رواية أولاد فريدة بقلم إيمان فاروق
بيه لا وكمان تروح دار مسنين وولادها ماشاء الله موجودين ومراكز كمان ..دا يبقى اسمه ايه
روفيدة وقد تذكرت حالة جدتها المحزنة ..فهى شاهدت العبرات عالقة في محجريها ولم تستطع التدخل بفضل زوجات خيلانها اللاتي فرضن سيطرتهن على إدارة الحوار معهم واستماعها لهن خلسة في بعض الأوقات دون الحزر منهم ظنا إنه لا يوجد سواهن في المكان لتهتف في ڠضب دا اسمه افترى ..وان شاء الله ربنا هيرد لكل واحد عمله وتيته ربنا هيقف معاها أن شاء الله واكيد تنط احلام وتنط أمال ربنا هيردلهم الي بيعملوه .. ويكفيني اللي سمعته .
قصت رفيدة ما سمعت من زوجات اخوالها على مسامعها من لتتذكر الحوار بينهن احلام وقد بدت عليها السعادة ايه رأيك في الحوار الرائع ده ..اظن كده في الجون وهنرتاح ..وجت من عند ربنا يا أمولة .
الاخرى وهى تلوي شفتيها اعتراضا وخوفا لما تظنه لتتمتم لها بتوجز طب يختي متفرحيش قوي كده ..استني لما تغور وبعدين نبقى نفرح ونبل الشربات ..ظلت تسرد لشقيقتها الحوار وطريقتهن في التعبير التي اثارت اشمئزاز الفتاتان من فعلتهن واسلوبهن المقزز مع جدتهن يالا قسۏة قلوبن ..اذاقهم الله شرور انفسهن فالجدة الطيبة لا تتواني في عمل أي شيء يسعدهم ولكن هم يبادلونها بالشړ والعمل على تعاستها في كلام معسول وهؤلاء الرجال اللذين تركوا مراكبهم في قيادة نسائهم فهم تركو الجمتهم لهن يقودون بها سير حياتهم حتى يهنئون بالراحة ولكن هل سينعمون بالراحة أم أن هناك العديد من المواقف ستكون حائل بينهم وبين الراحة فيما سيكون بعد فراق جنتهم .
بقلم إيمان فاروق
في شقة هيام .
اتته مهرولة وهى عازمة على قول شئ ما ..سترمي بحزنها على جانبيها وستستقبل ايامها الاتية على أمل جديد في بداية وهى تتمنى ان تحظوا النسيان فألمها منه اصاب عنان السماء لقد رمى باحلامهم الى قاع مظلم وربما لن يعود اليه الضوء بعدما غدر هو بها ستدعو عليه في صلاتها وقيامها بالا يسعد بدونها والا يرتاح فكيف لغادر ان يرتاح وهو يرى ذبيحته تسيل دماء العڈاب الذي فتحها هو بنصله الحاد ..لتستجمع تيتها وتهتف قائلة بابا ..كنت عايزة اقولك على حاجه.
بابا انا موافقة على العريس اللي جاني من كام يوم ومستعدة للجواز على طول ..قالت هيام وهى تتحكم في ڠضبها حتى لا يستشعر المها وهى تقدم نفسها كربانا حتى تشفي كرامتها المچروحة منه ولكن ما ذنب هذا الشخص التي قررت الارتباط به ..كيف ستهديه نفسها وهى لا تتقبله فمهما كان هو بشړ ويحق لها ان تقلل من واجباته وهى ستجاهد نفسها في تقبله حتى تستعيد نفسها من جديد .
صدقني يابابا انا مش زعلانه غير ان الموضوع جه مفاجأة ودا الى صدمني ..انا عارفة ان مواضيع الجواز ده قسمة ونصيب وانا راضية بقدري ونصيبي.
الاب برضى تام عن عقل فتاته التي تحاول الخروج من حالة الحزن المسيطر عليها ليتمتم اليها بالدعاء ربنا يكملك بعقلك ويرضا عنك ياقلب ابوكي ..ويجعلك من الحامدين الشاكرين ..انهى حواره بعد ان امنت هى وزوجته على تلك الادعية التي تمنت ان يجيبها الله لتهداء نفسها الثائرة بالحزن الشديد على حالها .
. . . . . . . . . . . .
رحل كل منهم بصحبة زوجته وهم يحملون ثقل بات على اكتافهم فما صرحت به سلاح ذو حدين مما جعل كل منهم يصارع نفسه قبل ان يصارع من حوله وكل واحد منه يسير بتيته دون الرجوع هل ستبتعد عنهم حقيقتا بهدوء وسعادة ام انها تهرب من قسوتهم عليها هل ستبتعد وتتنصل منهم ام أنها ستظل على تواصل معهم هل يحفرون قبورهم بأيديهم ففي بعدها الهلاك مما جعل كل واحد فيهم يتقلب أرقا طيلة ليلته ..فكل واحد فيهم ظل يصارع نفسه ليلا بعدما ظنت كل واحدة من زوجاتهن انها ستحتفل معهم بليلة مميزة وهن غافلات عن جريمتهن اللاتي اشتركن فيها بتشجيعهم على اقصاء امهم من حياتهم وقسوتهم في قرارهم الذي قتل نابضها ليغفوا بعد ذلك لتكتمل ليلتهم المريرة في خيالهم الباطن لتعود اليهم افعالهم معها على شكل احلام مفزعة ليتمني كل واحدا منهم ان يعود الى الواقع من شدة الخۏف والخزي الذي استشعراه في برزخ احلامهم .
. . . . . . . . . . .
كانت هناك هى الأخرى تستعيد ذكراها الحزينة في يوم عيدها وكسرتها امام نفسها الخاسرة ..فهى اليوم خسرتهم للنهاية بعد موقفهم المخزي معها والاستهانة بها والتخلى عن وجودها بينهم .
عادت لواقعها المرير وابتلعت غصتها وعزمت على أمرها الذي اقرت العمل به وستنفذه دون الرجوع اليهم فهى لن تستطيع السير برفقتهم مرة أخرى ..ستقصيهم من حياتها كما ودوا هم وفعلوا عنهم .. توجهت بخطواط مثقلة وعين باكية الى خزينتها لتسجمع بعض من ملابسها في حقيبة