قصه من الواقع
انت في الصفحة 3 من 3 صفحات
طفلين كانا يسمعان صوتهما بوضوح ! وكان الصوت يأتي أحيانا من ناحية المطبخ و أحيانا من ناحية حجرة أمين المغلقة
كانت الأم أحيانا لا تستطيع العودة للنوم حتى الفجر والآذان حين تهدأ الأصوات
في الليلة التالية حين سمعا الأصوات لم يستطع الحاج أن يصبر أكثر تسلل إلى حيث مكان حفظ الأدوات ليعرف مصدر الأصوات و
ناداه صوت يا عم قاسم يا عم قاسم !
أنا هنا أنا و أولادي الإثنين !
ومن أنتي سألها والاستغراب يشل حواسه !
أنا جنية و زوجة أبنك أمين و معي منه ولدين وأنت حرمتنا من الأكل حين وضعت التعويذة بين الطعام ! و يجلسا يبكيان في الليل من الجوع !
كل ما استطاعة هو أن يتسلل لحجرته وفراشه ويحاول النوم وهو يقلب ما سمعه بينه و نفسه بين مصدق ومنكر لما سمعه ! حاول النوم لكنه لم يستطع ولم يشعر إلا وخيوط النهار في النافذة
حين حكى لزوجته ما حدث في النهار التالي لم يكف فمها عن الاستعاذة والبسملة وقراءة القرآن أخذت بعبارات قروية تستنكر ما يقوله و تتعوذ وتعوذه وتعوذ حتى أبنها المېت من الجن ! لكن الحاج كان قد ذهب قبلها وأخذ كل ما كتبه من أوراق ومزقها ومسح كل تعويذة كتبها على أوعية الطعام
قال لزوجته سواء كان خبرها صدق أو كڈب وما دام سكتت أصوات الجهال الذي يبكوا خلاص سنعتبر ما ينقص من أغراض صدقة لوجه الله تعالى و لا أريد أي أحد أن يعلم بما صار و لا حتى الأولاد والغرفة هذه لا تفتح سواء في حياتي أو بعد مۏتي !!
مثل نجوم الفجر كانت ترى وجه أبنها أمين كل ليلة ذات يوم غلبها شوقها وفي غياب الأب دخلت الغرفة نست أمر القشعريرة و نست الخۏف من الجن نست أمر تلك الجنية ! كانت تريد أن تلمس أغراضه التي بقيت هناك لسنين ثم وجدت نفسها تقول وهي تبكي الله يرحمك يا أمين الله يرحمك سواء كانت هذه تكذب أو صادقة !
قالت صاحبة الخيال الواقفة في حيز الظلمة لا تخافي لا تخافي لن أؤذيك أنتي أم أمين وأمين كان طيب معي!
في كلمات قليلة و وسط رعشة قلب الأم وكانت تتحاشى أن ترفع نظرها تجاهها و تتأمل ملامحها أكثر و فعلت مرة فوجدتها حسنة الوجه عكس ما تسمعه عن قبح وبشاعة ملامح الجن لكنها لم تعاود النظر وسط نبضات قلبها الواجف فليس في كل يوم يجد الإنسان من يحدثه غير البشر فكيف بمن يحدث جن
إنها لا تظهر للبشر فقط ظهرت لها مثلما لم يكن يراها إلا أمين وأنها عشقته ولأجله خالفت سالف أسرتها والجن وتزوجته مما جعلهم يحرموها وينفوها من بينهم ولهذا كانت تأخذ الطعام لأولادها من أمين
لكنها لن تزعجهم بعد الأن إذ سترحل قريبا لعالمها بعد ما كبروا أولادها لأن أسرتها قررت أن تسامحها بعد أن ماټ أمين وسمحوا لها بالعودة
أخذت الجدة وهي تحكي لحفيدها القصة تمسك بيده وتقول له وهي تختم الحكاية
هذا أنا قلت لك كل الحكاية الأن قبل أن أموت و بعد ما كبرت و أصبحت شاب و أريد منك أن
تكتم السر و لا تخبر به أحد لكن حافظ على غرفة عمك أمين مغلقة و لا تغرك نفسك و تفكر في أن
تدخلها أو تسكنها بعد أن أموت أخاف أن تعود تلك أو غيرها ! و لولا أنه بيتنا و ليس معنا غيره كنا تركنا البيت كله
وعدها مرشد أن لا يخبر أحد ولم ينكث بوعده لكن أمه التي كانت تستمع ما تحكيه الجدة وعرفت قصة الغرفة المغلقة بعد كل هذه السنين لم يعنيها ذلك الوعد لذا لم يمر إلا بضعة أيام و بدأت بعض النسوة يحكين قصة الغرفة المغلقة منذ سنين طوال وقصة أمين الذي تزوجته جنية وأنجبت منه و خبأ والديه الحكاية عن الكل ! و حتى اللحظة تتعوذ النسوة حين يحكين القصة لكنهن يواصلن سردها وكأنهن يتلذذن بذلك فيما كان البعض من الرجال يؤمن و يؤكد الرواية و صار البعض من يبتلون الأرض بالمحراث يزملون وهم يحرثون
وليلبو وليلية أمين تزوج جنية !
فيما الكثير من الناس يقول عنها هذه خزعبلات وخيال ! وتستمر الحكايات باستمرار الصباح والليالي لكن غرفة أمين ما زالت مغلقة حتى اليوم ! مثل الكثير من العقول مثل الكثير من الأسرار