الإثنين 25 نوفمبر 2024

صراع السلطه

انت في الصفحة 2 من 85 صفحات

موقع أيام نيوز


ليشير بيديه التي تتصبب عرقا 
_خد الحمولة دي وإرجع أنت ياحسان.. 
ومن ثم إنحنى ليحمل حزمة أخرى فأسرع إليه حسان العامل قائلا 
_عنك أنت يا بشمهندس آسر أني اللي هحملهم.. 
ابتسامة صغيرة ارتسمت على شفتيه القاسېة ومن ثم أجابه بمحبة كبيرة 
_لا أنا اللي هحملهم اسمع أنت بس الكلام وأرجع المزرعة أهتم بالفرس.. 

سحب اللجام ليجلس على طرف العربة وهو يشير له بطاعة 
_اللي تؤمر بيه يا بشمهندس.. 
مرر آسرأصابعه على رأس الفرس الأبيض بحنان ثم رفع عينيه ليشير للأخر بالتحرك فأنصاع إليه اتجه آسر للشجرة القريبة منه فاستلى من فروعها قميصه الأبيض الذي تركه على أحد فروعها حتى لا يتسخ بأعمال الحقول الشاقة فلم يتسنى له الوقت ليبدل ملابسه فما أن وصل من القاهرة حتى أمره والده بالذهاب لمتابعة العمال فما كان منه الا أن خلع قميصه ليعاونهم اليد باليد رافضا مباشرة عمله المتوقع بمعاينة الحسابات فترك تلك المهامة لاحمد دس يديه بجيب بنطاله الأسود ليخرج منديله الورقي ثم ازاح العرق النابض على بشرته الخمرية ومن ثم فتح عينيه البنية الداكنة ليتأمل إن كانت ملابسه مازالت متسخة بعد ثم مرر اصابعه بين خصلات شعره الفحمي ليمشطه جيدا ثم جلس على الأريكة الخشبية المتهالكة القريبة منه ليرفع هاتفه بانتظار رد الطرف الأخر فقال 
_أيوه يا بدر أنت لسه نايم ولا أيه 
طيب فوق كده وإسمعني شحنة الفاكهة في طريقها للمصانع لازم تكون موجود هناك أنت و يحيىفهمت 
طيب تمام بعد بكره هنكون عندكم أنا وأحمد بأمر الله.. 
وأغلق هاتفه ومن ثم وضعه بجيب بنطاله ليتجه بخطواته المتزنة تجاه المبنى القريب من الأراضي الزراعية ليجد أحمد منهمك بالعمل على عدد من الملفات ليتحرر لسانه الصامت ناطقا بتعصب واضح 
_الشغل ده ميرضيش ربنا أبدا.. كل ده غلط دي فلوس ناس يا ريس! 
أجابه المحاسب بتوتر 
_يا بشمهندس راجع حساباتك تاني جايز تكون غلطان.. 
نهض عن مقعده ليحدجه بنظرة قاټلة 
_أنت اللي هتعلمني شغلي ولا أيه 
والقى الاوراق بوجهه قائلا بحدة 
_راجع شغلك وشوف باقي المبلغ الناقص من الحسابات ده فين والا الكبير بنفسه اللي هيعرف.. 
وترك المكتب الصغير المتدلي بأحد أطراف المبنى المتوسط ثم خرج ليجد آسر من أمامه يضع يديه معا بجيوب بنطاله ويتطلع له بصمت قاټل ليبتره حينما قال 
زفر أحمد بانفعال 
_ده بني آدم بجح بيغلطني عشان يزوغ من المبلغ اللي عكشه في كرشه. 
تعالت ضحكات آسر الرجولية ليردد بعدم تصديق 
_هدي نفسك بس يا عريس ده أنت على وش جواز.. 
سكنت نظراته وهو يردد بفتور 
_عريس أيه بس ده أنا بقالي سنتين خاطب ومستنى أختك تخلص الجامعة بتاعتها وكل مرة الكبير بيطلعلي بحجة شكله مش عايز يتخلى عن بنته.. 
رد عليه بمزح 
_روجينا أكلة بعقله حلاوة وبعدين أنت مستعجل على الجواز كدا ليه مش قولت عايز تأسس المصنع ويبقى ليك مالك الخاص استغل الوقت ده لنفسك الجواز فقر يا ابني صدقني.. 
ضحك أحمد وهو يجيبه بمشاكسة 
_يعني أنت مش عايز تتجوز يا كبيرنا.. 
أعدل من ياقة قميصه وهو يجيبه بفخر 
_لا مبفكرش بالمواضيع المنحرفة دي... 
ثم جذبه بقوة كادت باسقاطه 
_يلا عشان نرجع.. 
تأوه أحمد پألم 
_بالراحة علينا احنا مش قدك يا كابتن.. 
أجابه ساخرا 
_طول ما أنت بتأكل وتنام وبتكنسل الجيم عمرك ما هتبقى قد أي حد.. 
تعالت ضحكاته فقال بصعوبة بالحديث 
_لا يا عم كفايا الشغل اللي طالع عينا فيه!. 
بسخرية قال 
_طيب يلا ياخويا.. 
مشى لجواره حتى مروا من أمام أحد الأراضي الزراعية التابعة لأحد العاملين المخلصين لأبيه سابقا فمن يسوقه الحظ للعمل بمزارع عائلة الدهشان قد يحظى بمال وفير يتمكن من بعدها شراء الأرض الخاصة به كحال هذا العامل المحبب لقلب آسر فأشار لأحمد قائلا 
_اسبقني أنت على العربية وأنا دقايق وهحصلك.. 
أومأ برأسه بهدوء ثم أكمل طريقه سيرا للسيارة التي تبعد عنه بمسافة ليست ببعيدة بينما إقترب آسر من كومة القش الملقاة أرضا حيث كان يجلس هذا الرجل المسن فألقى عليه التحية ثم قال ببسمة بشوشة 
_عامل أيه يا راجل يا طيب أنت ما صدقت تسبنا ولا أيه 
أجابه الاخير بابتسامة واسعة 
_أستاذ آسر كيفك يا ولدي.. والله وليك شوقة.. 
وحاول النهوض على قدميه الملفوفة بشاش أبيض مستندا على عكازه الصلد ساندهآسر سريعا ليردد پخوف 
_خليك مكانك.. 
ثم تساءل بحزن 
_الف سلامة عليك يا عم فضل مالك أيه اللي حصل 
وصف پألم ما حدث له 
_مفيش يا ولدي كنت بحمل الربة على العربية فتكعبلت ووجعت على رجلي ولما روحت المستوصف جبسوهالي.. 
عاونه على الجلوس مجددا ثم قال 
_الف سلامة عليك طيب جاي ليه الأرض وأنت تعبان أوي كده 
كاد بأن يجيبه ولكنه انتبه لصوت صخب يأتي من خلفه من أرض العمفضل بالتحديد فاستدار ليجد أحدا يحاول رفع أكوام القش الضخمة ليضعها على العربة القريبة منهم فأسرع تجاهه تلقائيا كان يرتدي جلبابا أسود اللون يلف حول وجهه شال أبيض اللون يخفي به رأسه ووجهه المغطى بأكمله لم يكن سوى عينيه الخضراء الساحرة بارزة من خلفه تعجب آسر مما يرتديه هذا الرجل الغامض ولكنه ظن بأنه يحتمي من أشعة الشمس القاټلة فانحنى ليجذب الحبال الغليظة من حول كومة القش الضخمة ليردد بثبات 
_هات الطرف التاني يا ريس.. 
انحنى الرجل ذو الجلباب ليناوله الطرف الأخر فتلامست أيديهم فشعر بنعومة ملامسها رفع آسر عينيه تجاه هذا المقنع باستغراب ثم نهض ليزيح قميصه الابيض عنه فاستدار الرجل سريعا ابتسم آسر وهو يخبره بمرح 
_لا مواخذة يا عمهم بس الحاجة مش هتدخلني البيت لو وسخت الابيض.. 
ومن ثم انحنى ليحمل كومة القش ببراعة تنساق مع جسده المصفح بالعضلات القاسېة ليضعها على متن العربة ثم عاد ليحمل الكومة الأخرى فوضعها لجوار الاخرى فاستدار ليشير له قائلا 
_لسه في حاجة تانية عايز تحملها على العربية! 
هز رأسه فتعجب آسر من صمته المبالغ به أتاه الرد من خلفه حينما إقترب منهما فضل ليثني على ما فعله 
_الف شكر يا ولدي مننحرمش منيك. 
ربت على كتفيه بابتسامة صغيرة 
_على أيه يا عم فضل خد بالك انت بس من نفسك ولو إحتاجت أي حاجة كلمني من غير ما تتردد.. 
ثم جذب قميصه ليشير للرجل الغامض 
_سلام يا ريس شكلك عندك دور برد صعب في الحنجرة أبقى عالجه يا عمفضل.. 
تعالت ضحكات العجوز ليجيبه بصعوبة 
_حاضر يا ولدي.. 

وصل للسيارة فهبط احمد مسرعا ليشير له پصدمة 
_أنت فاكر نفسك في إنجلترا ألبس بسرعة قبل ما ېقتلونا.. 
ارتدى آسر قميصه ثم تحرك تجاه الباب الايسر من السيارة ليردد بخبث 
_ما تنشف يا عم حد يقدر يبصلنا بس!.. 
تحرك أحمد بالسيارة ليسأله باهتمام 
_عامل أيه عم فضل 
أغلق عينيه ثم استرخى على المقعد ليضع القبعة على رأسه فعاد أحمد ليسأله مجددا فقال بخفوت 
_رجله مکسورة وجايب ابنه يساعده وهو أصلا شكله مالوش لا في الطور ولا في الطحين.. 
رفع حاجبيه بتعجب 
_ابنه! .. عم فضل معندوش غير بنت وحيدة بتدرس بالقاهرة.. 
أزاح آسر القبعة عن وجهه ليردد باستغراب 
_أمال مين ده.. 
_معرفش جايز مأجر حد.. 
نفى آسر ذاك الإقتراح 
_لأ.. معتقدش حالته المادية متسمحش بكده.. 
قال أحمد 
_جايز حد من قرايبه لان زي ما قولتلك معندوش غير بنت واحدة بتدرس بالقاهرة بنفس
 

انت في الصفحة 2 من 85 صفحات