الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

رواية أولاد فريدة بقلم إيمان فاروق

انت في الصفحة 15 من 50 صفحات

موقع أيام نيوز

جعلها تحزن منها ومن تبرئها من ماضيها المؤلم بالنسبة لها وبرغم أنها كانت تعمل من أجل اشباع فتاتها الا أنها عاشت ناقمة على العيشة الفقيرة التي لم يكن لها ذنب فيها ليناولها هو حقيبة مملؤة ببعض الأدوية وهو يقول اتفضلي ياست الكل ..دي ادوية الشهر ده ثم قام بوضع بعض الأكياس البلاستيكية فوق المنضدة المرفقة بحجرة الجلوس وهو يكمل قائلا ودول شوية طلبات للبيت وشويه فاكهة علشان انا عارف انك بتنسي نفسك دايما .
نظرة أمتنان لهذا الابن الذي لم تنجبه هى ولكنه رءوف بها فكنيته تعبر عن اخلاقه التي تشبهها .
اشفق على حالها قائلا حقك عليا يا أمي .. انتي عارفة حالة آمال
كويس ويمكن اكتر واحدة عرفة هى قاست ازاي ..وانا بحاول امشي معاها لغاية متتجاوز الحالة المړضية دي .
ولانها سيدة بسيطة تجهل مثل هذا المړض النفسي فكيف يكون للنفسية مرض وهناك رب الكون يحرسنا ويحمينا ويوهبنا من الاقدار ما يجعلنا نهداء ونرضى بما قسم لينا ..لتزفر ضيقها وتترك حزنها قليلا لتحاول ان تقف حتى تقدم واجب ضيافته ولكنه يستوقفها بل ويدخل الى داخل المطبخ الصغير ويضع الفاكهة الطازجة في سلة ويقوم بغسلها ويضعها بجوار السيدة الكبيرة ويتركها مسرعا حتى يصل لمبتغاه في مرضات أمه الحنون هى الأخرى .
. . . . . . . . . . . . .
ها هن زوجات ابنائها تحضر على غير عادة قبلهم وتقابلهم هى كعادتها معهم دائما ..بأبتسامة جالية فهى ليست من الذين يكشرون عن انيابهم امام زوجات أبنائهن لتقابلهن قائلة أهلا وسهلا ياولاد .. تعالو .ادخلوا ..تبادلت معهن السلام والقبلات فهى ذات وجه بشوش بطبيعتها فكيف واذا ولج عليها ريح ابنائها فهم زوجاتهم و احفادها يأتون بصحبة امهاتهن اللاتي جلسن كل واحدة كالضيفة تنتظر من يقوم بمضايفتها .. لتجيبها احلام بعد السلامات ازي حضرتك يا طنط .. انتي اخبارك ايه .. وحشتينا والله.
اجابتها فريدة وهى تنظر الى الخارج لتتابع الفتايات اللاتي تقفن في غرفة تحضير الطعام لمتابعة اواني الطعام خشية احراقها انا بخير والحمد لله ..امال ولاء واخواتها فين انا مشفتش غير ولاد رءوف دخلوا .. لتجيبها الاخرى مسرعة من ان تكشفها امال لتلحق بالحديث قائلة ااه الولاد قبلوا ماما وهى جاية من السوق وطلعوا يوصلوها ..اصلها كانت جايبة شنط كتير معاها و كانت تعبانة قوي .
تقابلها أمال بتحديق غير مقتنع بماتزرفه فأمها لم تكن من الأساس في السوق ولانها شاهدتهم من بعيد وهي تترجل من السيارة الاجرة التي كانت تستقلها عند قدومها ولكنها نسجت هذا الحوار حتى تشتت فكرها عن فكرة تلك الأكياس وما تحمله في باطنها ..مما جعلها تحدقها بأبتسامة صفراء وهى تقول في نفسها يابنت الك دابة ..بقى ماما كانت في السوق والولاد بيوصلوها ..بتستعميني ياأحلام ..مهو انا عارفة انك بتميزي اهلك وخربا بيتك عليهم مش جديد يعني لاكن اقول ايه حريفة يابت في تأليف القصص وتحويل المواضيع ..مما جعلها تهتف لتؤازها حتى تنول رضائها ..لتهتف مجاملة لها ااه صحيح الشنط تقيلة وهى ست كبيرة بردوا والولاد جوم ليها نجدة من السما .. دي صعبت عليا جامد لما شفتها غي الحالة دي .. الله يكون في عونها ..الدور الرابع بعيد عليها قوي .. والسلالم ديقة ومتعبة .
تهديها أحلام نظرة امتنان لما زرفت من حديث أكد قصتها امام ام زوجيهما لتتوجه السيدة بنظراتها التي تتابع الوقفات هناك يتسامرون حتى تنضج الأنية المحملة بالطعاملتتمتم أحلام لسلفتها بصوت هادئ حتى لا يستمع اليهم أحد شكل حماتك عاملة وليمة محشي كالعادة .. ظاهر من الريحة المفوحة في المكان كله.
تجيبها الأخرى وهى تلوي شفتيها امم علشان ولادها طبعا .. بېموتا في حاجة اسمها محشي ..انا قولت ليها اعملي صواني علشان الولاد الصغيرين بيحبو النواشف ومبيحبوش المحشيات ومش هيعرفوا ياكلوا وطبعا ولا فرق معاها المهم الكبار .
اجابتها فريدة وهى تبتسم بعدما استمعت لحوار الأخيرة طب ليه يامرات ابني مجتيش من بدري شوية على الأقل كنتي سعدتيني في عمايل الحاجة وكنتي عاملتي الصواني والنواشف الي نفسكم فيها انتو والعيال .. بدل الحوجة لدي ولدي وبصراحة الناس مبتتأخرش ..بس كان هيبقى احسن لو انتوا اللي كنتوا وقفين في ظهري .
امال بخزي بعدما استمعت لحديث حماتها المحمل باللوم لهن والعتاب الجالي على وتيرتها والله يا حاجة انا كنت نتوية اجيلك من بدري ..بس العيال طول الليل منموش وخلوني انا كمان معرفتش انام ورءوف كان عندة نبطشية الصبح ومنمنش الا لما مشي ويدوب احلام الله يبارك ليها هيا اللي رنت عليا وصحتني .. علشان نيجي بسرعة ونعمل حاجة معاكي ولكن طبعا احنا عارفين ان حبيبك كتير ..وكمان الريحة ماليا المكان وبتقول انك عملا كل اللي فوسعك .
وتكمل احلام بمكر بعدما استنشقت الهواء المطعم بروائح مختلفة من انواع الطعام صحيح الظروف هى اللي بتتحكم فينا ..لكن نعمل ايه احنا وثقين في قدرة حضرتك وعلى العموم ..اي اكل هبيقى من أيدك تحفة يا تنط..وكفاية اللمة بتشبع ولو تسمعي كلامي نبعت نجيب دلفري اسهل واحسن من الوش دا كله .. الأولاد بيحبو الاكل الجاهز كله وملهومش في الطبيخ والمحشيات .
فريدة بحزم ظهر على نغم حوارها المحمل بالحزن والاسئ منهن وتحاول جاهدة ان تخفيه لا انتي بتقولي ايه يابنتي ..نعم تلقبها ابنتي فهى تعاملهن بطبيعتها الحنونه لتطمل قائلة بنزق دلفري ايه وقرف ايه ..انا عملت كل الأكل الي الكبار بيحبوه صحيح ..لكن منستش الولاد بردوا دول حبايب قلبي وميخلصنيش طبعا انعم ميكلوش .. واكملت بأبتهال
لهذه الحزينة التي كسر بخاطرها صباحا هيام الله يبارك ليها عملتلهم كريب بانية زي الي بيشتروه من برة ..كمان خليتها تعمل صواني المكرونة بالشاميل الي بيحبوها العيال زي ما كان في نفسكم ..انا ميخلصنيش احنا ناكل والولاد ميكلوش .
والله صحيح ..طب كويس والله.. اومال فين هى ..مش باينه يعني تسائلت امال في شغف لمعرفة حالة هيام عندما تعلم بأمر ارتباط سامر فالجميع يعلم قصتيهما ولكنهن لعبا بينهم لعبة أدت الى تفرقتهما حتى لا تكون هيام مميزة لدي حماتهن فهن يعلمن انها تكن لها معزة خاصة وهذا يسبب لهن غيرة منها لمدى تقربها من تلك السيدة التي لم تقترف نحوهن فعل أي شئ.
صحيح هى فين هيام انا كنت مفكراها مع البنات في المطبخ..هتفت أحلام في تسائل وعينيها تتجول وتتوجه نحو غرفة اعداد الطعام لتجيبها حماتها في شرود بنبرة محملة بالأسي الله يكون في عونها بقى ..وتداركت نفسها قائلة بعدما استنشقت الهواء لتستعيد همتها قصدي انها تعبت معايا وطلعت ترتاح شوية وهتنزل تاني ان شاء الله.
. . . . . . . . . . . . . . 
حضر الجميع والتف الرجال حول امهن تحت انظار زوجاتهم التى تملأها الغيرة من تلك المشاعر الجياشة التي تظهر في علاقتهم بأمهم فهم الأن كالاطفال امامها يتلذذون بعناقها وتدليلها لهم ..يتناولون طعامها بشهية كما
14  15  16 

انت في الصفحة 15 من 50 صفحات