قصة قطرة الندي
ټموتون عطشا
نظروا إلى بعضهم و سكتوا لكن أحدهم جثى على ركبتيه
و قال نحن من حرس السلطان وقال لنا إن قوما من البدو خطفوا الملكة فجئنا لإنقاذها هذه هي الحقيقة
وقفت قطرة الندى وقالت هذا والله بهتان لقد أنقذني الأمير مالك من المۏت وأجارني أبوه و عالجني حتى دبت في عروقي الحياة
وقف الأسرى في صفوف وأدو لها التحية وقالوا نحمد الله كثيرا على سلامتك مولاتي هل تريدين الرجوع معنا
أرسل السلطان نجم الدين في طلب وزيره و لما حضر قال له بحزن لقد صدقت قول الملكة بأن قطرة الندى ستنتقم مني لأني تعمدت إهمالها وخطړ لي أنها لن تتآمر مع أحد ضدي إذا زال جمالها لكن نجت من المماليك الذين كلفتهم بضربها
أجاب الوزير هذه عاقبة من يستمع لتدبير النساء المرأة يا مولاي تفكر بعاطفتها وليس بعقلها و خصوصا إذا تعلق الأمر بغريمتها الجميلة ولو طلبت رأيي لنصحتك أن لا تفعل
قال السلطان وقد تغيرت أحواله ليس هذا وقت اللوم يا رجل لقد أفرطت البارحة في الشراب و لم أفكر إلا في نفسي ومعك حق فالآن أفتقد قطرة الندى و كل ما أرى الورود التي زرعتها في الحديقة والنقوش و الرسوم التي قامت بها في بهو القصر أتذكرها لدرجة أني أتفادى المرور به لكي لا أتألم من غيابها
رد الوزير زاد الله في فضل مولاي يمكننا القضاء على التمرد لكن من الصعب أن تغير شعور الجارية من ناحيتك فهي تعلم أنك وراء ما حل بها من مصائب و لا شك أنها تفكر الآن في الإنتقام منك بعد ما إجتمعت حولها القبائل
رد الوزير مولاي هؤلاء البدو يكرهونا منذ زمن طويل وأنت لم تحاول كسب ودهم عندما أصابهم القحط وجائوا يستعطفوننا
قال السلطان لقد كنت أستخف بهم والآن ظهر لي خطئي أعترف أني أسئت التدبير
لن تحتاج لإرسال جندي واحد من رجالك تكفي بعض صناديق المال لجعل كل قبائل البادية من عبيدك
ضحك السلطان وقال يا لك من داهية لا اعرف من علمك هذا المكر
في الغد جاء أحد التجار إلى بني وهب وهم أحد قبائل البادية وطلب رؤية سيدهم ثم رحل وترك له جملا محملا بالهدايا فأخذ منها حاجته و فرق الباقي على أشراف قومه
ثم قصد التاجر مضارب بني سعد وفعل مع سيدهم نفس الشيئ ثم قفل راجعا إلى القصر
لقيه الوزير وسأله هل أتممت المهمة يا يعقوب
أجاب يعقوب نعم يا سيدي لقد كان ما تعرفه عن سادة هاتين القبيلتين صحيحا وهما من أكثر أهل البادية طمعا ويبيعون إخوتهم من أجل الدرهم و الدينار
قال الوزير لقد أخبرتنا عيوننا أن الأمير مالك سيحاول جمع كلمة القبائل حول قطرة الندى لكن سيرفض بنو سعد وبنو وهب الانضمام إليه وستغضب قبيلة سليم منهم
وهنا يأتي دورك مهمتك أن تستدرج أولئك الطماعين خارج الخيام وترميهما بسهمين من أسهم سليم وتقتلهما فيتنادى أهلهما للثأر وتسوء العلاقة بين القوم ويقتتلون
ونتفرج نحن حتى ينهكون بعضهم ثم نتدخل ونقبض على قطرة الندى ونحملها إلى السلطان
سأله الوزير هل فهمت كل شيئ
أجاب الرجل لا تقلق