ماڤيا الحي الشعبي بقلم مجهول (كامله الي الفصل الاخير)
بداخله وكانت الصدمة حينما رأى رتيل مقيدة بأغلال غليظة ..التعب يتمكن من ملامحها .....والدموع تسرى على وجهها بلا توقف ..
قبض على الصور پغضب وهو يتحدث ببركان مكبوت _حمزة
ثم ألقى بالظرف أرضا وهو يتوعد له بالكثير ...
أما على الجانب الأخر هناك قلب حطم بقوة بعدما حصل على الحياة ....شعر بأستقرار نبض قلبه حينما أخبره الطبيب بأنها على وشك أستعادة وعيها ولكن حدث شيئا ما قلب الموازين لتصبح بمرحلة الخطړ مجددا ..
ظل زين لجوارها طويلا ولكن لم تستعيد وعيها حتى مع صباح يوم جديد !...
ولج الطبيب للداخل ثم فحصها بحزن على ما سيخبره به ولكن عليه ذلك ...
زين بتردد من رؤية ملامح الطبيب _فى أيه يا دكتور
ألتزم الطبيب الصمت قليلا ثم قال بهدوء _للأسف الأنسة همس دخلت فى غيبوبة ومن الواضح أنها مش مؤقتة
صعق زين فردد بثبات فشل بالتحلى به _يعنى أيه
وتركه وغادر ليسقط على المقعد بأهمال ونظراته تطوفها وهى تعتلى الفراش بستسلام ..
أقترب منها زين بخطى متثاقلة فحركها بقوة والدمع يشق طريقه على وجهه _لا يا همس مش هسيبك تعملي فيا كدا ...فاهمة مش هسمحلك تعاقبيني بالقسۏة دي ...
خرج زين من غرفتها بأهمال كأنه فقد مذاق الحياة ...الحركة تسرى بجواره وهو بعالم لا يوجد به سواه ...كلمات الطبيب تسقط على مسمعه فجعلته كالمتبلد ..چروحه تتسع بفجوة لا مثيل لها لتخترق أضلاع قلبه فيتردد أمامه مشاهد من قسوته تعلن له موعد الأنتقام أنتقام عاشقة ستخضع لحكم ليعلم كم عانت مما فعله أفواه ....ولكن هل سيقوى على العيش بدونها !!
بمنزل طلعت المنياوي ....
بقي ساكنا يتأمل أحفاده بنظرات غامضة تسرى بالفخر وهو يرى أمامه رجال ناضجين تضخ عيناهم بالرجولة والعزة ...
خرج صوت محمد ليكسر حاجز الصمت بالقاعة قائلا بأرتباك من طلب إبنه _بس الحاج مقالش أنه عايز يبيع الأرضية
وزع إبراهبم نظراته على والده الهادئ پخوف _مش لازم الحتة دي ممكن تشوفوا حتة تانية قريبة من البيت
تعجب إبراهيم مما أستمع إليه فتطلع لأخيه ليشير له بأن ما يخبره به صحيح ...
كاد الأخر الحديث ولكن قطعهم أشارة طلعت ليعم الصمت المكان ......طافت نظراته أحفاده الثلاث مما زرع الأرتباك بقلوب الأباء فقطع حاجز الصمت صوته الغامض _إكده بجيتوا رجالة صوح وجاين تبيعوا جدكم حتة الأرض الا عنديه !
أكمل احمد بهدوء_أحنا أختارنا الأرض دي لأنها قدام البيت ومش حابين نبعد عنكم ومدام حضرتك مش موافق فهنشوف غيرها من غير زعلك لأنه غالي علينا
إبتسم طلعت قائلا بصوت أزهل الجميع _لا يا ولدي أني مش زعلان واصل ..بالعكس أني حاسس دلوجت أن ولادي جابوا رجالة وعشان إكده الأرض دي هدية مني ليكم ..
قطعه أدهم بضيق _لا يا جدي لو حضرتك محطتش المبلغ الا تحبه مش هنقدر نأخد الأرض ولا نبني عليها حاجة حضرتك تحدد السعر الا يناسبك دي أرضك وتعبك
تطلع محمد پخوف لأبنها أن يبتلع كلماته ولكنه تفاجئ حينما وقف طلعت المنياوى فأبتلع ريقه بهلاك أدهم لا محالة ...
أقترب طلعت من أدهم ليقف أمامه بأبتسامة هادئة ليخرج صوته الساخر _خلاص كبرتك لما جولت عليك راجل فنسيت إني جدك !!
أخفض عيناه بحرج _العفو با جدي بس ..
قطعه حينما رفع يديه ليسترسل حديثه _مش عايز حد إهنه غيره و أحمد وعبد الرحمن
كانت رسالة موضحة لأبنائه الثلاث فتوجهوا للخارج پخوف شديد ..
جلس الجد على الأريكة مشيرا لهم بالجلوس لجواره فأقتربوا منه بزهول من طريقته الغامضة ....جلس أحمد جواره وعلى يمينه جلس عبد الرحمن أما أدهم فجلس على المقعد المقابل له ...
تأملهم طلعت المنياوي قليلا ثم قال بهدوء _زمان أدليت على مصر أني ومرتي كان ساعتها لسه أبوك يا أدهم صغير مكنش لسه معايا مليم أبيض ...أنى وعيت على وش الدنيا لجيت أبوي عنده مزراع فاكهة وأراضي كتير جوي فعشت أنى وأخواتي نخدمه بعيونا التنين لحد ما قرر أنه يخلى كل واحد يعتمد على نفسه ....
صمت قليلا لتحل البسمة وجهه قائلا برضا _كان قرار زين بس متأخر جوي أدليت البندر أنى وجدتك وأشتغلت فيها أي حاجة تخطر على بالكم ...
ثم رفع يديه بتحذير _أي حاجة بس بالحلال بدون ما أغضب ربنا عشان إكده ربنا كرمني من وسعه وأشتريت البيت دى على وش إبني الصغير ..صحيح مجبتش بنات بس هما جابوهم لحد داري تربية وأخلاق تجبرني أكون اب ليهم ...
أستمعوا له بحرص ليكمل بحزن _بعد جوازتهم أتفاجئت بأبوي أنه بعتالنا مرسال أنى وأخواتي أنه خلاص هيقابل وجه كريم ..أدليت على الصعيد وأني حاسس أنى جلبي هيوجف من الخۏف ..وزاد أحساسي لما شوفته على السرير راقد بين الحيا والمۏت ...ساعتها مسألش كل واحد فينا سافر فين وعمل ايه من غيره ..بالعكس جال كلمتين تنين مالهمش تالت ..
رفع طلعت عيناه لأحفاده قائلا بآلم وقوة غامضة _قال دلوجت كل واحد فيكم عرف قيمة الضنا والمال ..دلوجت
بقيتوا رجال ويعتمد عليكم عشان لما أموت مبجاش ورثتكم المال الا ممكن تخسروه لكن دلوجت تعرفوا القرش كيف يكون طريقه ..
وده كان أخر كلامه رغم أنهم جصرين بس رمموا الشروخ الا كانت جوانا ..
غامت عيناهم بالدمع على حديثه فأبتسم أدهم فالآن علم رسالة جده الصريحة لهم ...
رفع طلعت يديه على كتفي أحمد وعبد الرحمن _كل الا عمالته ده عشانكم يا ولدي لكن مفيش حاجة بتاعتي وبتاعتكم كل المال ده بتاعكم أنتوا وأخواتكم كل الا كنت عايز أقولهالكم أنى لما رجعت من الصعيد بأملاك وأراضي ورثتها من أبوى مكنتش سعادتي زي أول قرش كسبته بعرق جبيني ..
أدهم بفخر _كل يوم بزيد فيك أحترام يا جدي
إبتسم قائلا بسخرية _وأنى بيزيد ڠضبي عليكم وأنى شايفكم بتتغزلوا ببنات أعمامكم إكده
سعل أحمد بقوة فكبت عبد الرحمن ضحكاته قائلا بثبات مخادع _حاشة لله يا جدي مغازلة أيه بس !
ضيق عيناه ليقول پغضب مصطنع _فاكرني إصغير إياك
أحمد پخوف _بمناسبة القعدة العسل دي متجوزني ياسمين بنت عمي وأنا أدعيلك دنيا وأخرة والله العظيم
تعالت ضحكات طلعت لأول مرة قائلا بصعوبة بالحديث_لع أني وفجت على الأرضية لكن جواز سبونا نفكر ونرد عليكم
تطلع له أحمد بحزن على عكس أدهم يطوفه بنظرات غامضة ..تحلى طلعت بالثبات الدائم قائلا بجدية _يالا بجا سبوني مع عبده لوحدينا عشان ألحق صلاة العشا
وزع أحمد النظرات بين أدهم وعبد الرحمن بړعب فجذبه أدهم للخارج حتى لا يفتضح الأمر ولكن لا يعلم أن الجد على علم بما يحدث !...
خرجوا جميعا فرفع عبد الرحمن عيناه له ليجده يتطلع له بثبات وغموض نجح عبد الرحمن بمعرفة الخفى وراءهم فأبتسم قائلا بعدم تصديق _زين لحق يقولك !!
أستند الجد على الأريكة قائلا بهدوء _زين عمره ما خبي عليا حاجة يا ولدي
تقبل عبد الرحمن الأمر قائلا بجدية _طب وحضرتك رأيك أيه
صمت طلعت قليلا يتفحص ملامحه بأهتمام فقال بهدوء _أسمع يا ولدي أنى عمري ما رافضت لزين طلب لكن المرادي مجدرش أخد الخطوة دي فكر زين ورد عليا بقرارك
وتركه الجد وخرج من القاعة بأكملها ليحسم هو أمره الأخير ..
بقصر حازم السيوفي
دلف للقصر بعدما سمح له الطبيب بذلك ..فجلس على الأريكة يتطلع على الباب الفاصل بينه وبين أخيه بشرود ..
جلست رهف لجواره تطلع له بقلق وأرتباك لتخرج عنه قائلة بهدوء مصطنع _بتفكر فى أيه
رفع حازم عيناه لها بصمت قطعه قائلا بهدوء زائف _سبيني لوحدي شوية يا رهف
أسرعت بالحديث _مستحيل أسيبك لوحدك مع الحيوان دا
رمقها بنظرة غامصة فحاول التحكم بزمام أموره قائلا بثبات _هبقى كويس متقلقيش
أشارت برأسها بقوة وخوف ليجيبها پغضب _مش قولتلك سبيني لوحدي !
أسرعت بالنهوض بفزع من صراخه الغير معهود فشدد على شعره الأسود الغزير بضيق ثم وقف على قدميه وأقترب منها ليحتضن وجهها بيديه _أنا آسف يا حبيبتي بس بجد محتاج أكون لوحدي
أشارت له بتفهم وتوجهت لغرفتها بصمت وعيناها تطلع لذلك الباب القابض للأنفاس بړعب حقيقي ..
أما هو فقطع نظرات الصمت بأن ولج للداخل ليجده مقيد بالأغلال التى أعدها له من قبل ...
شعر بحركة خاڤتة بالغرفة ففتح عيناه ليجده أمامه فأبتسم قائلا بسخرية _حمدلله على السلامة متوقعتش أنهم هيكتبولك على خروج سريع كدا
جذب المقعد وجلس يتأمله بنظرات جعلت الډماء تتغلل بالعروق فخرج صوته الهادئ _وليه متقولش أنك وحشتني !
ضيق عيناه پغضب وهو يحاول تحرير يديه قائلا بعصبية _لو فاكر أن الا بتعمله دا هيأثر فيا تبقى غلطان
أقترب منه حازم وعيناه تشع شرارت الچحيم قائلا بنبرة تلتمس القوة _رتيل فين يا حمزة
إبتسم وهو يتأمله قائلا بتحدى _متحاولش ...أنت أتعاقبت ودا دورها
صاح پغضب لا مثيل له _أنت مستحيل تكون بني أدم أنت مريض نفسي
_البركة فيك وفى أبوك
قالها بصوت يحمل الآلم فدفش حازم المزهرية پغضب وهو يحاول التحكم بأعصابه وبالفعل بعد عدد من المحاولات تمكن من ذلك ...
كبت غضبه الجامح وأقترب منه ثم حرر قيده تحت نظرات أستغراب حمزة ...فخرج صوته وعيناه تتأمل زهوله _أنت حر يا حمزة تقدر تخرج من هنا براحتك وبرضو تقدر تقتلني ودلوقتي حالا وأوعدك أنى مش هقاوم
أقترب منه ليقف أمام عيناه بستغراب لما يقوله فصاح حازم بنفس لهجته _مستني أيه ما ټنتقم مني زي ما كنت حابب أه بس للأسف مش هتقدر ټنتقم من أبوك لأنه خلاص بين أيدى ربنا لو تقدر ضاعف العقاپ ليا وأهو بالك يرتاح ..
شعر بالعاړ والخجل فوضع عيناه أرضا...ليجذب حازم السلاح من جيب سرواله ويضعه فى يديه قائلا بسخرية _يالا مستنى أيه
صړاخ قوى عصف بالغرفة فأستدار حازم ليجد رهف تتخبئ خلف الحاجز والدموع تغزو وجهها ...جسدها يرتجف بشدة وهى ترى معشوقها يقدم مۏته ليديه ...
ظلت كما هى تبكى بقوة وهى توزع نظراتها بينهم ...ألقى حمزة السلاح من يديه ونظراته تطوف حازم پصدمة فتركه وخطى بضع خطوات للخارج بينما ركضت رهف بسرعة چنونية لأحضان معشوقها فشدد من أحتضانها بعدم تصديق بأنه مازال على قيد الحياة ...
تطلع له وهو يغادر فقال بغموض _حمزة
أستدار له ليرى ماذا