الإثنين 25 نوفمبر 2024

المزمار السحري

انت في الصفحة 5 من 12 صفحات

موقع أيام نيوز

وإلا تعرضت للهلاك بسببي.. رد عليها ارجوك افهميني أنتي يا سلوى.. فأنا لا يمكنني تركك بعد رؤياك على تلك الحالة.. واجبي يحتم علي إنقاذك.. نظرت بدور بفخر الى احمد وهو يقول ذلك.. فشعرت وكأنها تخاطب نبيلا يتمتع بشمائل الفرسان.. وصل احمد للشجرة فلما كاد أن يتسلقها... وإذا بالغصن ينكسر فتسقط بدور نحو الهاوية... لكن احمد سارع بالوثب والتمسك بطرف الحبل فبقي هو على الحافة بينما تتأرجح بدور بشكل خطېر في الهاوية.. كان هو يناضل بمشقة بالغة كي يسحب بدور إليه.. بينما كانت الفتاة تصرخ من الړعب وهي تطالع الهاوية.. فقال احمد سلوى... انظري إلي.. انظري الى عيناي فقط.. نظرت بدور الى عينيه واستغرقت فيهما.. فشخص بصرها نحوه فقط.. آنذاك.. كفت عن الصړاخ.. فتبدل حالها وما عادت تشعر بالخۏف بعد الآن.. بقي احمد على تلك الحالة ممسكا بالحبل ولا يستطيع رفع بدور أكثر من ذلك حتى خارت قواه وتصبب العرق من بدنه والاثنان ينظران الى بعضهما.. ثم دمعت عيناه وقال سلوى... سامحيني فما عدت احتمل.. فابتسمت هي له وقد طفحت عيناها دموعا ثم قالت لا بأس عليك يا احمد... وددت لو تعرفت إليك أكثر.. ثم افلت الحبل من بين يدي الفتى ممزقا راحتيه.. فكادت الفتاة أن تهوي وتتحطم لولا أن ظهر الغول فجأة من خلف احمد وأمسك بالحبل... ثم وبجرة واحدة رفع بدور الى بر الأمان.. أسرع احمد المذهول الى فك الحبال عن بدور ثم عانقها..... أغلق الاثنان عينيهما وهما ممسكان ببعضهما يتنهدان ويجلسان على الارض.. بينما يقف الغول فوقهما وهو ينظر اليهما ولا يحرك ساكنا.. وأخيرا.. استدار الغول وابتعد عنهما.. وبعد أن حمد الله على نجاتها ابتعد عنها احمد وقال آسف يا سلوى.. فقد وعدتك أن لا ألمسك ثانية.. وها أنا أخلف بوعدي.. قالت هي مازحة لا تكن أحمقا يا فتى.. فهذا لا يحتسب.. ثم نظرت الى يديه وقالت يا إلهي يداك.. ما أسوء حالهما.. عندها.. قامت بلف يديه بالخرق فشكرها على ذلك.. ثم نظرت هي جهة الغول وقالت لقد أنقذني الغول.. ربما أشفق على حالنا وسيطلق سراحنا.. قال هو وربما لم يشأ أن تضيع إحدى وجبات طعامه هدرا في الهاوية.. قالت أحمد.. أعتقد أنني بإمكاني مخاطبته وإقناعه بفكرة العدول عن قتلنا.. صاح احمد أجننتي ماذا تقولين تريدين أن تحاوري وحشا بالمنطق!!! قالت أنا جادة الآن فيما أقول... لقد نظرت في عيني الغول ولم أشاهد فيهما الۏحش تماما... لقد كان هنالك شيئا آخر في داخله... شيئ أقرب للإنسانية.. قال على الأقل لا تخاطبيه حتى ينهي تناول النعجة الثالثة.. لأنه سيكون حينها شبعانا وسيحجم عن أكلك.. . . وفي اليوم التالي وبعد أن أنهى الغول طعامه اقتربت بدور منه بوجل وتوسلت إليه أن يطلق سراحهما.. ووعدته أن تجلب له قطيعا كبيرا من الماشية إن هو فعل ذلك.. لكن الغول فتح فمه وتمتم قائلا لقد فات الآوان ولا يمكن أن نغير شيئا بعد الآن... ثم أضاف بصوت خفيض غدا لابد أن ېموت أحدكما.. ذهلت بدور فصاحت ماذا ماذا قلت أعد علي ما قلته ارجوك لكن الغول تركها وانصرف تاركا إياها في حيرة شديدة.. . .في تلك الليلة..أحضر إليها أحمد بعض الطعام الذي جمعه من هنا وهناك.. فتناولا عشائهما معا.. ثم أراد الفتى الإنصراف للمراقبة من مكانه البعيد فأمسكت هي بيده وقالت لا تبتعد عني كثيرا.. أجلس قريبا مني الليلة.. فوجودك معي يشعرني بالأمان.. فجلس هو في مكانه وقال إذا كان هذا قرارك فسأحترمه وأنفذه بسرور.. فابتسمت هي وقالت نعم.. هو قراري.. ثم أضافت احمد.. أرجوك اعزف لي بمزمارك حتى أنام.. فأطرق هو أرضا وقال بتردد لقد... لقد ضاع مني المزمار.. أعتذر إليك بشدة.. قالت هي بحسرة يا للخسارة.. فلقد كانت أنغامه الساحرة تنقلني الى عالم آخر.. فرد هو إذا كان الأمر كذلك فأنا أعدك بأني سأبحث عنه غدا وسأطرب أذنيك بأعذب الألحان.. قالت لكن ماذا لو قرر الغول قتلنا في الغد.. فكما ترى لم يعد
لدينا نعجات لنطعمه إياها.. ألقى
احمد ببصره نحو السماء المرصعة بالنجوم وقال لن أتركه ېلمس شعرة واحدة من رأسك

انت في الصفحة 5 من 12 صفحات