صراع السلطه
والدتك محتاجة لمساعدة وأنت مش هتقدر تسد في كل ده أنا هكلم عمي.
منحه عبد الرحمن ابتسامة صغيرة بحبس آلمه بداخلها ثم قال
_مفيش داعي تتعب نفسك يا بدر أنا مدي ألف عذر لعمي اللي عملته أمي صعب حد ينساه بسهولة.
قال بتصميم
_وحالتها حاليا متستهلش مننا غير السماح على اللي عملته قبل كده.
_طيب أنا لازم أرجع البيت أنت عارف مواعيد دوا الحاجة.
بتفهم وحب قال
_هتصل بيك نتفق ونتقابل عشانآسر نازل القاهرة بكره بليل.
أشار له بيديه
_هستنى مكالمتك سلام.
أشار له بابتسامة صغيرة
_في رعاية الله.
ثم جلس بدر يرتشف قهوته فلفح وجهه نسمة هواء عليلة دفعته عن قصد لتذكر حينما يعبث الهواء بخصلات شعرها الأصفر ابتسامتها التي تلاحقه أينما ذهب عبث بملامحه فهو لا يود إسترجاع أي ذكرى متعلقة بها فوضع كوب القهوة الغير مكتمل بتقزز وكأن رائحتها هي من تدفعه لتذكرها ثم نهض ليجذب المال من جيب بنطاله الرمادي ليغادر سريعا قبل أن تتمكن منه أكثر من ذلك!
بشقة الفتيات.
انتهت حور من قضاء فريضتها ثم جلست لتتابع دراستها بالردهة المقابلة لباب الشقة شعرت بحركة خاڤتة بالخارج فما كان منها الا الإقتراب لتقف بالقرب منه حررت روجينا المفتاح ببطء شديد ثم ولجت للداخل لتغلقه سريعا والتقطت أنفاسها براحة وسعادة واستدارت لترفع يدها على صدرها وهي تردد بهلع
بنظرات حادة سألتها
_كنت فين كل ده يا روجينا أنتي عارفة الساعة كام دلوقتي
جلست على الأريكة ثم خلعت حذائها بضيق شديد مما تسمعه من محاضرات لازعة من ابنة عمها التي واصلت بنصائحها
_عارفة لو حد من ولاد عمك لمحك وأنتي راجعة وش الصبح كده هيعمل فيكي أيه!
ألقت الحذاء أرضا وهي تجيبها بضيق
لوت شفتيها بتهكم
_تقى تاني يا روجينا مش حذرتك من البنت دي أنا! أنتي عارفة بيتكلموا عنها إزاي!
خلعت حجابها وهي تصيح بإنفعال
_يوووه معتش ورانا غير السيرة اللي مش بتتقفل دي!
وقفت حور مقابلها لتجيبها بشراسة وتحد لمواصلة الحديث
_أيوه معتش ورانا الا هو أصلك مش شايفة نفسك بقيتي أيه من ساعة ما صحبتي البت دي غيرتك ١٨٠درجة وكأنك بقيتي واحدة تانية أنا معرفهاش.
_متشكرة لنصايحك.
إتبعتها حور وهي تستكمل بتعصب شديد
_هنصحك وهفضل أنصحك دائما متنسيش أني أكبر منك وليا الحق بده!
جلست على الفراش وهي تفرك وجهها بغيظ تخلت عنه وهي تحاول أن تتحدث بلطف
_طيب يا حور هنتكلم بكره لأني بجد تعبانه ومحتاجة أرتاح ممكن!
_هطلع بس هقولك حاجة واحدة.
اضطرت الإنصياع لها حتى تغادر من أمامها فقالت الأخيرة بهدوء
_إختيار الصديق اللي بنصاحبه يا روجينا هو شيء أساسي زي إختيار شريك الحياة بالظبط لأنه للأسفل تصرفاته وأخلاقه بتنعكس علينا في صديقة بتشجعك أنك يكون ليك كيان وتحققي طموحاتك وبتشدك لو لقيتك بتقربي من الغلط.
وبابتسامة منحت وجهها إشراقة أضافت
_بتقربك خطوة من ربنا وبتراقب تصرفاتك عشان لما تغلطي تلحقك هي شايفاكي حد من أهلها ومتقبلش بأي سوء يمسك دي بتبقى الصحبة الخير اللي بتشدك بطريق كله صلاح.
وبملامح ممتعضة قالت
_وفي صحبة كلها شړ زي تقى بتاعتك دي بتشجعك وبتوسوسلك زي الشيطان الحجاب شكله وحش لا لبسك مهرول تعالي نروح الحتة الفلانية وغيره كتير أوي إنعكاس شخصيتها السييء مع الوقت هينعكس عليكي ڠصب عنك وده فعلا اللي ابتدى يحصل معاكي من أول ما بدأتي تصاحبيها راجعي نفسك يا روجينا.
وتركتها وغادرت الغرفة بأكملها عل كلماتها تفيقها مما هي به!
بالطابق العلوي.
كان يجلس يحيى على المكتب الصغير المقابل لفراشه يراجع على الحاسوب بعض الحسابات الخاصة لبعض التجار وفي تلك اللحظة إندفعت ماسة للداخل كالتيار لتقف لجوار مقعده ثم تمسكت بيديه وهي تشير له پخوف
_يحيى.
أمسك بيدها المرتجفة ثم نهض فتخبأت من خلفه لتتشبث بملابسه ففهم ما يحدث حينما ولجت إلهام لتردد في يأس
_بحاول أنيمها مش قادرة.
أشار لها بابتسامة هادئة
_روحي إنتي وسبيها.
أومأت برأسها بحبور
_تحت أمرك يا بشمهندس.
وبالفعل أغلقت باب الغرفة وغادرت على الفور فجذب يحيى يدها المتشبثة بالتيشرت الخاص به ثم أخرجها لتقف من أمامه تتدلى شفتيها السفلية بحزن ابتسم وهو يتأملها ثم جلس على حافة الفراش ليجذبها لجواره متسائلا بضيق مصطنع
_مش ماسة قالت أنها مش هتضايق المربية بتاعتها أبدا!
حدجته بنظرة حادة من عينيها الزرقاء قبل أن تخبره بتلعثم
_ويحيىقال لماسة أنها لو خدت الدوا هتنام معاه مش هتنام مع إلهام الۏحشة!
ضحك حتى كشف عن أسنانه وهو يردد
_في دي عندك حق الإتفاق إتفاق.
ثم نهض ليغلق الضوء النابع من مكتبه ليعود إليها سريعا أشار لها بالتمدد فتمددت ليطرح الغطاء على جسدها ثم استلقى لجوارها ليجذبها لأحضانه فقالت ماسة بتذمر
_مش هتحكي لماسة حدوتة.
ردد بعد ضحكة عالية
_بعد المجهود ده بالشغل ولسه هحكي حواديت ماشي يا ستي.
وقال وقد هامت عينيه بالماضي
_كان في بنت جميلة عيونها بتشبه لون موج البحر وشعرها اسود وطويل.
قاطعته بطفولية
_زي ماسة كده.
تعالت ضحكاته على ذكائها بتميز عن من يقص فقربها لصدره ثم قال
_أه يا ستي زيماسة كده وقعت في حب شاب كان بيعشق التراب اللي بتمشي عليه بس مكنش يقدر يقولها ده ولا يعترف بيه.
تساءلت بتلقائية
_ليه
بشرود قاسې بماضيه قال
_لأنه ببساطة كان عارف إنها مش ليه من طفولتهم وهما بيقولوا إنها لإبن عمه الكبير فمكنش يقدر يتكلم ولا يقول إنه بيحبها.
_وبعدين.
ابتسم وهو يقص هذا الشطر بالتحديد
_كان منتظر إنها تعترفله بحبه ومحصلش رغم إن عيونها كلها مليانة مشاعر وحب تجاهه وبعد كده إتفاجأ بيها بتعترف بحبه قدام الناس كلها وبعد كده اتجوزوا وعاشوا أجمل أيام حياتهم وبالرغم من كده كان حريص إنها تكمل تعليمها لإنها كانت صغيرة بالسن..
وپألم شديد اتبع لهجته قال
_بس مكنش يعرف إن بعد كده هيحصل اللي هيكون السبب في آآ..
أمسك بحيى بذاته وهو يستكمل ذاك الشطر المؤلم تناسى تماما مع من يقص ومن تستمع فرفع إصبعيه ليزيح تلك الدمعة العالقة بأهدابه سريعا ثم تطلع لها فحمد الله كثيرا حينما وجدها غفت على ذراعيه داثرها يحيى جيدا
تخفى ضوء القمر الخاڤت خشية من ضوء الشمس الذي غدى ليكسو العالم بضيائه فتبقى ساعات النهار الأولى هي أنقى نسمات الهواء التي تتنقل بين المساكن لذا يحب أن يكون منفردا بذاته بتلك اللحظة يتجول بين الحشائش والأراضي الزراعية بفرسه الأسود يعتليه بمهارة وحرافية تنقل آسر بين الأراضي الزراعية براحة تستحوذ عليه حينما يتمشى بالخيال في وسط ذاك الجمال الذي يأسره فأراد أن يمتع عينيه قليلا قبل أن يستعد لسفره بالمساء لا يعلم بأن من ساقه القدر إليها أول مرة سيعود ليسوقه إليها من جديد!
بالقاهرة.
استيقظت حور باكرا فاستغلت ان اليوم ليس لديها مذاكرة أو محاضرات فأعدت طعام الفطور ثم دقت الجرس على شقة الشباب المقابلة لها ففتح بدر الباب وهو يقول بنوم
_في أيه على الصبح مش عارف أنام شوية أنا!
أجابته ساخرة
_الحق عليا بصحيك عشان تفطر قبل ما تنزل المطار.
ضيق عينيه بدهشة
_مطار أيه!
قالت وهي