الجده وحديدان

وظهره دائما ما كان والده يقول له أنت عكازي وساقاي وما لا يعلمه أبيه أنه يشعر بالعكس.. والده الجالس على الكرسي المتحرك هو الظهر الذي يصلب طول فاضل هو ما يبقيه قويا صلبا قادرا على مواجهة كل الصعوبات حتى حربه مع عمه ورغبته بكشفه لولا وجود والده وتشجيعه لكان استسلم منذ وصلته التهديدات الصريحة والتي كان يعرف أن مصدرها إما عمه أو أبن عمه زين..

والدته.. كانت تخبره أنه نور عينيها فرحتها يا ليته أخبرها يوما أنه شاكر لها لحبها لعطائها لثقتها اللانهائية به لأشعاره الدائم بأنه رجل رائع يستحق كل جميل لم يخبرها أن نظرة واحدة من عينيها الجميلتين تساويان الدنيا وما فيها.. والدته مصدر الحياة ..
جده قدوري ذلك الرجل الذي يفخر فاضل بالانتماء له كلما راه صلبا قويا رغم ظهره المنحي والحزن الساكن في عينيه الضيقة يدعو الله أن يطيل عمره حتى يفعل ما يرفع رأس جده ويشير له بفخر قالاهذا حفيدي
شقيقاته.. مصدر البهجة والسعادة والهموم فهموهن لا تنتهي ويال جمال هذه الهموم يفرح كطفل صغير في يوم العيد عندما تتصل به احداهن لينتقم لها من زوجها يحب ما يجعلنه يشعر به وهن يستند عليه..
وجاد صاحبه ورفيق العمرهل يمكن للكون ان يختزل شيء جميل كالأخوة والصداقة باسم شخص واحد.. نعم هو فعله فالصداقة والاخوة مسماة باسم جاد فلا صداقة إلا به ولا أخوة إلا معه..
اخيرا مصدر الألم والحزن في حياته حسناء وجعه الدائم وجرحه النازف .. كيف يمكن أن يحبها كل هذا الحب وهي تؤلمه توجعه تكسر غروره كبرياءه وكرامته!!! كيف يعيش على أمل لحظة أو نظرة حب منها وهو يثق أنه لن ينالها ولا حتى في الاحلام.. وها هو عقله يترك كل جميل ولا يتذكر الا ۏجعها.. فأين المهرب منك يا ۏجع العمر و سنينه...