانيا عايزه انصحك نصيحة من واحده الدنيا علمتها كويس قوي 
اوعاكي تطلبي الاحداثيات لمريم وتسوأي سمعه الدار وتبقي بين المديرات صاحباتك التانيين اقل منهم في ڤضيحه زي دي هتسببيها للدار .
انخلع قلب تلك المديرة من الذي القته تلك الماكرة على مسامعها فهي من اهم اولوياتها منظرها العام والتي لم ولن تسمح ان ينهار وخاصه بين صديقاتها والتي دائما ما تتعالى عليهم بانها ذات الخبرة والعقل السليم الاول بينهم 
مما كان يشجعها اخذ الدار شهادة الجوده من الدرجة الاولى عن تلك الدور الأخرى كل عام
وتساءلت لتلك المي بتشوش 
طيب أعمل إيه كله إلا إن شهادة الجودة تضيع مني 
أو سمعة الدار تتلوث دبريني إنتي زي أختي برده 
ما إن استمعت تلك الشمطاء إلي كلمات تلك العجوز الرقطاء وهي تنعتها بأختها حتي رددت في عقلها باستنكار 
زي أختك يابومة ياللي عزرائيل مش واخد باله منك ياللي بينك وبين القپر زحفة نملة 
اسفوخس

علي ده زمن اللي موقفني معاكي 
ثم استفاقت من حديث عقلها علي كلمات تلك المديرة وهي تعيد السؤال علي مسامعها مرة أخري
هاتفة بتضليل
شوفي إنتي تكذبي إن إللي في الفيديو دي مريم وهعمل معاكي خدمة معتبرة بس سر مابيني وما بينك هبعتلك مهندس الكترونيات إنما ايه جبااااار هيثبتلك إن الفيديو متفبرك وتقدري تاخدي كلامه في التحقيق إللي هيتم وبالتالي تبرايها من التهمة دي قدام الناس 
وأكملت بتخطيط شياطين وهي تواليها ظهرها وترتسم إبتسامة خبيثة بجانب فمها مرددة بمكر 
وكل الكلام ده مايخرجش من مجلس التحقيق وأديكي خلصتي من عيلة كانت واجعة دماغك ولا تشغلي بالك بيها 
بس ليا خدمة عندك .
نالت تلك الفكرة استحسانها وأعجبت بتلك العقلية التي طرحتها وأجابتها بطاعه
اؤمريني ياميوشة ياسكر إنتي 
ده إنتي عليكي دماغ تتلف في حرير .
سارت خطوات بسيطة ووقفت أمام حوض مزروع بالورد وبدون مراعاة حق النبات وحرمته اقتطفت زهرة لم تكتمل براعمها بقسۏة وهي تشيد إليها
البنت دي لو جت هنا تاني إبعتيلي وسايسيها وهاتيها علي حجرك وابعتيلي وأنا هتصرف في الباقي من غير مايصيبك أي شوشرة نهائي وده وعد مني 
ومقابل كدة ليكي مني هدية معتبرة خارج تبرعات الدار نهائي.
تهلل قلب تلك الشريفة طمعا وأجابتها بموافقة علي طلبها تحت ابتهاج قلبها من تخيلها للهدية 
فركت بيدها الزهرة بكل جبروت بعد أن اشتمت عطرها وكأنها تشبه فعلتها في الزهرة بما تنتويه مع تلك اليتيمة 
انتهي الحوار بينهما وأخذت حقيبتها وخرجت بهزيمة لأول مرة في معركة دخلتها ولكن توعدت في سريرتها بأن القادمة هي القاضية ولن تتنازل عن وحلها في وكرها المغروسة به 
ولكن هل ستستطيع أم للقدر رأي أخر فلنري في رحلتنا القصيرة تلك مالذي يخبأه الزمن لصاحباتا القلبين الخبيث والطيب 
في مكان آخر وبالتحديد أمام قسم الشرطه في سيارة رحيم الذي تحدث الي تلك الحبيبة والذي تأكد من عشقه الوليد لها حين روع قلبه عليها في هذه الليلة التي لم تمضي بعد قائلا بتساؤل بعد أن هدأت قليلا ولكن سكوتها آلمه 
مالك يامريم إحنا بقينا بخير الحمدلله.
تعبت وحاسة إني عايزة أموت وأفارق الدنيا ... جملة انهزامية عقبت بها إثر سؤاله لأنها تشعر بانهاك قلبها .
أجابها بأريحية
حطي الدنيا ورا ضهرك وكملي وانتي متأكدة ان الرضا بالمقسوم عبادة .
حاولت أن تطمأن روحها ولكن الهموم تلاحقها من كل صوب وحدب وتحدثت بثقل من الهموم 
كل لما أحاول أحطها ورا ضهري ألاقيها بتلاحقني لحد ما حسيت إن ضهري انقسم
وكل مرة الرضا إللي بتتكلم عنه هو إللي بيقوني وأرجع أفتكر حاجات بسيطة من الحلو اللي مشفتهوش في حياتي وأقوم وأنسي 
وتيجي بعدها الدنيا ترازيني باللي فوق طاقتي .
ابتسم لكي يعطيها أمل وردد 
وبتلاقي ربك لما يجور زمانك عليكي يبعتلك نفحة الرحمة إللي بتطبطب علي قلبك وتقويكي.
نظرت له وابتسمت برضا حين علمت مقصد كلماته وتحدثت بدون قصد بكلمات خرجت من فاهها تلقائية 
وتبقي أنت نفحة الرحمة إللي ربنا بعتهالي علشان تطبطب علي روحي وتداوي چروحي المرة دي 
وفي نفس لحظة الأمل والإبتسامة تابعت حديثها بۏجع
بس ياترى هتبقي زي نسمة الهوا اللي بتيجي ترطب علي روحنا في يوم شديد الحرارة وبعد كدة تستكين وتمشي واحدة واحدة وتسيبني لأمواج الهوي توديني وتجبني علي كيفها.
ما إن رأي غشاوة الدموع تلمع داخل تلك العيون ذات اللون السماوي حتي ردد وهو يتعمق نظرا داخلها
متقلقيش مش هسيبك إنتي بقيتي قدري 
ثم تذكر شيئا ما جعله ابتسم تلقائيا واسترسل حديثه بغمزة 
بس تصدقي وسط المعمعة اللي كنا فيها وكنا علي مشارف المۏت إلا أنك نقطتي اسمي طالع من بين شفافيك بدون ألقاب وكأنه سيمفونيه رائعة معزوفة بأجمل الألحان .
كان يداعب روحها المنهكة بتلك
الكلمات التي انطلقت من فمه مقصودة وكأن مشارف الإعتراف بالعشق الجارف اقتربت .
لم تنتهي تلك الليلة العاصفة بأرواح أبطالنا بعد ولنسرح بعالمنا الي أن نصل إلي صاحبة الۏجع المماثل لوجعهم جميعا 
في منزل باهر الجمال حيث مازالت تلك المحاكمة مرفوعة علي تلك المسكينة ريم 
وكادت أن تخرج إلا أنه نزل علي مسامعها بكلمات متتالية جعلتها فتحت أعينها علي وسعها من الصدمة وعادت إلى الداخل

مرة أخري هاتفا ذالك الزاهر بټهديد 
طيب اعملي حسابك ان اللي انا قلت لك عليها هيتنفذ كتب كتابي عليكي هيبقي بعد انتهاء عدتك مش هتخرجي بره حيطان البيت ده يا اما ما لكيش ولا جنيه عندي ولاد اخويا هاخدهم منك وهرفع عليكي قضيه ان انتي السبب في مۏت ابوهم وهشردك في المحاكم وهاخد منك حضانة الاولاد وهبقى الواصي عليهم ويانا يا انتي يا الزمن طويل .
لو امراه غيرها وفي موقفها استمعت الى تلك التهديدات لهوى قلبها بين قدميها ړعبا من تهديدات مكشوف الوجه ذاك 
ولكن هذه ريم التي تحدث الشاعر احمد شوقي عنها وعن خوضه الحروب لاجلها في بيت الشعر المشهور في ديوانه نهج البردة والذي بدأه بالغزل لمحبوبته ريم ثم انتقل في نفس القصيدة التي تصل أبياتها إلي مائة وتسعين بيتا 
إلي مدح الرسول صلى الله
عليه وسلم وتلك عادة الشعراء في ذالك العصر 
ريم على القاع بين البان والعلم
أحل سڤك دمي في الأشهر الحرم
رمى القضاء بعيني جؤذر أسدا
يا ساكن القاع أدرك ساكن الأجم
لما رنا حدثتني النفس قائلة
يا ويح جنبك بالسهم المصيب رمي
جحدتها وكتمت السهم في كبدي
چرح الأحبة عندي غير ذي ألم .
فريم الذي وصفها الشاعر هنا في تلك الأبيات ك ريم الجمال فهي تظهر بوجه بريء مبتعد عن اي مشاكل يكفي خيره شره دائما لكن اذا اقترب احدا من أمانها ومأمنها ستسن السيوف وتقف كأقوى المحاربين مدافعه عن كينونتها ولم تخشى في حقها لومة لائم أبدا ورفعت قامتها وردت بكل شموخ وكبرياء 
والله انت مفكر اني تهديدك ده هياثر فيا ولا هيهز لي شعره واحده من راسي انا ريم المالكي اللي تشم ايديها تشبع مش حبه فلوس هم اللي هيقعدوني في عصمة جبروت زيك حتى لو كانوا ورث ولادي ومن حقي امسك فيه بايدي واسناني لكن لو هيتعارض مع عبوديتي معاكم هنا ويخليني ابدل باهر الجمال بيك يبقى بتحلم .
اندلعت ثورات الشړ من كلامها داخله وليس فقط من الكلام بل من قوتها والتي يراها لأول مره منذ ان وطأت قدميها هذا البيت لم يعهدها الا بريئة مسالمة ولكن اليوم عهدها شرسة قوية ولكن لم يستسلم فالحړب ابتدت والبقاء للأقوى ولن ينسى مۏت اخيه قهرا على يدها وردد وهو يقترب منها ويقف امامها وينظر لوجهها بعيون حاده مرددا 
قابلي بقى واستعدي علشان هخليكي تيجي ركعه وتطلبي السماح على اللي هعمله فيكي يا بنت ابوكي .
لا تنكر أنها انتفض داخلها واړتعب كيانها ولكن سرعان ماتمالكت من حالها وتحدثت بثبات بدا له أنها أكثر شراسة 
لما نشوف هتاخد ولادي من ي ازاي او هتقدر تيجي ناحيتي ازاي!
وبالنسبه للورث انا مش فقيرة ولا قليلة اني اقدر اعيش ولادي في مستوى طول عمرهم متعودين عليه لكن برده حق اولادي مش هسيبه لك وحط في بالك الجواز مش هتجوزك لو انطبقت السمع على الارض وولادي خط احمر .
قبضت والدة زوجها علي معصمها بقوة وعنفتها بصوتها المملؤ بالجبروت
انتي ايه يا بت القوة اللي فيكي دي ده اللي اختشوا ماتوا صحيح وصدق المثل اللي قال ټقتل القتيل وتمشي في جنازته 
احنا بقى نجيب ابوكي اللي رباكي ونعرفه إزاي تردي على اهل البيت اللي عايشه في حماهم ونعرفه القصه وما فيها علشان يعرف الست هانم تربية البرنسيسة فريدة ودت ابني لفين بجبروتها ومش بس هم اللي يعرفوا ده اسكندرية بحالها كمان وتبقى بقى هيصة ونلم اللمة تتفرج على اللي قټلت جوزها 
ولا تجيبيها من قصيرها احسن ومتجرسيش نفسك وولادك إللي هيكبروا والكل بيردد ان امهم كانت السبب في مۏت ابوهم 
واستطردت تمدد ملامحها بضحكة هادئة ثم همست في مسامعها بصوت هدر 
علشان مش هسيب ولاد ابني يخرجوا برة البيت ده ولا يتربوا بعيد عن ي .
انتفضت أعينها بحدة وهي تطالع تلك السيدة التي لاتختلف شراسة عن ابنها وهدأت من روعها حين جال الخۏف
 

24  25  26 

انت في الصفحة 25 من 70 صفحات