صراع السلطه
جامعة حور بنت عمك سليم..
عاد ليتمدد على المقعد من جديد ثم وضع القبعة لينعم ببعض الراحة..
بأرض العمفضل..
إحتدت نظارتها المتخفية من حول قناعها الخفي فما أن تأكدت من ابتعاده حتى رددت پغضب
_ ماله ده كمان شايف نفسه على خلق الله..
أجابها العمفضل ببسمته البشوشة
_مالكيش حق يا بتي.. ده البشمهندس آسر أطيب خلق الله..
_مهو واضح ده خاېف من مامته!.. هو ده كبير عيلة الدهاشنة اللي هيكون بعد أبوه!
بملامح جادة للغاية أجابها
_أنتي متعرفهوش زين يا بتي البشمهندس آسر غريب عن ولاد عمامه بيحب خلطة الناس بالصعيد لكن وقت الجد يبيقى غول عيلة الدهاشنة الكل إهنه بيعمله الف حساب ومحدش يقدر يعيب فيه زي ما أنتي بتعملي كده خلينا في حالنا يا بتي..
_يلا نروح قبل ما الظهر يأذن..
ظلت محلها شاردة الذهن تتطلع على الطريق الذي سلكه بالعودة بشرود ظنها الشخص الغامض ورأته هو ماكر وخبيث نعم لم يكن أمامها خيار أخر حينما مرض ابيها فارادت أن تساعده بعمله الشاق حتى لا يكون بمفرده من البداية وهي تناضل الأفكار اللعېنة التي تنصف المرأة بأنها ضعيفة وغير قادرة على ممارسة عمل الرجل فاردت أن تكد عملا بالأرض علها تثبت لذاتها بأنها قادرة على ذلك انتبهت لصوت والدها حينما نادها مجددا
التفتت تجاهه ثم صعدت لجواره وهي تردد بضيق شديد
_بعدهالك يابوي مش قولتلك متنادنيش باسمي..
رد عليها بابتسامة واسعة
_حاضر يا ولدي كده زين
ابتسمت وهي تجيبه بحب
_زين..
بالقاهرة وبالأخص بالعمارة التابعة لأبناء عائلة فهد كان الطابق الأرضي فارغ يشغله مساحة كبيرة من الحشائش الصناعية وعدد لا بأس به من الطاولات البلاستكية أما الطابق الثاني فكان يحوي شقتين كبيرتين للغاية بابهما مقابل بعضهم البعض احدهما تخص الفتيات والأخرى تخص الشباب لمتابعة الأعمال المشيدة بالقاهرة أما الفتيات لمتابعة الدراسة والجامعة يعلوه الطابق الثالث الذي يخص ماسة بشكل كبير لأنها بالنهاية امرأة متزوجة..
بالشقة الخاصة بالفتيات..
انتهت حور من أداء فريضتها ثم رفعت يدها البيضاء لتدعو الله بتحقق أمانيها ومن ثم نهضت لتطوي سجادة الصلاة لتضعها برفق على مسند المقعد ثم جذبت خمارها الطويل ليتدلل خصلات شعرها القصير ذو اللون الأسود المميز فحانت منها نظرة جانبيه تجاه طاولة الطعام التي اعددتها لابنة عمها لتردد بسئم
ومن ثم اتجهت لغرفتها لتزيح الغطاء السميك عنها وهي تصرخ بانفعال
_يا خم النوم الجامعة هتفوتك!..
فردت روجينا ذراعيها بالهواء وهي تحيبها بدلال
_سبيني الله يكرمك يا حور هو أنا أسيب بابا بالبلد ألقيكي هنا..
ثم جذبت الأغطية مجددا وهي تشير لها
رمقتها بنظرة مغتاظة وهي تضيف
_بقالك ساعة بتقولي كده ولما بجي بتكون مش أخر مرة..
ثم أضافت بمكر
_أنتي هتقومي بالذوق ولا أنادي آسر يشوفله حل..
انتفضت من على الفراش بفزع
_أوعي والله أزعلك..
ضحكت وهي تشير لها ساخرة
_كده مش هتنامي تاني غيري هدومك وتعالي افطري الأكل برد من زمان..
زمت شفتيها بغيظ
_في قفاكي.. هتلاقيني في قفاكي..
وما أن تأكدت بخروجها حتى جذبت الغطاء مجددا وهي تهمس بسخط
_عيلة هم..
أتاها صوتها المنادي بحزم
_روجينا!..
نهضت سريعا فتعثرت أرضا لتتعالى ضحكات حور بتسلية..
ركضت خلفه مسرعة لتتفادي تلك المزهرية التي كادت بأن تحتضن الأرض باشلائها شعرها الطويل يترنح من خلفها بخفة ودلال نجحت أخيرا بالوصول إليه فقبضت على راسخه ثم لوت ذراعيه لتنتشل اللعبة الصغيرة من يديه بكى طارق البالغ من العمر اثنا عشر عاما فصاح بها پغضب شديد
_أنتي كل لعبة تاخديها مني بالعافية أنتي بجد بقيتي وحشة أوي!
هزت ماسة رأسها بطفولية وهي تجيبه
_ماسة مش وحشة طارق هو اللي وحش عشان مش بيرضى يلعب ماسة معاه..
دفعها بعيدا عنه بكره
_مش هلعبك معايا لاني مبحبكيش..
لمعت الدموع بعينيها فقالت بطفولية
_والله لأقول ليحيى يضربك عشان أنت بټضرب ماسة..
_في أيه....
سؤال متلهف سأله ذو العين السوداء بعدما أسرع بالوقوف أمامهما فأشارت ماسةبيدها پبكاء
_طارق ببضرب ماسة..
وتركتهما وركضت للأعلى سريعا حتى ولجت لغرفة يحيى أما بالأسفل انحنى بدر ليكون مقابله فمرر يديه على شعره بحنان
_مش احنا اتكلمنا أكتر من مرة يا طارق في الموضوع ده!..
أجابه الصغير پبكاء
_هي اللي بتاخد كل لعبي يا بدر ويعدين هي المفروض كبيرة ومش طفلة ليه بتعمل كده..
ارتسم الحزن على تعابير وجهه ومع ذلك حافظ على ابتسامته
_مش أحنا قولنلك أكتر من مرة يا طارق أن ماسة تعبانة ولازم ناخدها على قد عقلها هي بقت دلوقتي طفلة في سنك ومش فاكرة حاجة عن سنها وهي كبيرة دلوقتي يحيى أخوك هيزعل منك..
حدجه بنظرة مغتاظة قبل أن يقول
_يطلقها ويتجوز واحدة كبيرة..
بلهجة صارمة صاح
_عيب يا طارق الكلام ده ماسة مهما كان تبقى بنت خالك عمر ومرات أخوك الكبير..
احنى رأسه بالأرض حرجا فاحتضنه بدر بحنان..
أما بالأعلى..
إنتهى من ارتداء بذلته السوداء الأنيقة ثم نثر البرفنيوم الخاص به ليتأكد بذاته من تصفيف خصلات شعره الأسود الطويل بانتظام عينيه الرمادية يحتلها قوقع غائم من الحزن بشرته الداكنة تمنحه وسامة طاغية انتهى من عقد جرفاته الخاص ثم انحنى ليعقد رباط حذائه فتفاجئ بزوجته تدلف للغرفة باكية نهض ليدنو منها سريعا ثم تساءل بقلق
_في أيه يا حبيبتي..
فركت عينيها پبكاء وهي تشير له على الباب قائلة
_طارق ضړب ماسة..
سكن الڠضب ملامحه فكادت عينيه بالانخراط بموجة عاصفة يحاول قدر الامكان أن يجعل أخيه ومن حوله يستعب الحاډث المؤلم الذي أصاب معشوقة دربه ليحولها من مرأة كاملة الانوثة لفتاة لا يتعدى عمرها الحادية عشر عاما ورغم ۏجع قلبه لتلك الذكرى القاټلة الا انه يجاهد ليكن جوارها رفع يحيىأصابعه ليزيح دمعاتها ثم حضنها برفق
_متزعليش يا روح قلبي أنا هنزل حالا أطلع عينه وأقوله ميرفعش أيده على ماسة تاني..
تحول بكائها لضحكة مشرقة فجذبت يديه وهي تردد بسعادة
_يلا نضرب طارق..
ابتسم وهو يتأمل ضحكتها التي أنعشت قلبه فجذب حقيبته السوداء من على سطح مكتبه
_يلا يا ستي..
وهبط معها للأسفل فما أن رأه طارقحتى تخبئ خلف بدر پخوف فأشار له بدر سريعا
_مفيش داعي تزعقله يا يحيى أنا خلاص فهمته غلطه..
سحبت ماسة جاكيت يحيى قائلة
_طارق بيقول مش هيلعب ماسة معاه تاني أضربه يا يحيى..
اكتاظ غيظ الصغير فقال پعنف
_مش هلعبك عشان انتي وحشة وأنانية..
أطرقت بقدميها الارض لتغوص بنوبة من البكاء كاد بأن يؤثر بحالتها النفسية المتدهورة فأمسك يحيى ساعديها معا وهو يصيح پغضب فتاك
_قسما بالله يا طارق لو محترمت نفسك لأكون قسمك نصين أنت مفيش فايدة فيك أبدا غور من وشي..
ركض الصغير للخارج باكيا فأسرع بدر للدرج ليتفحص وضعها قال يحيى بقلق
_شوفتي يا ماسة زعقتله ازاي متزعليش عشان خاطري..
_لو ماسة معيطتش هجي بدري من المصنع النهاردة وأخرجها الملاهي زي ما تحب..
اتسعت بسمتها وهي تردد بحماس
_يحيى خرج ماسة
ابتسم وهو يجيبها
_هخرجك وأجبلك البسبوسة اللي بتحبيها..
كفت عن البكاء واتسعت ابتسامتها فاحتضنها بلهفة بعدما تمكن من تخطي المرحلة الخطړة من علاجها المتزمن ابتعد عنها برفق حينما انتبه لهبوط بدر فناوله الحقيبة الصغيرة أخرج منها يحيى الدواء فكادت ماسة