اخوضها..
تزوجت عذراء .لكن وجدت نفسي مابين ليلة وضحاها املك طفلين رائعين ابتليت بحبهما رغم انهما لم تنجبهما رحمي
يتبع
المعاقة 4 والاخيرة.
لم يكن الامر سهلآ أن اكسب ود الطفلين حتى والدهما ففي بعض الاحيان يتملكني اليأس وكثيرا ما أفګر في الانسحاب من حياتهم. ولكن هناك شيء بداخلي يدفعني اكثر نحو التوغل في كيفية معرفة طريقة تفكيرهم وعمق أحأسيسهم ولا
آخذ الامور بمظاهرها. هنا فقط ادركت ان المعدن النفيس كاللؤلؤ مثلا لايرى جماله إلا بإخراجه من داخل بعض الاجسام الرخويات.. .هكذا إكتشفت نفوس مروان وولديه سونة وسامي تختبيء عواطفهم واحاسيسهم المرهفة بداخل اجسام هزيلة وحزينة .
في ايامي الاولى كنت اتابع عملي المعتاد . اتقاسم مع مروان الاوقات للاهتمام بالاولاد. لكن لم اكن على سجيتي. فعملي يأخذ مني كل الوقت حتى اهتم باسرتي على اكمل وجه. و لا اريد ايضا ان اظلم معي اطفال الروضة بإنشغالي الدائم عنهم معظم الوقت بما انهم صغارا ويحتاجون الإلتزام والاهتمام. ففضلت الاستقالة والمكوث بالبيت والاعتناء
باسرتي الصغيرة.. .ولم اندم يوما على قراري. فبالعكس هنا قدرني زوجي مروان اكثر على قراري الذي لم يتدخل به يوما فاصبح قريبا مني اكثر واصبح رويدا رويدا يشاركني افكاره وإقترحاته بشأن امور العائلة وعمله. وعندما وجد الطفلين الانسجام مابيننا. اصبحا هم كذلك يتقربان إلي بطريقة لطيفة.
فسونة مثلا تخلت عن خۏفها مني. وبدأت في الاول تريني ألعابها ودماها المفضلة إليها فكنت بالمقابل اتقرب إليها بكسب ودها عن طريق حياكة ثياب واسرة ووسائد خصيصا لدماها واشاطرها باللعب معها ايضا. فكانت تحب ذلك وتسر كثيرا وهنا توطدت علاقتي بها واصبحت استطيع لمسها وحملها وتقبيلها الذي لايشبع منه. عكس ماكان بيننا سابقا اما سامي فتقربت منه عن طريق الرسم. وكان هذا مانصحتني به الاخصائية. وفعلا انسجم الصبي مع الوضع. وكل يوم
كنت اختلق موضوعا يعبر فيه عن نفسه بواسطة الرسم وكم كان هذا مفيدا حتى عاد إلى طبيعته .وأصبح احسن عن ذي قبل. ولد في منتهى الروعة نشيط وفكاهي ويسمع الكلام.. .كنت دائما سعيدة بهما خاصة عندما اصبحا كليهما يناديانني بماما دون ان يطلب منهما احد فعل ذلك. .فكم كانت دموعي سخية انذاك. كلما لفظ احدهما بتلك الكلمة التي لم اعرف معناها إلا منهما. فلولاهما لما احسست بعظمتها . فالله لم يمنحني طفل من رحمي .ولكن هما عوضاني عن ذلك. ولم يجعلاني اشعر بوجود فرق بتربية اطفال ليسوا مني.
كبر الطفلين وكبرت معهما انا ايضا. اصبحت سونة عروس وسامي شابا قادرا على تحمل المسؤولية افتخر بهما اينما حلا.. فلولاهما لما وجدت من يساعدني في محنتي. وكانهما يعترفان لي بالجميل على كل ما قدمته لهما من تفان و عطاء قديما دون ان انتظر منهما يوما المقابل. ولكن بعد تقدمي بالعمر. اصبحت قدماي لاتتحملان الوقوف بي او السير
عليهما بعد خطوتين او ثلاث. وهذا ناتج عن مرض هشاشة العظام الذي كان يتطور معي منذ طفولتي. .. وهذه اللحظة انا تقريبا عاجزة اجلس على الكرسي المتحرك . وعائلتي لم تتركني يوما او تحسسني انني عالة عليهم. .. و الدليل في هذا اليوم المشمس الجميل هو اجمل يوم بحياتي. نقوم انا ومروان والشابين بنزهة على شاطيء البحر نقيم عليه حفلة
صغيرة بمناسبة نجاح سونة حبيبتي بالبكالوريا.. .وسامي الذي فاجأنا بانه سيخطب في الاسبوع القادم الفتاة التي احبها واختارها عن دون كل الفتيات. وطلب مني ان افعل ذلك شخصيا ولم يخجل بي كما خالجني ذاك الشعور سابقا وهذا
مازاد من سعادتي بهما. فتربيتي لهما لم تذهب سدا فمن اعطى من قلبه دون تذمر سيجد المقابل في حياته ما يبهجه ويسره لاحقا.
النهاية .