قصة قطرة الندي
الغد قال السلطان لها أريد منك أن تذهبي إلى قريتك وتحملين هدية لأبيك لا شك أنك مشتاقة لرؤيته
أجابتقطرة الندى نعم لقد مضت مدة لم أر قريتي أشكرك على لطفك بعد يومين سافرت وأرسل معها إثنين من العبيد يعرفان دروب الصحراء و لما وصل الهودج إلى طرف البادية خرج أربعة اشخاص ملثمين و قتلوا العبيد
وأخرجوا قطرة الندى من هودجها وضړبوها ورفسوها بأرجلهم وإلتقط أحدهم حجرا وهم برميه على وجهها لكنه توقف فجأة وسقط على الأرض فقد إنطلق سهم أصاب رقبته
وعندما وصل إليهم ضړب أقربهم إليه فطرحه على الرمال دون حراك ولما رأى الأخير شدة مراسه ركب فرسه و فر هاربا بأقصى سرعة
نزل البدوي من على ناقته و جرى ليرى قطرة الندى التي تمدت عل الأرض وقد ڼزف منها الډم سألها هل أنت بخير أجابت بصوت ضعيف أريد أن أشرب هل عندك ماء
عندما وصل أعدوا لها خيمة وأحضروا ساحرتهم التي عالجتها ووضعت على چروحها مرهما من لحاء الأشجار
و قالت لها يجب أن ترتاحين فقد ضړبوك بشدة على وجهك ولولا فارسنا الذي جاء في وقته لحطموا عظمك
جاء البدوي لرؤيتها وقال الحمد لله لقد تحسنت صحتك
أنا إسمي مالك بن سعيد وأبي سيد قبيلة بني سليم
وأنت في ضيافته
قالت أنا قطرة الندى ملكة هذه البلاد
لما سمع إسمها قال أتى اليوم الذي نرد لك فيه جميل صنيعك مع قومنا فلقد أصابنا السنة الماضية قحط و جوع شديد فقصدنا السلطان نطلب رزقا لكنه صرفنا وأذلنا
وقالوا أنت ملكتنا ونحن لا نطيعك إلا أنت أما زوجك البغيض لا سلطة له علينا وكل القبائل في هذه الصحراء تكرهه و تتمنى هلاكه
و قالت لها أريد أن تخبريني بالحقيقة هل سيرجع وجهي كما كان
أجابتها لقد إندملت چروح وجهك وستختفي الصغيرة مع الزمن لكن هناك چرح عميق ستبقى آثاره ظاهرة مهما فعلنا وهو لن يغير شيئا من جمالك
أعطتها المرآة وعندما نظرت إلى نفسها رأت چرحا كبيرا على خدها فبكت وقالت كان الناس يحسدونني على جمالي لا شك أنهم سيبتهجون الآن لما يرون حالتي
وخرج منهم فارس لا يظهر منه سوى الحدق وصاح فيهم قولوا لسيدكم يعطينا قطرة الندى والا قتلناكم وأخذنا إبلكم وغنمكم سمع الشيخ سعيد فمشى إليهم مع قومه
و صاح فيهم أنصحكم بالذهاب وإلا جعلنا الصحراء قبوركم قال الفارس سأمهلكم دقائق للتفكير سلموا الجارية وسنترككم في حالكم
في هذه الأثناء كان الأمير مالك قد تسلل وراء الخيل وكمن لها مع أمهر رماة القبيلة وراء كثيب من الرمل مرت المهلة ولم تظهر الجارية فقال الفارس أقتلوا الرعاة عن آخرهم وسوقوا القطعان أمامكم غنيمة عقاپا لهم
ما إن تحركت أحد سرايا الفرسان لتنفيذ الأمر حتى إنهال عليهم وابل من السهام فلم تخطأ أي واحد منهم وتساقطوا من ظهور خيولهم كأوراق الخريف
سل الشيخ سعيد سيفه وصاح أهجموا خذوا بثأر ملكتكم لن ينجو منا اليوم إلا من كتب الله له الحياة وما هي إلا جولة أو جولتان حتى فرت الخيل وقتل قائدهم وغنم بنو سليم خيولا وسلاحا كثيرا
بعد المعركة جلس الشيخ سعيد في خيمته و معه إبنه مالك و قطرة الندى و أمر بالأسرى فمثلوا أمامه
قال لهم الأمير مالك أخبروني من أرسلكم و أطلق سراحكم و إلا رميناكم في الصحراء و