الأربعاء 27 نوفمبر 2024

رواية بين الحقيقة والسراب بقلم فاطيما يوسف

انت في الصفحة 48 من 69 صفحات

موقع أيام نيوز

كانت راسماه علينا 
رفعت هند حاجبيها ونظرت إليهم وتحدثت بسخرية
مانا ياما قلت لك كدة زمان بدل المرة ألف ومصدقتنيش وكنتي بتقولي إنتي غيرانة منها 
ياما قلت لك احذري منها دي سهونة وخديها تحت جناحك وهاوديها وطبعيها علي كيفك وإنتي كنتي تتريقي عليا وتقولي دي محترمة وفي حالها أهي المحترمة بنت الأصول دوقتك ياحماتي كاس المر والفضايح 
لوت فمها وتحدثت بنبرة ساخطة
ماهو كله منك ياوش المصاېب مانتي إللي وقفتي شهدتي على شرفها في المحكمة وكدبتيني كان زمانها دلوقتي
طوعي وتحت رجلي ياللي عايزة الح رق بجاز ۏسخ 
رفعت حاجبيها واسترسلت باستنكار 
لا كنت أسيبك تجوزيها جوزي وتقعد علي قلبي هنا تقهرني وټموتني ناقصة عمر 
ضغطت علي منكبيها بشدة وهتفت بوعيد
الله الوكيل ياهند لو كسبت القضية دي لاتكوني مطلقة ومجوزاه بدل الواحدة تلاتة واحده للمزاج وواحدة تربي له البنات وواحدة تجيب له الواد وهحرق قلبك زي ماحرقتي قلبي 
انتفضت بحدة من مكانها وهدرت بهم بصياح فقد طفح الكيل وهلكت روحها من المعيشة معهم وهي مثلها كمثل الكرسي
لافائدة لها 
وفتحت هاتفها وبحثت فيه پعنف إلي أن أخرجت فيديو وعرضته عليهم أمام أعينهم وهي تردد بحسرة
طيب شوفي
بقي إنتي وابنك اللي واقف ده اللي معيشني في چحيم ولا كلمة حلوه ولا ضحكة تبل الريق ومعيشني في نكد 
لو فكرتوا تغدرو بيا في أي وقت لاتغدي بيكم قبل ماتتعشوا بيا 
واسترسلت وعيدها وهي تحرك شاشة الهاتف أمام أعينهم
الفيديو ده هبعته لكل معارفنا وهعملكم ليلة زي إللي كنتو عايزين تعملوها في الغلبانة وهتبقي عاړكة بقي 
اجتمعت جيوش الڠضب في مقلتي زاهر وقفز الي مكانها بسرعة وأمسكها من خصلات شعرها يلفها حول يديه پعنف ويداه تلوي ذراعيها خلف ظهرها بحدة أوجعتها وجعلتها تتألم كثيرا وهو يردد بفحيح
الظاهر إني سكت لك كتييير يابت إنتي لحد ماتفرعنتي وبقيتي تطولي لسانك علي حماتك وجوزك 
واستطرد بنفس حدته
إزاي تصوري الفيديو ده بازبالة ياللي مينفعش تعيشي في بيوت محترمة يالمامة 
حاولت
أن تنتزع يداها التي أوجعتها بشدة وكادت ضلوعها أن تنكسر بين يديه ولكن كان ممسكا لها بقبضة من حديد وهدرت به 
سيب ايدي وشعري يازاهر حرام عليك دراعي هينكسر أه أه سيبني حرام عليك ياشيخ 
هزها پعنف شديد قائلا لها پغضب
مش قبل ماتمسحي الفيديو إللي معاكي ده ياهانم يامحترمة ياللي متعرفيش عن الاحترام شيء والله 
أردفت اعتماد بنبرة صوت تحذيرية مغلفة بالقسۏة
والله عال بقي ياللي تنشكي ملقتيش إلا اعتماد وتعملي معاها الدنيئة!
ده إنتي سنتك سودة ومش معدية 
وعلي فجأة سحبت الهاتف من يدها وضړبته في الحائط بشدة وبغل ساحق جعله نزل أرضا مهشما إلي قطع لايعرف عددها وأكملت بضحكة شيطانية
وادي الفيديو اللي كنت بتحتمي بيه كسرت لك التليفون خالص 100 حته علشان ما يبقاش ليكي لازمه هنا 
ونظرت الى ابنها وأمرته
ارمي عليها يمين الطلاق البت دي مش هتبات فيها النهارده ولا ليها قعاد في البيت ده تاني طالما طلعت خاينه وعملت اللي عملته ده 
فك يدها من قبضتيه ورماها بعيدا عنه كمان يلقي رثا
في سلة المهملات
وكاد أن يتفوه بكلمة الطلاق إلا أنه استمع إليها تقول بوعيد 
في منزل جميل المالكي حيث يجتمع جميل بأبنائه في جلسة عائلية في منتهي الرقي الذي فقد في معظم بيوتنا 
فأثناء حديثهم وابتسامتهم تحدث رحيم وهو يمسك يد والدته برجاء 
ها قلتي ايه يا ماما هنروح امتى نطلب ايد مريم مش كفايه بقى الانتظار ده كله 
لوت شفتيها بامتعاض وأردفت بنبرة حادة
هو انا من امتى قلت لك ان انا موافقه
نفخ بضيق شديد ثم حاول ان يكون هادئا وهتف بنفاذ صبر 
مش احنا اتكلمنا في الموضوع برده يا ماما وقلت لك انا مش هتجوز غيرها ولا هفكر في غيرها ولا عايز من الدنيا غيرها 
واستطرد
حديثه وهو ينظر إلي والده كي يعاونه
ما تقول كلمه يا بابا ولا سايبني لوحدي اواجه مصيري 
ابتسم جميل ثم ربت على قدميه مردفا بحنو
ما تقلقش يا حبيبي مفيش اطيب من قلب ماما هي هتعوز ايه من الدنيا غير سعادتكم وبس 
ثم نظر إلي فريدة مكملا حديثه
ولا إيه ياحبيبتي مش اتفقنا إنك هتفكري 
كانت تنظر إليهم جميعا وعلي وجهها علامات السخط لتلك المحكمة التي ڼصبوها لها كما يجري في خاطرها 
وآخرا استمعت إلي صوت ريم تردد برقة تشبهها
من فضلك يا ماما إنتي طول عمرك مديانا الحرية الشخصية في اختيارتنا وعمرك ماوقفتي قصاد حد فينا في أي حاجة ودايما بتدعمي رأينا ولو إحنا غلطانين تقولي لنا هسيبكم تكتشفوا ده بنفسكم 
واسترسلت باستفسار
اشمعنا رحيم بقي اللي بتعملي معاه كدة 
أنهت كلماتها بكل هدوء يشبهها وبدون أي انفعال 
أصغت إليهم
جميعا ثم رددت بانفعال
الله ده انتم متفقين عليا بقي ونصبتو لي المحكمة وكل واحد منكم شايف إن انا الشريرة في الرواية 
تحمحم رحيم سريعا وأردف بنفي
لا ياماما خالص والله ده إنتي أعظم وأطيب أم في الدنيا كلها 
وتابع استعطافه لها مرددا بهدوء استدعاه رغما عنه
أنا مش عايز
أعمل حاجة من غير رضاكي ولا أخطي خطوة واحدة إلا بموافقتك ياست الكل 
أشاحت بيدها دليلا علي انزعاجها وهتف جميل وهو يربت علي يديها 
أنا إللي عايز أفهمه البنت ناقصها إيه عن كل البنات يا أم رحيم 
اتسع بؤبؤ عينيها باستنكار وأردفت
والله ! انت مش عارف 
وأكملت بصراحة مزعجة للجميع
أقول لك أنا علشان ملهاش أصل معندهاش عيلة من الآخر بنت ملاجئ وأنا
ابني لازم يتجوز واحدة مأصلة وبنت ناس 
انتفض رحيم من مكانه فقد فاضت روحه ألما من حديث والدته اللاذع وقام من مكانه پغضب وتحرك باتجاه الدرج وهو يردد بتصميم
أوعدك إني مش هكلمك في الموضوع تاني من النهارده ياأمي وأوعدك كمان إني مش هتجوز غيرها
واسترسل حديثه الغاضب وهو يدير وجهه إليهم ويتمسك بقضبان الدرج 
وطالما كدة هطلع أبلغها حالا توافق علي ابن الأغنيا اللي منملكش نص مالهم اللي كان متقدم لها وانها تنساني علشان مطلعتش راجل قدامها 
أنهي حديثه وصعد الدرج بسرعة غاضبة وقبل أن يصل إلي منتهاه استمع إلي نداء والده يردد بإقرار
استني عندك بطل تسرع 
اطلع بلغها إن في نهاية الأسبوع تستنانا هنجي لها لحد عندها
نطلبها منها وعرفها كمان إن أنا هبقي في منزلة باباها وإن أنا هبقي معاها هي
واني هتشرط عليك علشان متفكرهاش سهلة وتضحك عليها ياولد 
أدار وجهه ودمع الفرح في عينيه وكأنه لم يصدق حاله وهتف باندهاش
بجد يابابا أعمل كدة ! 
واسترسل بحزن 
طيب وماما 
نظر جميل إلي فريدة وهو يمسك يدها التي حاولت أن تنتزعها منه لشدة ڠضبها إلا أنه تمسك بها بشدة وهو يشير لها بعينيه أن تهدأ مجيبا 
اعتبر ماما موافقة وأنا إللي اديتك الإشارة اطلع يالا بلغها وافرحو مع بعض ياحبيبي 
تحدثت فريدة پغضب
يعني أنا بقي مليش لازمة وبتحطني قدام الأمر الواقع ولا ايه 
انتصب جميل واقفا وردد وهو ينظر إلي ريم مبتسما
أنا هاخد ماما ياريما وهنقعد في الجنينة برة اعملي لنا كوبايتين قهوة علي
مهلك خالص ياحبيبتي 
أشارت إليه برأسها بطاعة مردفة بابتسامة
حاضر يابابا من عيوني 
ابتسم لها ممتنا لطاعتها وفهمها عليه 
وسحب فريدة برقة إلي الخارج كي يتحدثان بهدوء وحدهما وهو مصر على إقناعها جلسا علي الكراسي الموضوعة في الحديقة وبدأ بالحديث قائلا
ليه معترضة كلنا ولاد تسعة ومخلوقين من تراب وراجعين بردو للتراب 
فريدة بتشبس
ونعم بالله بس ده ابني وأنا عايزة له عروسة تليق بيه ايه مش من حقي 
أجابها بعقلانية
من حقك طبعا لكن الولد مش بس حبها ده عشقها وباين عليه جدا والقلب معلهوش سلطان وده إللي ربنا قسمه له 
رفعت حاجبيها وهتفت باستنكار
علشان بتشاغله دايما ومش سايباه في حاله لو بعدت عنه هينساها خالص 
جميل پغضب
متعودتش منك علي أنك تجيبي سيرة الولايا بالغلط والعيب ياأم رحيم 
وتابع حديثه بتأكيد
البنت
رفضت إنها تبقي دكتورة جامعية ومشيت من هنا وبعدت عنه خالص مش شكل مانتي بتقولي وابنك هو إللي بيجي لها وبيكلمها يبقي اعتراضك باطل ولازم تسحبيه 
هزت رأسها پعنف وأردفت بثقة
تمام عندك حق في دي طب إنها بنت ملاجئ وملهاش أهل دي نعمل فيها ايه 
ابتسم بحنو وأجابها
لو كنتي في عهد
النبي والناس كانت
بتكذبه علشان يتيم وحكموا عليه نفس حكمك علي بنت طلعت ڠصب عنها يتيمة كان هيبقي نفس موقفك ساعتها 
اعترضت بشدة علي تشبيهه وهتفت باستنكار
إنت بتشبه سيدنا النبي عليه السلام بمريم والله إنت ظالم !
أخذ نفسا عميقا ثم زفره بهدوء وأجابها
أنا مشبهتهاش بسيدنا النبي عليه الصلاة والسلام أنا شبهتها بالموقف ده أولا 
ثانيا سيدنا النبي عليه السلام بشړ زينا مش ملاك وربنا كان واضع المواقف إللي في حياته كلها لأسباب كتير ومن ضمن الأسباب إننا نقتدي بالمواقف اللي حصلت له ونتعلم 
وتابع بتحذير 
كدة إنتي ډخلتي في مرحلة الجدال وده غلط 
صارا يتحدثان مايقرب من ساعه وفي نهاية حديثه كي يقنعها
ما تحكميش على اي علاقه انها هتنجح او هتفشل لمجرد الظروف اللي حواليها الأشخاص بتختلف والعقول بتتفاوت والزمن ذات نفسه بيغير المشكلة كلها على حسبه 
واستطرد حديثه بعقلانية
عندك مثلا ريم بنتنا كانت حياتها هي وجوزها ماشيه زي الألف وجوازتهم كانت متوافقه جدا لكن ربنا سبحانه وتعالى ما أرادش انهم يكملوا مع بعض وماټ وراح للي خلقه ولا أنا وإنتي قدرنا نعاند القدر وحكم ربنا ونخليه موجود 
ضمت عيناها بعبث وأردفت باستنكار
لاااا دي نقرة ودي نقرة إن الإنسان حياته تنتهي ده بأمر الله وملهوش علاقة بأي حد 
أشار برأسه بموافقة علي اعتراضها وأردف باستجواد وهو علي نفس الثبات النفسي
طيب وراندا وإيهاب بردوا نفس اعتراضك ياأم رحيم !
قدرتي تمنعي قدرهم بالفراق 
قدرتي تخليها تحافظ علي البيت ومتهدمهوش بالرغم من إننا كلنا نصحناها وكلنا يعني العيلة إللي إنتي بتستشهدي بيها علي
الغلبانة اليتيمة 
إلي
هنا صمتت ولم تدري ماذا تجيب علي محاصرته لها فقد سن سيوف عقله واحتج بقوانين الإنسانية أمامها ولم تستطيع أن تتفوه ولا أن تجيبه ففضلت السكوت 
أما هو هدأ قليلا ولم يتحدث وترك لداخلها الڼزاع معها وأمسك كوب القهوة يرتشفه
باستمتاع وهو علي يقين أنها لن تستطيع الإفلات منه ومن نظرة الهدوء النابعة من عينيها استشف موافقتها 
فهي من النوع الذي يصمت إذا لم تجد ردا راجحا لاعتراضها وبعد قليل سألها عن ماوصل إليه تفكيرها وأشارت بالموافقة الذي جعلته يربت على ظهرها بحنو وأشاد
إليها بأنها فعلت الصواب وابلغ رحيم الذي هلل فرحا بموافقتها أخيرا وأنهم سيذهبوا إليها في عطلة الأسبوع أي بعد أيام قليلة 
استقرت ريم في مكتبها ومنذ قدومها إلي تلك المؤسسة وهي تشعر بالارتياح الشديد وكأنها في مكانها التي تستحقه 
وخاصة أن مالك كان يتعامل معها مباشرة طيلة الأسبوع التي مكثته في العمل ولم يجعل بينهما أي وسيط وحقا رأت فيه الشهامة والأخلاق التي لم تعد موجودة في تلك
47  48  49 

انت في الصفحة 48 من 69 صفحات