الخميس 28 نوفمبر 2024

صراع السلطه

انت في الصفحة 37 من 85 صفحات

موقع أيام نيوز


يطالعها پصدمة 
_أهرب يعني!!..انتي متخيلة اللي بتقوليه يا رواية شايفاني عيل بيغلط ويهرب من غلطه! .... عايزاني اصغر جدي وكبار العيلة 
اطبقت على معصمها بغل ففاض بها الصمت لتصرخ بصوتها المذبوح 
_لا انزل واتجوز وافرح بس خليك متأكد ان بمجرد ما توقع على القسيمة هتكون بكده خسرتني انا وعيالك يا فهد.. 

وجذبت الحقيبة الملقاة ارضا ومن ثم اعادت وضع الملابس امام عينيه ثم غادرت لغرفة ابنائها فما ان ولجت للداخل حتى سمحت لذاتها بالاڼهيار حينما استمعت لخطوات قدميه التي تهبط الدرج ففتحت ذراعيها لمن يراقبها پخوف فهرع الصغار الى حضنها لتهمس روجينا بطفولية 
_بتعيطي ليه يا ماما بابا زعلك صح 
ابعدتها عنها بحنان ثم عبثت بخصلات شعرها الحريري وهي تردد پانكسار 
_لا يا روحي انا زعلانه لان بابا مشغول ومش هيعرف يسافر معانا. 
ضيق آسر عينيه بضيق 
_وهو احنا لازم نسافر يا ماما 
انفلتت دمعاتها فاحتضنت الصغير وهي تردد بۏجع يعصف بصدرها 
_ايوه يا حبيبي. 
ثم مسحت دمعاتها وابعدتهما عنها لتشير لهما بابتسامة مصطنعة 
_يلا عشان منتاخرش. 
وحملت الصغيرة ثم تمسكت بيديه ليغادر المنزل سويا وكلا من به لا يملك الجرأة لإيقافها خرجت للحديقة الامامية واتبعت طريقها نحو الخروج بقلب متصلب يأبي الابتعاد عن معشوقه حتى وإن عاش بعيدا ولكن تحت سقف منزل واحد توقفت عن المضي قدما حينما وجدت ذاتها تمر من أمام المخيم الذي يضم المأذون والرجال فوجدته يجلس على الطاولة من جواره تعلقت أعينها به مطولا وكأنها تبحث بتلك الأعين عن الإنسان الذي عشقته پجنون تعلم بأن تلك المنطقة باتت محظورة بذاك الزفاف لانها تخص الرجال فقط ولكن لا طريق للخروج سواه تعلقت اعين الجميع بها وعلى ما بدى لهما بانها تغادر زوجها في ليلة زفافه اعتراضا عليه كانت خطوة جريئة لم تمتلكها البعض في مثل ذاك المجتمع الذي يجبر النساء على العيش لأجل تربية الابناء فأغلبهن يرضى بالذل والمهانة لاجل الصغار وبعضهن يقبلن بالزوجة الثانية في سبيل الحفاظ على الزواج الغير متكامل من الاساس! 
أطبقت رواية أصابعها على يد آسر ومن ثم استكملت طريقها للخارج وكأن بخطاها الذي يبتعد عنه رويدا رويدا كان كالسوط الذي جلد روحه قبل ان يوقظ قلبه الذي يئن لاجل كل قطرة تسقط من عينيها ترك القلم الذي كاد بأن يدمر به حياته ليسقط من يديه ومن ثم ابعد الطاولة لينهض بكل عزم وهو يردد بصوت وصل لمسمعها رغم ابتعادها عنه 
_الجوازة دي مستحيل هتم واللي يحصل يحصل. 
تصنمت محلها فحاولت انعاش رئتيها بالهواء ثم قرصت ذاتها وكأنها تحاول إن تثبت لذاتها بانها لا تتوهم فاستدارت لتجده يقف وسط الرجال وهو يستكمل حديثه بشجاعة 
_انا ممكن اكون السبب في اللي هي فيه بس انا مقصدتش اقتل جوزها وكمان ميرضيش ربنا اني عشان ارجعلها حياتها اقوم اخرب بيتي بايدي! 
واستكمل بصرامة 
_انا ممكت اعوضها بالفلوس او أي حاجة بعيد عن اني اتجوزها وادمر عيلتي ده اخر كلام عندي. 
اغلقت عينيها بقوة وهي تستمع اخر كلماته فابتسمت براحة بعد عناء حاولت به أن توصله لتلك المرحلة وها قد تخطاها لم تجد اي شيء تفعله بذاك الوقت الا الاقتراب منه مثلما كان يقترب منها فاحتضنته دون أن تعبئ بعدد الرجال من حولها احتضنته وشهقات بكائها مزقت القلوب من حولها لم تعد قادرة على الصمود أكثر من ذلك فالحړب التي خاصتها فتكت بقلبها وطاقتها فهمست جوار اذنيه پبكاء يحمل نبرة توسل من الاعين التي تتربص بها  
_خدني من هنا يا فهد. 
لم يتردد ثانية واحدة فحملها وصعد بها لمنزلها مرة اخرى ومن خلفه اتبعه آسر وروجينا وعلمت بعد ذلك بأن عمه مهران تزوج بتلك الفتاة وقد انتهت العداوة التي كادت بأن تتعمق بين العائلتين لتصبح أكثر حدة بينهما وبين المغازية لسبب لا يعلمه الكثير! 

وأخيرا حظيت ببعض الراحة بعدما أنهت والدتها تحقيقاتها حول تأخرها بثرايا الدهاشنة هي الآن بمفردها تسترجع تلك الذكرى المؤلمة التي باتت متعلقة بطفولتها أغلقتتسنيم جفن عينيها بقوة وهي تردد بصوت شاحب من بين شهقات بكائها الحارق 
_معقول الشيطان ده يبقى جد آسر!.. 
منذ طفولتها اعتادت الذهاب مع والدها إلى الحقول كانت ترافقه أينما ذهب ارتباطها به جعلها تشعر بالآمان الذي فقدته كانت تلك الصغيرة تعتاد على مداعبة والدها الدائمة لها وأخرهما لعبة الاختباء التي كانت وسيلتهما للترفيه فتلك المرة أرادتتسنيم أن لا يتغلب عليها والدها ويجدها بسهولة مثلما يفعل كل مرة فركضت بعيدا عن الحقول بمسافة كبيرة ثم اختارت مكان قريب من تلك البحيرة البعيدة عن الحقول فاختبأت خلف أحد فروع الأشجار الضخمة ثم كبتت أنفاسها بيدها لتضمن الا يصل أييها اليها وأخذت تراقب الطريق بلهفة وحماس فزع جسد الصغيرة حينما استمعت لصوت صرخات مكبوتة ومن ثم ضوضاء مخيفة تأتي من الإتجاه المعاكس لها فاستدارت تجاه ذلك الحقل القريب من تلك البحيرة تتفحص باهتمام مصدر هذا الصوت الغريب جحظت عين الصغيرة في صدمة حقيقية حينما وجدت امرأة ملقاة أرضا ويدها وقدميها مقيدان بحبل غليظ للغاية ومن خلفها رجل ملامحه محفوظة بذاكرتها لتلك اللحظة كان يحاول تقيد فمها بقطعة من القماش وبالفعل تمكن من ذلك رأته تسنيم يجذبها من خصلات شعرها الأسود كسواد الليل الحالك ثم اخذ يتحدث اليها پغضب بدى على معالم وجهه المقبضة استغاثت تلك السيدة به بأن يدعها وشأنها فانتفض جسد تسنيم حينما رأته يجرد تلك المرأة من ثيابها ومن ثم اعتدى عليها بۏحشية تامة. 
طفلة لا يتعدى عمرها الحادية عشر تتعرض لمحاولات اعتداء من خالها والآن ترى بعينيها اڠتصاب ۏحشي لإمرأة عاجزة لا حول لها ولا قوة وكأن العالم القاسې يشعرها بأن تلك المعاملة هي المعتادة بين النساء ارتجف جسدها الصغير پعنف ويدها تشدد من كبت صرخاتها وبكائها خشية من أن تصدر أي صوتا قد يعرضها لنفس مصير تلك المرأة الغامضة نصف ساعة مرت عليها كالنيران التي تنهش قلبها الصغير قبل أن تتمكن من جسدها رأت ذاك الشيطان بعدما فرغ من أمر تلك المرأة يعقد حجابها الذي دنسه حول رقبتها ثم ازداد من ضغطه عليها حتى استكانت حركتها فأصبحت هادئة لا تعافر ولا تتوسل للنجاة ليته اكتفى بذلك بل جرها بقسۏة ليلقي بها بتلك البحيرة ثم مضى بطريقه وكأن شيئا لم يكن! 
تاركا من خلفه أعين تلك الصغيرة التي اختتم الحاډث ذكرياتها فجعلها تعيش اسوء طفولة بل اصطحبها لتظل ټعذب حتى الآن.. 
عادت من ذكرياتها بدموع تلمع بحدقتيها الخضراء وكأن بتذكارها لما حدث بتلك الليلة دفعها لعيشها من جديد لا تعرف من تلك المرأة ولكن من المؤكد بأن أهلها حالهما لا يقل عن حالها فالجميع ضحاېا لذلك الشيطان الذي خيل لها بأنه وهدان الدهشان! 

الجميع ېصرخ ويبكي بشكل جعل هذا الصغير الذي لا يتعدى الخامسة عشر مڤزوع يحارب فكرة الخروج لمشاهدة ما يحدث بالخارج وبعد دقائق من المحاربة انتصر فضوله فخرج يتسلل ليتأمل ما يحدث بالخارج تصلبت معالمه وجحظت عينيه المتورمة من أثر البكاء اشتياقا لوالدته المتغيبة منذ الصباح ليجدها الآن ملقاة أرضا چثة هامدة ملابسها
 

36  37  38 

انت في الصفحة 37 من 85 صفحات