الجده وحديدان
انت في الصفحة 1 من 7 صفحات
المشهد التاسع عشر
مر أسبوع منذ حدثها أنس عن عرض جاد بالزواج منها وبطلب مباشر من جده ..
و رغم أن من في مثل حالتها يكون محلقا من السعادة لكنها تشعر بالخۏف والقلق مما هي مقدمة عليه فلا الرفض في قاموسها فكيف ترفض من توله به قلبها الذي لم يعرف الحب إلا به وله والقبول أيضا صعب فكيف تقبل وتنسى الحړب التي ستقدم عليها وهي تواجهه عائلته التي بكل تأكيد سترفضها لو علموا بأمرهم...
أما الوضع في البيت بدا لها غريبا رغم أن أنس ترك الخيار لها وأمها تكاد تطير فرحا لكن القلق البادي على ملامح شقيقها وأنيسة ساهمة ضائعة في عالمها لا تكاد تتحدث معهم بحرف ..هذان الشيئان يزيدان من خۏفها هل أنس يرى جاد غير مناسب ولكنه لا يستطيع قول ما يخطر في باله حتى لا يضغط عليها هل أخبر أنيسة والتي شاركته الرأي لكنها التزمت الصمت ...
تنهدت نونة واقتربت من أنيسة التي تهيم بعيدا عنهم منذ أيام والتي تجلس على السرير تنظر للنافذة المطلة بضع بنايات ارتفعت بمرور الزمن وجزء من السماء الزرقاء تحكي لهم بداية الخريف.. نادتها لتلتفت الاخيرة لها جلست نونة قربها على السرير قائلة أريد أن أخذ رأيك بشان خطبتي
تنهدت أنيسة وهي تعد من جلستها قائلة بهدوء وعدم مبالاة فما يشغلها أهم من مجرد خطبة أنت تحبينه وهو كذلك فما الذي تحتاجين أن تأخذي رأي به!!
صاحت أنيسة بملل لا يوجد لكن من يحميك ليس جاد ولا غيره عليك أن تتعلمي كيف تحمين نفسك ولا تسمحين لأحد بالتطاول عليك.. أفهمي يا نونة أنك لست أقل من جاد ولا من أهله أحب نفسك وتقبليها بعيوبها نورية
كانت المرة الاولى التي تناديها باسمها الحقيقي وليس الأسم الذي اختارته لنفسها منذ سنوات وهي تظن أنها ستحب نفسها هكذا ستجد روحها الضائعة بين كلمات والدتها المحطمة وبين شعورها بالضعف اللامبرر له لكن لم يحدث هذا بل ضلت ثقتها بنفسها مهزوزة ولا تشعر انها قوية الا بوجود جاد وحتى أن شعرت بذلك تعاودها فكرة أنها أقل منه لا تستحقه هناك الف أنثى أفضل منها ستكمله وتبقى تحارب ذاتها بذاتها وتفشل في كل مرة فلا هي رضت بما تملكه ولا بنت شخصيتها واحبتها بل ضلت تقف في منتصف الطريق تبحث عن الذي سيرشدها للاتجاه الصحيح..
ووقفت لتغادر الغرفة تاركة خلفها نورية التي نظرت لنفسها في المرآة لتهمس لنفسها تسألها بعجز وكيف أفعل كل هذا أو من أين ابدأ !!!!..
غادرت تاركة نورية خلفها واتجهت