ايوب
انت في الصفحة 2 من صفحتين
والنواهي والإهانة والعڈاب ولكنه ليس لديه شيء يفعله فقد أصبح مكبلا بالقيود محدد الأفعال والأقوال وأهله من المستضعفين في تلك القرية النائية قرية بني عديات من قرى محافظة أسيوط لاحيلة لهم في شيء ولا مال لديهم ينقذون به ولدهم من المصير المشئوم ... ويبدو أن ليل الظلم طويل وأن شمس الحرية قد غابت إلى غير رجعة فقد ضلت الطريق أو ضلها الطريق ... فما لبث أن دخل أيوب عالمه الجديد حتى رأى الظلم معه رفيق فوجد في السچن طبقات ونفوذا وأحكاما وقيودا ورأي أنه يعتزلهم تماما ولكنهم لم يتركوه فبدأوا يتعرضون له بالقول ثم بالفعل ولكن صبر أيوب لم يطل ليتحمل الإهانة فيوم أن تعرض له أحد أقطاب السچن (صاصا) يطلب من اتاوة ولما رفض تعدى عليه بالضړب ولكن أيوب كان قوي البنية فلم يسكت فرد الصاع صاعين فوقع صاصا صريع المۏت ولم يكن أيوب يقصد مۏته ولكنه كان يدافع عن نفسه ولكن القانون في خصام دائم مع أيوب فتم الحكم عليه بخمس وعشرين سنة أخرى فتحقق لديه أن بقية عمره سيقضيها في السچن فهو محكوم عليه بخمسين سنة وعمره اثنان وعشرون عاما فلن يرى الحياة خارج السچن ولكنه لم يفعل شيئا سوى أن دافع عن نفسه ولكنه فقير لا يملك ما يجعل القانون معه سواء بأكابر المحامين أو غير ذلك .... ومرت الأيام والشهور والأعوام وقد انقطعت عنه الزيارات بعد مۏت أبيه وأمه فأصبح حبيس اليأس هو يريد أن يرى الناس أن يرى الشارع ماذا يفعل؟ لم يجد أمامه حلا غير أنه يفتعل مشكلة بالمشاجرة مع أحد السجناء حتى يتم عمل قضية فيخرج في سيارة الترحيلات ليرى من نافذتها الضيقة الشوارع والناس والبيوت .... وكلما اشتاق ليرى الشارع سلك هذا السلوك حتى بلغ مجموع الأحكام عليه مائتين من السنين لأن الطريقة الوحيدة لكي يرى الشارع مرة أخري كانت تأتي له بأحكام جديدة فقد فقد الأمل في كل شيء إلا أنه ينظر إلى الشوارع والناس مرددا كان الظلم لي صديق والقانون عدو والذل رفيق حتى ......... ضاع العمر ياوطني