رواية في قبضة الاقدار(كاملة جميع فصول الرواية)بقلم "نورهان العشري"
قائله بطمأنه
مټخافيش أنا جمبك
لم تمانع حين رأته يقوم بفتح الباب الخلفي لشقيقتها التي أطاعته بصمت هي الآخري بينما أرسلت لها فرح إبتسامه مطمئنه قبل
أن تقوم بالتوجه الي الكرسي الأمامي بجانبه و أنطلق بالسيارة متوجها إلي منزلهما الذي و لدهشتها وجدت أنه يعرفه فقد وصل إليه في وقت قياسي فإلتفتت تلقي
عليه نظرة غاضبه قبل أن تترجل من السيارة لتقوم بمساعدة شقيقتها في الدخول إلي المنزل و لكنها توقفت تلتفت إليه قائله بلهجه باردة
أومأ برأسه و تبعها فقامت بفتح باب الشقه و الدلوف إلي الداخل و بجانبها جنة المتشبسه بيدها و كأنها طوق نجاتها و قد كانت كذلك بالفعل فقد أقسمت بداخلها بأن تحميها هي و طفلها مهما كان الثمن
أظن مش محتاج أنبه عليكي تخلي بالك من نفسك و من إلي في بطنك
توقفت الفتاتان في منتصف الطريق المؤدي لغرفه جنه و التي كانت أمام صاله الاستقبال المتوسطه المساحه حين سمعوا جملته التي كانت تخفي ټهديدا واضحا تجلي في لهجته الصارمه فإلتفتت إليه فرح تلقي عليه نظرة حانقه و قبل أن تجيب خرج صوت شقيقتها خاڤت مرتعش
كانت نبرتها مرتعشه و لكنها صادقه و قد لمس هذا الصدق بها لذا لم يتابع بل جلس علي إحدي المقاعد خلفه بأريحية جعلت الڠضب يتمكن منها من ذلك المتعجرف الذي إعتاد إلقاء الأوامر ثم يجلس بهدوء و كأنه في بيته تبا له
كان يناظر ڠضبها بنظرات متسليه فتحديها له يروقه و إنتصاره الدائم عليها له مذاق لذيذ لا يعرف كنهه فتلك المرأة تثير فضوله بشكل غير مسبوق
ضعفها بيد يريد تحطيم رأسها اليابس و الذي يهوي القتال أمامه و باليد الآخري يريد أن يطيب چراحها و يبثها أمان يعلم أنها تحتاجه
لم يكن يهتم بالنساء كثيرا و قد كان هذا يثير فضول من حوله لم تجذبه إمرأه منذ سنوات طويله و لكن تلك
مزيج غريب أثار فضوله يعلم أن خلف قناع المعلمه الجادة الذي ترتديه توجد أنثي مختلفه كثيرا و بداخله
رغبه كبيرة في التعرف إليها
أخيرا أطلت عليه بعد أن أطمأنت أن شقيقتها آمنه في غرفتها و قد أخذت كل أدويتها التي توقف بمنتصف طريقهما ليحضرها رافضا أن تقوم هي بجلبها و كأنه يريد أن يخبرها بأنه سيتابع كل شئ بنفسه بعد الآن
قبل أن تخرج حانت منها إلتفاته بسيطه لمظهرها فقد بدت ملامحها هادئه عاديه وجه طبيعي باللون الخمري الذي يتسم بحمرة طبيعيه علي الوجنتين و شفاه ممتلئة امتلاءا طبيعيا ذا لون وردي هادئ و نظارات طبيه تخفي غابتها الزيتونيه و التي هما أكثر شئ مميز بها و كالعادة كانت تعقص شعرها علي هيئه كعكه تهدئ من جنونه و تطيح بجماله المتمرد و لكن كان هذا
توقفت أمامه تناظره بهدوء تجلي في نبرتها حين قالت
تشرب إيه
سالم بهدوء يماثل هدوئها
و لا حاجه خلينا ندخل في الموضوع علي طول
أبتلعت ريقها بتوتر حاولت إخفاؤه و تقدمت لتجلس أمامه علي الأريكه ذات الألوان البيضاء المريحه للعين و من ثم رفعت انظارها إليه و هي تقول بهدوء
موافقه بس الأول في كام سؤال محتاجه أعرف إجابتهم منك
رفع إحدي حاجبيه مستفهما فتابعت قائله بوضوح
عرفت موضوع حمل جنة إزاي و عرفت مكاننا إزاي ياريت كل شئ يبقي واضح بينا معدش فيه مجال نكذب و لا نخبي كل حاجه إنكشفت خلاص
ناظرها طويلا قبل أن يقول بنبرة ذات مغزي و عيناه تقتنص وقع الحديث علي ملامحها
عرفت بالحمل تاني يوم الحاډثه !
تفاجئت من حديثه و قالت پصدمه
نعم ! هو كان في حمل اصلا وقتها
لاحت إبتسامه ساخرة علي جانب شفتيه قبل أن يقول بتقريع خفي
أومال الحمل حصل بعدها !
جفلت من حديثه الساخر و تابعت پغضب مكتوم
أقصد
أن مكنش في أي أعراض الدكتورة قالتلنا النهاردة أنها في نص الشهر التالت يعني لو حسبنا من تاني يوم الحاډثه زي ما بتقول يبقي كان لسه في أوله و لا يمكن يكون ظهر في الكشف
سالم بإختصار
بس بيظهر في الډم !
فرح بإستفهام
و مين طلب تحليل ډم جنة مكنتش محتاجه نقل ډم يوم الحاډثه مجرد كسر في ايديها و كدمات في جسمها
سالم بهدوء
أنا طلبت !
فرح بقوة
و ليه طلبت
أجابها بلهجه صارمه
من غير ليه
كان تحادثه الند بالند و علي الرغم من هدوء النبرات كانت هناك حربا مشتعله بين نظراتهم و لم
تستطع نظاراتها إخفاء تحديها الصريح له و كأنها تريد أن تصل إلي نقطه ما و هذا ما جعلها تقول بقوة
طلبت تحليل ډم ليه كنت عايز تتأكد من إيه
متقوليش أنك كنت شاكك أنها حامل
رفع إحدي حاجبيه و هو يناظرها بينما عيناه تجوبان ملامحها التي بدت واثقه من شئ ما و هذا ما جعله يقول يإختصار
هاتي إلي عندك
شعرت بأنها في مركز قوة و علي وشك تحقيق انتصارا عظيما عليه لذا قالت بتروي و كأنها تدخل كلماتها بعقله
يمكن لما الدكتور قالك أن حازم الله يرحمه كان شارب مخډرات كنت عايز تشوف هي كمان كانت شاربه زيه و لا لا
صډمه معرفتها بالأمر و لكنه كالعادة لم يظهر شئ بل ظلت ملامحه علي حالها حتي أن نبرته خرجت عاديه كما لو أنه لم يتأثر بكل يقال حوله
حلو طلعتي متابعه و عارفه كل حاجه
لو يعلم أنها علمت صدفه عند سماعها حديث الممرضات عن أضرار المخډرات و أنها السبب في ضياع شاب في ريعان شبابه و لكنها إغتاظت من رده كثيرا و قد ظهر ذلك علي ملامحها و مع ذلك قالت بهدوء
أكيد لازم أتابع و أعرف كل حاجه و خصوصا بعد ما أخوك جه و هدد جنه بسبب إلي عملته في أخوه و الحقيقه أن كل إلي حصله و حصلها كان بسببه إدمانه و
تهوره
سالم بلهجة جافه خشنه
عايزة توصلي لأيه
فرح بقوة
إننا لينا حق عندكوا و أظن أنت فاكر وعدك كويس أوي
كانت تظن
بأنها حاصرته و لكنها لم تحسب حساب أبدا لحديثه الذي جعل الډماء تتجمد بعروقها و خاصة لهجته القاسيه
فاكر بس المفروض قبلها نتأكد إذا كان ليكي حق
فعلا !
لا تعلم لما شعرت بالخۏف من تلك النظرات ناهيك عن لهجته التي كانت توحي بأن هناك الكثير لم يخبرها به و لذلك تأهبت جميع حواسها حين قالت بترقب
تقصد إيه
كانت الكلمات تخرج من بين شفتيه و كأنها سهام يقصد أن يجعلها تخترق مسامعها
قبل ما تتكلمي عن إدمان حازم دوري علي إلي وصله لكدا
فرح بتوجس
معناه إيه كلامك دا
سالم بإختصار و عيناه علي باب غرفة شقيقتها
أسأليها
حاولت الحفاظ
علي هدوئها و قالت بإستنكار
و جنة إيه علاقتها بالموضوع دا
سالم بإختصار و بعينان لا تحيد عنها
هعرف ! و لحد ما أعرف إيه مدي علاقتها بالموضوع هنأجل موضوع حقي و حقك دا خلينا دلوقتي في المهم
شعرت بأن هناك شئ آخر خلف رغبته في الحديث معها لذا قالت بإستفهام
و هو في أهم من الموضوع دا
سالم بإختصار
طبعا في
إلي هو إيه
إبن أخويا إلي كنتوا هتقتلوه النهاردة!
كانت كلماته قويه توازي قوة عيناه التي توحي بأن هذا الأمر لن يمر مرور الكرام و بالرغم من ڠضبها من كلماته إلا أنها أعطته الحق في غضبه لذا قالت بنبرة هادئه نسبيا
مكنتش هسمح بدا يحصل أبدا و انت شفت بعنيك إني كنت بفتح الباب و رايحه أمنع جنة تعمل كدا لولا إني لقيتك قدامي
سالم بإختصار
أفرض حاولت تعمل دا من ورايا
أنا و أنتي
فرح بنفي قاطع
لا طبعا عمرها ما تعمل كدا أنت شوفت حالتها كانت عامله أزاي و أزاي كانت حاسه بالندم أنها فكرت في كدا
أطلق تنهيدة خشنه غاضبه قبل أن يقول بلهجة جافه
لو هحكم بإلي شفته فأختك غير مسؤوله بالمرة
فرح بإندفاع
أنت إنسان غير منصف
سالم بقسۏة
أنا إنسان عملي بحكم عالناس من خلال تصرفاتهم و تصرفاتها لحد دلوقتي كلها غير مسؤوله
لا تعلم ماذا دهاها في تلك اللحظه فجل ما تريده هو الدفاع عن شقيقتها فخرج الكلام منها عبثا حين قالت
علي فكرة جنة و حازم كانوا متجوزين عرفي!
ما أن اختتمت جملتها و رأت تلك الإبتسامه البغيضه علي ملامحه حتي لعنت غبائها و خاصة عندما قال بتهكم
و دا في رأيك تصرف مسؤول
كان مهيمنا علي الوضع بطريقه أغاظتها و أخرستها كلماته تعلم بأن شقيقتها أخطأت كثيرا و لكنها لا تستطيع أن تقف مكتوفه الأيدي أمام إتهاماته لها فخرج الكلام من بين في محاوله أخيرة لنفي تلك التهم البغيضه التي تتجلى بوضوح في عيناه
الغلط مكنش غلطها لوحدها و أعتقد أني جيت و نبهتك قبل
كدا
كانت ملامحها تضج بالألم و الڠضب معا و قد شعر بوخزة ألم علي حالتها تلك لذا قال بلهجه باردة تماما كما أراد
أنا مش هنا عشان أشوف مين فيهم غلط أكتر من التاني أنا هنا عشان أمنع غلط أكبر
فرح بعدم فهم
تقصد إيه
جنة هتيجي تعيش معانا لحد ما تولد !
ألقي بقنبلته بينما أخذت
عيناه وضع المراقبه لكل همسه تصدر منها و لكنها بقت
جامدة للحظه قبل أن تخرج منها ضحكه قصيرة خاليه من المرح و كأنه القي نكته سخيفه كسخافه ذلك الوضع الذي هي فيه
أنت أكيد بتهزر صح !
أجابها بجفاء
إنتي شايفه إيه
فرح و قد علت نبرتها دونا عنها
أنا هعمل نفسي لا شايفه و لا سامعه
سالم بفظاظه
تبقي بټدفني
راسك في الرمل زي النعام !
هبت من مكانها و قالت بانفعال
أنت مستوعب كلامك
سالم بهدوء مستفز
طبعا ! الدور عليكي أنتي تستوعبيه عشان مش هيحصل غيره
فرح بتهكم
و ياتري عايزها تروح تعيش معاك
علي أي أساس
سالم مصححا
قولت هتعيش معانا مش معايا و هنا أقصد عيلتنا والدتي و أخواتي
فرح ساخرة
بصفتها إيه
كانت السخريه تغلف ملامحها و نبرتها و قد أغضبه هذا و لكنه كان يفهم ذلك الصراع بداخلها لذا قال مشددا علي كلماته
بصفتها أرملة حازم الله يرحمه و أم إبنه أو بنته إلي جاي
لم تنكر إرتياحها لتلك الصفات التي نسبها لشقيقتها و نبرته التي أكدت علي حديثه و لكنها لن تتنازل أبدا عن حقها في الدفاع عنها فقالت بهدوء
طب