الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

رواية أولاد فريدة بقلم إيمان فاروق

انت في الصفحة 21 من 50 صفحات

موقع أيام نيوز

صغيرة في يأس من حالها فهى لن تستطيع ان تأخذ كل اشيائها مرة واحدة ثم توجهت إلى الخارج وهى تمشط جدران المنزل بهدوء حزين لعلها تكون المرة الأخيرة التي تشاهده فيها ..نعم ستودع الجدران فهى التي أوتها واحتضنتها هى وزوجها الراحل وهؤلاء العاقون ..هنا كان يجلس زوجها وهنا كان يستمتع معها بمشاهدة التلفاز وهنا كان يرتشف قهوته هنا في هذا البيت لديها ذكراها الخالدة ورسختها الأيام في ذهنها.. هنا جاهدت معهم وهم يخطون أولى سطورهم في الحياة فهم كانو اولويتها حتى انها ظلت تدور في فلكهم هم دون النظر الى حياتها الى انهم ضحوا بها الأن من اجل سعادة انفسهم فقط بكل انانية وجحود طغى عليهم دون التفكير فيها وفي مشاعرها التي هدروها أرضا دون رحمة او بر .
ابتسمت بسخرية فهى ظنت لوهلة أن ابنائها سينهرون زوجاتهم من أجلها ولكن لماذا تعيب على زوجات ابنيها وابنتها هى الأخرى تخلت عنها وفضلت حياتها عنها لتتذكر كلماتها وخۏفها من زوجها الذي يبر امه على خير وجه وهى لن تعيبه بشئ في هذا ولكن تعيب ابنتها التي لا تدافع عن حقها في البر فيها ..ابى نابضها ان يحزن لفعلتهم وجاهدت الا تغضب عليهم فهم لن يتحملو ڠضب المولى عندما تغضب هى عليهم ..فضلت الصمت والخروج دون رجعة اليهم ولكن هناك شئ واحد ستفعله وتغادر على الفور.
خطت مكتوبها الورقي وتركته ليعتلى المائدة التي كانت شاهدا دوما على تجمعهم اثناء تناول الطعام في جمع بينهم لتتركهم هى تاركة خلفهم كلماتها التي تودعهم بها سأرحل ولا داعى للبحث عنى ..اهنأوا بحياتكم وبروا زوجاتكم واولادكم حتى يبروكم ..سأدعوا الله ان لا تذيقا مثلما اطعمتونى ..تركت بيتي من اجل ان ينعم صغيركم بالاستقرار كما ساعدتكم سابقا ..فأنا لست بحاجة اليكم وانتم لم تعدوا في احتياجي.. سأرحل بلا عودة حتى لا ازعجكم او اكون مصدر ازعاج لمحبيكم ..ليتكم تستشعرون ما هى حجم المصېبة التي اقترفتموها في حقي ..اما انا فلن اقول الا هداكم الله لأنفسكم ولن ادعوا الله ان يذيقكم ما اذقتموني من عقوق لن اقول امكم لقد تبرأت من امومتي لكم كما تركتموني سلعة بخسة لاشفاق الأخرين .
نعم قررت الرحيل بعيدا عنهم ..فهم ليسوا بالبارين الذين يستحقون عطفها ..ستتركهم حيثما ارادوا ولكن دون اخبارها ستحيا بعيدا عنهم او ربما ستلاقي حتفها بعيدة أيضا فليس لها خيار اخر غير الفرار من هؤلاء القاسين الذين يتنصلون منها ويقررون اختيار راحتهم فقط دون الإحساس بها .
. . . . . . . . . . . . .
اڼهيار ولولوعه بعدما استيقظ من نومه ليتجول ببصره في اركان المكان بعدما
وجد مكانها فارغا ليستقر ببصره فوق المائدة حيث تسكن ورقة مطوية فوقها ..مما جعله يتعجب فهل امه ذهب الى مكان ما ام ترسله عبرها شئ تريده مما جعله يتقدم نحو الورقة ليستشف ما فيها ويصعق مع قراءة كل كلمة فيها .
جثى على ركبتيه بعدما قرأ مخطوتها فاڼهارت قواه فهو الأن
فقط عرف قدر ما فعل ..ليته لم يخبرها بموافقته بهذا الأمر الذي اضاعها من بين يديهم ..تضايقت انفاسه وهو يحاول أن يستوعب ما حدث هل ممكن ان تتخلى عنه هكذا وتفضل البعد ..الهذا الحد كسر بخاطرها والمها ..نهض متوجها الى غرفتها ليشاهد خزانتها الفارغة من بعض محتوياتها وليست كلها فهى لن تستطيع ان تحمل امتعتها بأكملها فجسدها الضعيف لن يتحمل ان يحمل اثقالا لذلك لاحظ ان هناك اشياء قليلة من محتوياتها غير موجودة .
غادرت وتركته وحيدا اي نعم ولكن هناك من ستؤازره وستسانده في البحث عن غاليته فمن المؤكد فمن غيرها ستقف بجانبه..سحب جواله سريعا يخبرها بما حدث نشوى ..ماما سابت البيت ..مش عارف اعمل ايه أنا زى التايه ومش عارف أعمل ايه..قوليلي من فضلك.
أولاد فريدة
بقلم إيمان فاروق
الرابع عشر
مشهد ليلي خارجي باحد الدول العربية هو يتجول باستمتاع في شوارع تلك المدينة الساحرة بأضواءها الكاشفة كضوء النهار في غيوم اليل يتسابق بخطواته وهو يستمتع برؤية تلك المباني الشاهقة المسماه بناطحات السحاب المميزة في بلدة عملة وهو الآن يتجول بين طرقاتها بصحبة بعض الاصدقاء الذين انتهو مثله من فترة دوامهم ويجتمعون في سيرهم ليجلسون في احد المقاهى الساهرة هناك يتسامرون جميعا في سعادة بينهم وهو يتمتع بحالة الذي يزيد في الإزدهار والتألق في عمله ليمدحه احد اصدقائه قائلا والله عفارم عليك يا بشمهندس نديم ..القيادة كل مادة بيعطوك مهام اقوي وتميز في العمل .
ليجيبه صديق اخر قائلا بأعجاب بالفعل ماشاء الله عليك بتعرف تظبت الشغل والقائمين عليه .. تميزك يانديم واضح واكمل مستطرد بغيرة طفيفة أنت وصلت في فترة صغيرة لمكانة كبيرة غيرك مقدرش يوصلها في عشر سنين .
نديم بفخر واعتزاز بنفسه قائلا الحمدلله هذا من فضل ربي ..انا بجتهد وبشتغل على نفسي والتوفيق بتاع ربنا وخصوصا اني مبفكرش في شئ غير شغلى وبس .
وبيتك واهلة يابشمهندس ..ليهم حق عليك قالها صديق له يعرفه عن قرب ولا يعجبه تصرفاته تجاه زوجته التي يقصر من ناحيتها ويعتبرها ملكية خاصة له ويحدد اقامتها في سكنهم الخاص ولا يعطيها اي تميز او مشاركة في حياته الخارجية فهى محددة الاقامة لمتعته الشخصية ولاولادهم فقط ويحجب عنها كل متع الحياة متعللا بالخۏف عليها والغيرة ولكن الأنانية هى التي تغلبه في هذا الأمر .
زفرة ضيق يخرجها على مضض من معاتبة صديقه الذي يواجهه بما يفعل دوما ولا يعجبه سوء تصرفه فهو يحلل لنفسه ما يحرمه عليها حتى التسوق لا يصتحبها معه في اثناء تجوله ليتمتم بضجر قائلا يوو انت معندكش غير اللوم يابو فهد ..انا حر في مراتي وعيالى ..دول اهل بيتي ولازم اخاڤ عليهم ..انا كده بكرمهم وبحافظ عليهم من پهدلة الحياة .
ابو فهد قائلا عيب عليك ياريان ..قصدك بتخنقهم ..بتسجنهم ..ياريان البلد هنا جميلة لازم تأخذهم للتسوق وللترفيه قليلا ..لابد من انك تغير ولاكن مو الغيرة القاټلة دي ياشيخ .
تنفس بضيق فهو بالفعل يغار عليها فكلما خرجت معه يحدق بها المتلصصون من الرجال فهى ذات ملامح عربية رقيقة تفتن من ينظر لها وجهها البشوش وغمزتيها يقتلن اعتى الرجال مما يجعله يزيد عليها كما لوكانت ستخطف منه مما جعله يهدر بصديقه قائلا ابو فهد بالله عليك ياشيخ اقفل الكلام في الموضوع ده.. أنت عارف رأيي في الموضوع ده واظن انا مبدخلش في حياتك الشخصية ..وانت ادري بحوارات الرجال هنا واظن انا مش فاضي كل شوية اعمل مشكلة مع حد وادخل الشرطة بسببه .
قهقه الرجل واردف له قائلا بالله عليك انت صرت مچنون ..في رجال عاجل يسير بجوارة مرته ويتصنع المشاكل لمجرد ان واحد نظر ليها نظرة بريئة .
فبالفعل هو يشاهد نظرات الأخرين بصورة زائدة لها ويفسرها بشكل خاطئ فهناك نظرات عابرة يمكن أن يمررها ولكنه يتمسك بكل صغيرة ليصنع منها مادة للشجار ولذلك قرر ان يجعلها سجينه قفصه الذهبي ويجعله يرفض
20  21  22 

انت في الصفحة 21 من 50 صفحات